إرادة من حديدة وعزيمة قوية.. فهما تستطيع هزيمة الصعاب وتحقيق المستحيل، وأضف عليهما ترك عبارات الإحباط وتثبيط الهمة وعدم إلقاء بالا لها، فبهذه الأساسيات تستطيع تحقيق الذات، وهذا هو ما رفعته شيماء عربى ابنة مدينة القناطر الخيرية، والتى تحدت فقدانها للبصر هى وشقيقتها منذ الصغر، ليحققا ذاتهن ويحصلن على التعليم بجمميع مراحله، ويتخرجن من كلية الحقوق، وتحصل شيماء على درجة الماجستير فى القانون، وتحترف غزل "المكرمية" معلنة انتصارها على المقولات التى كانت تسعى لإحباطها وإثباط عزيمتها وهمتها.
شيماء عربى.. بنت القناطر الخيرية، صاحبة الإرادة الحديدية والتى قهرت إعاقتها البصرية، والتى أكدت أن النور مكانه في القلوب، وأن صاحب العزيمة قادر على تحقيق المستحيل وتحدى الصعاب وقهرها، والتى حصلت على الماجستير فى القانون ثم برعت فى نسج المكرمية "الغزل والنسيج"، والتى تتمنى عمل معرض خاص بمشغولاتها النسيجية، وأكاديمية لتدريب فاقدى البصر على الغزل والنسيج، وأيضا تتمنى أن تعتمر ببيت الله.
أحد-مشغولات-شيماء
"اليوم السابع".. حرص على التعرف على قصة "شيماء".. لتقول إنها ولدت هى وشقيقتها فاقدين للبصر، موضحة أن الله أعطاها منحة وتتمنى أن تكون عند هذه المنحة، مشيرة إلى أنه التحقت بحضانة للمكفوفين بمدينة نصر، ثم التحقت بأحد مدارس المكفوفين بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وأنها كانت تتمنى الالتحاق بكلية الحقوق منذ أن كانت بالمرحلة الإعدادية، وبالتحديد حقوق القاهرة، وبالفعل حققن أمنيتها والتحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة.
المشغولات
وأضافت "شيماء" لـ"اليوم السابع"، أن هناك العديد من الصعوبات التى كانت تواجهها على مدار مراحل الدراسة هى عدم توافر الكتب الخاصة بالمكفوفين بطريقة "برايل"، قائلة "كنا بنضطر نشترى كتب مبصر، وبعدين نكتبها ورد على الكمبيوتر، وبعد كدة نبعتها لجمعيات محددة لطباعتها بطريقة برايل، وكان دا يمثل عبئا كبيرا وضياعا للوقت خلال فترة الدراسة، وكان الفضل أيضا لعدد من الأشخاص اللى بيحاولا يتفرغوا ويساعدونى فى التحصيل الدراسى طوال المراحل المختلفة".
شيماء-أثناء-تصنيع-المشغولات
وأوضحت، أن زوجة عمها كانت على رأس الشخصيات التى تقدم لها الدعم طوال فترة الدراسة، قائلة: "كانت بتضبط وقتها على وقتى أنا تشوفنى أنا محتاجة إيه الأول وبعد كده تشوف طلبات بيتها، ودا كان بيحملنى مسؤلية أكبر لأن الناس دى تعبت علشانى وسعدتنى بكل السبل، ودا اللى خلانى أحاول أكون حاجة أحسن، وبعد الكلية تقدمت لدرجة الماجستير بالقانون".
شيماء-تحدت-حصلت-على-الماجستير
وأشارت، إلى أن السبب الرئيسى فى تقدمها للحصول على درجة الماجستير هو خالها رحمه الله، موضحة: "بعد الكلية أنا كنت قررت خلاص كده لأنى تعبت فى الدراسة بالكلية، لكن خالى قبل ما يتوفى وكان ساعتها تعبان جدا بالمستشفى قالى أنتى كدة معملتيش حاجة، وأنتى وعدتينى هتكونى دكتورة وحاجة كبيرة، وهو كان على الورق خالى لكن بالنسبة لى كان أكتر من أب، وعلشان كده كملت ماجستير بكلية الحقوق بجامعة عين شمس وكانت نفس الصعوبات تقريبا".
شيماء-تحدت-فقدانها-للبصر
واستطردت، أنه على الرغم من محاولاتها الدؤبة كانت هناك أقوال كانت تحاول إثباط عزيمتها هى وشقيقتها، على غرار "أنتوا أيه اللى نزلكوا من بيوتكم، وإزاى أهاليكم سابوكم تنزلوا بالشكل دا"، مشيرة إلى أنها وصلت لمرحلة أن أذنها لا تسمع مثل هذه المقولات والعبارات، متابعة: "أنا طريقى ماشية فيه وأعملوا اللى أنتوا عاوزينه، أنا بطبع وبغسل وأعمل كل حاجة فى البيت".
شيماء-تحدت-وحصلت-على-الماجستير
وألمحت، إلى أنها كانت تتمنى العمل بأحد الجامعات الخاصة بعد الحصول على درجة الماجستير بالقانون لكن لم يكن هناك نصيبا بهذا العمل، فبدأت فى التوجه لعمل مشروع خاص وتقديم أفكار جديدة، فكانت تحاول تصنيع الحلى لأنها تحب هذه الفكرة وكانت تقوم بتصنيعها فى الصغر، لكن عندما التحقت بالجمعية لخدمة المكفوفين لم تجد كورس تصنيع الحلى، بل وجدت كورس أخر لتصنيع المكرميات "الغزل والنسيج" بأحد الأماكن بالقاهرة، قائلة: "زعلت جدا لأنى مش بحب الخيط، فجربت بعد تشجيع الناس لي، وفى البداية مكنتش حابة الموضوع، ولكن على نهاية الكورس تميزت بين قريناتى وتفوقت عليهن".
شيماء-تمسك-شهادة-الماجستير
وأكدت، أنها تتمنى أن يكون لها معرضها الخاص لعرض وبيع منتجاتها، كما أنها تحلم بأن يكون لديها أكاديمية لتدريب المكفوفين على "المكرمية" الغزل والنسيج، مشيرة إلى أن والديها عانا الأمرين طوال فترة الدراسة سواء فى مدينة نصر فى فترة الحضانة، أو فى مدينة العاشر من رمضان فى المراحل الابتدائية والإعدادية، وبعدها فى القاهرة فى فترة الكلية، فعلى مدار 18 سنة تعب وإرهاق دون كلل أو ملل، حتى بعد عبارات الأشخاص لهم بأن يكتفوا بهذه المراحل من الدراسة، لكن رد الوالدين بأنهما لن يكلا عن تقديم الدعم لها ولشقيقتها.
شيماء-ممسة-بمشغولاتها
واختتمت حديثها، أن زوجة عمها كانت تكتب الأبحاث الخاصة با بخط اليد، وكانت تزين الصفحات وترسم الأشكال بكل صفحة، وكانت تتميز الأبحاث الخاصة بها عن باقى الأبحاث التى يتقدم بها زملائها بالدراسة، وهو ما دفع دكتور المادة بالكلية بان قال لى "أشكرى لى مرات عمك، لو أقدر أجى أشكرها هشكرها"، كما تمنت بأن تذهب إلى الأراضى المقدسة بالمملكة العربية السعودية لعمل عمرة.
مشغولات-شيماء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة