مشروع إحياء "طريق الكباش الفرعونى" بالأقصر، ظل يراود الجميع على مدار الـ14 سنة الماضية، ولكنه سيري النور قريباً بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبإشراف ومتابعة يومية من قبل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر.
ويربط "طريق الكباش" معبد الأقصر بمعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر وعرض 76م، ويضم على جانبيه 1200 تمثال على شكل أبو الهول برأس كبش، والكبش هنا يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره، والذى كان قد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم المك وألقابه، ومقام على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم، نظرا لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله "أمون رع".
العمل فى طريق الكباش يومياً تمهيداً للإفتتاح نهاية العام
وعاصر مشروع إعادة إحياء طريق الكباش خلال الـ14 سنة الماضية، 8 رؤساء للحكومات المصرية المختلفة، وهم كل من (أحمد نظيف – أحمد شفيق – عصام شرف – كمال الجنزورى – هشام قنديل – إبراهيم محلب - شريف إسماعيل – مصطفى مدبولى)، وظل الجميع يبحث إستكمال المشروع، وعاصر توقفات العمل به الماضية طوال تلك السنوات 5 وزراء للآثار، وهم كل من (زاهى حواس – أحمد عيسى – محمد إبراهيم – ممدوح الدماطى – خالد العنانى)، كما عاصر المشروع 7 محافظين للأقصر، وهم كل من (اللواء مجدى أيوب إسكندر – الدكتور سمير فرج – اللواء خالد فودة – عزت سعد الدين – اللواء طارق محمد سعد الدين – محمد بدر – مصطفى ألهم).
اعمال تطوير واحياء طريق الكباش الفرعونى
وبالعودة لعام 2016 لاحت بوادر عودة المشروع بكل قوة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث أصدر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء السابق وقتها، قراراً بإنهاء وتوفير كافة التدابير المالية لدعم المشروع وإنهائه خلال أقرب فترة ممكنة لتطوير القطاع السياحى بالأقصر، ليتم إفتتاحه رسمياً خلال الأيام المقبلة بحفل عالمى فى عهد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الذي يزور العمل ويتابعه بصفة أسبوعية فى الأقصر.
جانب من سحر طريق الكباش الفرعونى بالأقصر
محاولات المحافظون السابقون لإحياء طريق الكباش على مدار 14 سنة مضت
فى عهد اللواء مجدى أيوب إسكندر حاول إدخال طريق الكباش حيز التنفيذ وإعادة إحيائه، وكانت تتوفر الموارد المالية اللازمة لإنهاء المشروع بالكامل، ولكن الأزمة التى وقفت فى مواجهته هى كيفية استكمال الطريق خلف "الكنيسة الإنجيلية"، التى تم بناؤها على بعد خطوات من الطريق منذ مئات الأعوام.
أما فى عهد المحافظ الثانى الدكتور سمير فرج، فقد ظهرت بوادر الأمل بخروج المشروع للحياة والانطلاق فيه، حيث قرر الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقتها، إزالة الكنيسة الإنجيلية التى تقع فى منتصف القطاع الثانى من المشروع، وذلك خلال اجتماع مغلق عقده بديوان عام المحافظة، مع وزراء اللجنة العليا لتطوير الأقصر، والدكتور سمير فرج المحافظ وقتها، ورؤساء شركتى الصوت والضوء، والمقاولون العرب، حيث استعرض فيه نظيف مشروع الكشف عن طريق الكباش، الذى تصل تكلفته إلى 250 مليون جنيه، وتوقف العمل والمناقشات لإنشاء كنيسة جديدة وقتها بقرارات سيادية حسبما كشفت مصادر بمحافظة الأقصر.
جانب من العمل داخل طريق الكباش
جاء المحافظ الثالث اللواء خالد فودة فى الثلث الأول من عام 2011م، وهى الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير وما تلتها من عواقب وخيمة علي القطاع السياحى بأكمله، وتعطل دعم المشروعات والخطط السياحية والأثرية المستقبلية من الحكومة، ولم يتم عرض المشروع أو التفكير فى دعمه وإنشائه وإعادة إحيائه مجدداً خلال تلك الفترة، التى استمر فيها المحافظ 4 شهور فقط، وقد ناقش الدكتور زاهى حواس وزير الآثار وقتها مع قيادات المحافظة افتتاح المشروع فى شهر أكتوبر عام 2011، وتم عزل المحافظ وقتها ولم يفتتح الطريق، وذلك رغم إعلان حواس وقتها أنه سيجرى تطوير الطريق بتكلفة 120 مليون جنيه.
أما فى عهد المحافظ الرابع الذى عاصر أعمال تطوير طريق الكباش، وهو "عزت سعد السيد"، فقد أعلن أن المشروع يتطلب توفير مبلغ 400 مليون جنيه لإعادة إحياء المشروع والطريق بالكامل، وإنهاء إضاءته بكل قوة، لتكون الأقصر متحفا مفتوحا عالميا، حيث أعلن المحافظ وقتها افتتاح مشروع طريق الكباش أمام السياحة الدولية والمحلية فى مارس عام 2012م، مواكباً لانعقاد بورصة السياحة والسفر ببرلين فى ألمانيا، والتى اختارت مصر ضيف شرف لهذه الدورة، ولكن ارتفاع المبلغ المقرر للمشروع وتعاقب الحكومات إبان التظاهرات المختلفة التى ضربت البلاد وقتها، أدى إلى انتهاء فترة ولاية "عزت سعد" للمحافظة دون إنجاز المشروع.
طريق الكباش يربط بين معبدى الاقصر والكرنك
والمحافظ الخامس فى قائمة مشروع "طريق الكباش"، هو اللواء طارق سعد الدين فى أغسطس من عام 2013م، فقد أعلن مبلغا آخر لإنهاء المشروع بتكلفة حوالى 50 مليون دولار، حسبما أعلن فى إحدى المؤتمرات عام 2014، حيث قال إن محافظة الأقصر ووزارة الآثار تحتاج إلى 50 مليون دولار لاستكمال مشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعونى الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر بطول 2700 متر، مؤكداً أن المراحل الأخيرة للمشروع تتضمن نقل منازل وتعويض سكانها، ونقل دور عبادة كان قد جرى فى وقت سابق الاتفاق على نقلها بعيدا عن مسار الطريق الأثرى، والذى سيجعل من الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم، ولكن لم تتوفر له تلك المبالغ التي بحث توفيرها مع الحكومة وقتها لقلة الموارد المالية لمثل هذا المشروع، الذى يحتاج أكثر من 350 مليون جنيه.
طريق الكباش بمعبد الاقصر
المحافظ السادس فى قائمة إعادة إحياء "طريق الكباش" هو المحافظ السابق محمد سيد بدر، والذى قام بمجهودات كبيرة لإنهاء المشروع وافتتاحه لكن لم يحالفه الحظ لكون تم تغييره قبل الافتتاح المنتظر للطريق خلال الأيام المقبلة، حيث قال عن "طريق الكباش"، إنه مشروع غير قابل للتفاوض وسيكتمل عاجلاً أم آجلاً، وكانت آخر خطوات محافظ الأقصر السابق فى حل أزمة المشروع لقاؤه بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والذى وافق بدوره على توفير التدابير المالية اللازمة لإنهاء المشروع وافتتاحه قريباً.
صورة من الاعلى لطريق الكباش قبل افتتاحه
طريق الكباش يتجمل قبل الافتتاح العالمى
طريق الكباش يضيئ من السماء بين الكرنك ومعبد الأقصر
عمال الحفائر خلال العمل بطريق الكباش
كباش الكرنك تنتظر السائحون بزيارات يومية
مدخل طريق الكباش من معبد الأقصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة