تحل اليوم الذكرى 48 لانتصارات أكتوبر المجيدة، وهناك أبطالا ضحوا بدمائهم لتحقيق النصر، وعبروا بأرواحهم قبل أجسادهم قناة السويس، والتى لا تزال شاهدة على هذه البطولات، ومن بين الآلاف من شهداء حرب العبور، الشهيد الحى عبد الجواد مسعد سويلم المولود يوم 26 إبريل 1947 بعزبة أبو عمر مركز أبو صوير محافظة الإسماعيلية، لأب يعمل فى قوات السواحل، والتى سميت حرس الحدود فيما بعد، له ثمانية أبناء أربع إناث وأربعة ذكور، ويحمل ثلاثة أنواط للشجاعة، منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نوط الشجاعة الأول، واثنين من الرئيس أنور السادات، وخلال الاحتفال باليوبيل الفضى لنصر أكتوبر عام 1998، مُنح ميدالية مقاتلى أكتوبر.
فتحت عيناه على عساكر القوات الإنجليزية يجوبون مدن القناة، ومدينته الصغيرة حيث كانت أبو صوير مقرًا لأكبر قاعدة جوية للإنجليز فى الشرق الأوسط، وفى يوم حاسم من أيام عام 1951 استيقظ فيه الطفل عبد الجواد على صرخات أهل قريته المتجمهرين أمام منزل جاره الشيخ محمد أبو بركات، نجار القرية، وجثة الشيخ ملقاة وتحتها بقعة كبيرة من الدماء بعد أن صوب ضابط إنجليزى رصاصاته إلى رأس الشيخ المتهم بعلاقته بالفدائيين من هنا بدأت حكاية البطل عبد الجواد.
يقول: "ظلت هذه الحادثة تؤرقنى كثيرًا وعندما وصل عمرى إلى سن التجنيد قررت الالتحاق بالقوات المسلحة وبالفعل التحقت بسلاح الصاعقة بعد أن تم إلحاقى بسلاح الحرس الجمهورى ، وبالفعل تحققت أمنيتى بالالتحاق بسلاح الصاعقة، وتم تدريبى تدريبًا شاقًا كنت أجهز نفسى للشهادة فى سبيل الوطن.
اسماعيل-بيومى-قاهر-خط-بارليف
وتابع البطل عبد الجواد مسعد اشتركت فى معارك الاستنزاف التى بدأت فى 1 يوليو عام 1967 واستمرت حتى 7 أغسطس عام 1970 فى 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية، وتمكنت من تدمير 16 دبابة، و11 مدرعة، و2 بلدوزر، و2 عربة جيب، وأتوبيس، كل هذا بمفردى، كما شاركت رفاقى الأبطال فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على مطار المليز.
وأصبت بصاروخ إسرائيلي، ونتج عنة بتر ساقى اليمنى واليسرى وساعدى الأيمن، وفقدت عينى اليمنى، بالإضافة لجرح كبير غائر بالظهر.
ويضيف: "من الله على بخمس زملاء فى الميدان حملونى إلى مستشفى جنوب بورسعيد بعد دفن أطرافى بمقابر الشهداء بورسعيد ثم انتقلت بطائرة عسكرية إلى مستشفى القوات المسلحة وأنا فى غيبوبة تامة، وبعد أيام قليلة زارنى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنا ملقى على بطنى لإصابتى الخطيرة فى الظهر وملفوف فى أطنان من القطن والشاش، سألنى الزعيم عبد الناصر عما احتاجه فقلت أريد العودة للميدان فنظر إلى الفريق محمد فوزى وزير الدفاع وقتها وكادت تدمع عيناه، وقال للفريق فوزى ما دامت هذه الروح موجودة سننتصر يا فوزى."
وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفضت الخروج من الخدمة العسكرية، وواصلت الكفاح وشاركت فى معارك أكتوبر 1973، وأنا الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك، وأيضًا الجندى الوحيد على مستوى العالم الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز90 %.
ويقول الشهيد الحى البطل عبد الجواد: "لى مطلب واحد من الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أدفن مع أشلائى وأصدقائى بمقبرة شهداء الصاعقة، فأخشى أن أموت ويدفن نصف جسدى فى مكان بينما نصفى الآخر بين الشهداء من جنود الحرب."
عبد الجواد مسعد هو بطل أسطورى، أكد أنه شارك مع جنود الصاعقة أثناء العبور، وكان فخورًا بوجوده وسط هؤلاء الأبطال من الجنود المصريين، لكن الله منحه عمرًا جديدًا بعد إصابته البالغة وفقده لأطرافه ليكون هو بالفعل الشهيد الحى، فقد كرمته القوات المسلحة وحصل على ثلاثة أنواط شجاعة منحة عبدالناصر نوط الشجاعة ومنحة السادات نوطين.
وحتى الآن ورغم مرور كل هذه السنوات يقوم عبد الجواد بإلقاء محاضرات للجنود وتستضيفه نوادى الشباب وقصور الثقافة ليحكى عن تجربته البطولية.
ويطالب الشهيد الحى الشباب المصرى بالحفاظ على القوات المسلحة الدرع الواقي للدولة والابتعاد عن السخرية من الجيش، لأنه حائط الصد الأخير للمصريين ويدعو للتكاتف مع الرئيس السيسى لخروج بمصر من أزمتها الاقتصادية والعودة الى صدارة الأمة العربية لتقود دفة التحرر والدفاع عن الوطن العربى بأكمله.
وما زال البطل عبد الجواد مسعد يعيش وسط أبنائه وأحفادة بمدينة أبو صوير فخورًا بما قدمه لمصر ولم يطلب شيئًا لنفسه ولا أهله من أى مسئول، هى عزة النفس التى تربى عليها كجندى من جنود القوات المسلحة المصرية
وعن مشاركته فى مؤتمر الشباب الثالث المقام فى الإسماعيلية، قال الشهيد الحى، إنه تلقى اتصالا هاتفيًا من الرئاسة أثناء تواجده فى الإسكندرية وأخبره بأنه سوف يشارك فى مؤتمر الشباب الثالث المقام فى الإسماعيلية.
الشهيد-الحى-مع-الزميل-صبرى-غانم-(2)
واستطرد سويلم: "بعد المكالمة ودعوتى لحضور المؤتمر كنت عاوز أطير علشان أرجع الإسماعيلية فى لمح البصر لمقابلة الرئيس، لأنه يوم تاريخى فى مصر خاصة فى الإسماعيلية، بحضور الشباب الواعد وعند روؤيتى للرئيس أديت له التحية العسكرية، وكان شرف كبير ليا أحضن أخويا الحبيب الرئيس السيسى.. وكانت أمنيتى أن أتكرم من الرئيس السيسى وخاصة أننى تكرمت من الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك، وكان نفسى أقابل الرئيس السيسى، وقولتله بوجودك مش خايفين على مصر.. وإن مصر قوية وفوجئت بالرئيس يقبل رأسى."
واستكمل الشهيد الحى: "أنا بشكر الرئيس وبدعيله فى كل صلاة، وربنا يوفقه لصالح الشعب المصرى.. بدعيله بكل إخلاص أن يحفظه من كل شر.. الرئيس السيسى صاحب خلق رفيع"، مطمئنا المصريين: نحن جاهزون للموت والدفاع عن الوطن.
ومن ابناء الاسماعيلية أيضا البطل المصرى ابن الإسماعيلية "إسماعيل بيومى" والملقب بقاهر خط بارليف وأسد سلاح المهندسين أثناء حرب أكتوبر 1973، حصل مؤخرًا على العديد من التكريمات والجوائز كواحد من الأبطال الذين شرفوا أوطانهم.
والبطل إسماعيل بيومى واحد من أبطال سلاح المهندسين فى الجيش الثالث الميدانى، وهو من المشاركين فى إزالة السد الترابى لخط بارليف، والذى قالت عنه إسرائيل والإعلام الغربى إنه حائط منيع وسد لا يقهر، لكن الجيش المصرى الباسل استطاع تحقيق الصعب وأنهى أسطورة إسرائيل ليقتحم خط بارليف فى 3 ساعات فقط لتكون البداية لنصر ما زلنا نفتخر به نصر أكتوبر العظيم.
الشهيد-الحى-مع-الزميل-صبرى-غانم-(3)
ويقول البطل إسماعيل بيومى، إن الفكرة بدأت باقتراح من المقدم باقى زكى يوسف وهو أحد قيادات سلاح المهندسين فى الكتيبة 19 وكان مهندسًا فى السد العالى، فقرر أن ينفذ نفس الطريقة التى كان نفذها المهندسون المصريون فى السد العالى بإزالة الأتربة والرمال من أمام المياه أثناء بناء السد وقدم الفكرة لقائد الكتيبة ثم على قيادات القوات المسلحة، وبعد دراستها تمت الموافقة عليها وبدأنا نتدرب على العمل فى مناطق مائية مماثلة لقناة السويس قبل الحرب، وفى أثناء الحرب بدأنا ننفذ الفكرة ولم تأخذ معنا أكثر من ثلاثة ساعات انهار السد الترابى تمامًا وفتح الطريق للقوات المسلحة العبور شرق القناة لذلك أطلقوا علينا جنود المهام المستحيلة لأنه كان من المستحيل إزالة هذا السد الترابى.
ويتذكر المقاتل إسماعيل بيومى لحظة استشهاد البطل المصرى المقدم أحمد حمدى على أحد معابر منطقة الشط بالسويس يوم 14 أكتوبر 1973، بأن القائد أحمد حمدى كان يشغل منصب قائد سلاح الكبارى ونائب رئيس سلاح المهندسين وكان دائم التواجد معنا، لأنه كان مكلفًا بإقامة الأبراج الحديدية لتسهيل عمليات سلاح المشاة ومراقبة تحركات العدو وكان يطلق علية صاحب الأيدى البيضاء فى إزالة الألغام، وقام بتطوير العديد من المعابر والكبارى التى تم استخدامها فى عبور القناة.
وفى يوم 14 أكتوبر كان وسط جنوده على معبر الشط بالسويس فى محيط الجيش الثالث الميدانى لتنفيذ بعض المهام الخاصة بالمعبر، وحدثت غارة من الجانب الإسرائيلى.. 3 طيارات ألقت بنيرانها على المعبر وأصيب القائد أحمد حمدى بشظية، وكان الوحيد الذى استشهد فى ذلك اليوم من بين المتواجدين على معبر الشط بالسويس، وتم تكريمه من الرئيس الراحل أنور السادات بعد استشهاده وكان أول من حصل على نجمة سيناء، وتم إطلاق اسمه على نفق السويس وهو نفق الشهيد أحمد حمدى.
الشهيد-الحى-مع-الزميل-صبرى-غانم-(4)
ويقول إسماعيل بيومى عن دوره فى حرب أكتوبر: كنت وأنا ابن 19 عاما مشاركا فى المقاومة الشعبية والتحقت بالقوات المسلحة فى 15 فبراير 1969 وانضممت إلى سلاح المهندسين وكانت فرحتى عارمة لأننى سأقاتل فى الجيش المصرى، وبالفعل تم تدريبى فى كتائب المياه التابعة لسلاح المهندسين ودورها فتح الثغرات وإزالة السواتر الترابية، وعملت بالمنطقة المركزية بعيدًا عن الجبهة فى بداية الأمر وبعد تدريب استمر لمدة أربعة سنوات عدنا الى الجبهة وكان مقر كتيبتى فى منطقة الروبيكى التابعة للجناين بمدينة السويس الجيش الثالث الميدانى وبدأنا العمل فى شهر أكتوبر 1973 بعد 6 أشهر قضيناها فى الاستعدادات والتدريب، وكنا جميعا نحلم بالحرب ولكن لم نكن نعرف متى تبدأ الحرب، ويوم 6 أكتوبر جاءت الأوامر بالمشاركة فى مشروع على ضفة قناة السويس الشرقية ولم نكن نعرف أنها بداية الحرب وشاهدنا الطائرات تحلق بشكل منخفض تجاه سيناء وسمعنا طلاقات المدفعية وبدأ العدو الاسرائيلى بإنزال دفعات من القنابل عرفنا وقتها أننا بدأنا الحرب حتى جاء اليوم الثانى بعد تجهيز القناة وإزالة الساتر الترابى لخط بارليف وعبور المدرعات .
وأضاف البطل إسماعيل بيومى: أصبت يوم 7 أكتوبر فى وجهى وفى أجزاء متفرقة من جسدى ولم أترك الميدان، وقام أحد أطباء الكتيبة الطبية بعمل رباط ميدانى للوجه وواصلت العمل واستشهد اثنين من زملائى فى ذلك اليوم، إلا أننى صممت على الاستمرار ورفضت التحويل إلى الكتيبة الطبية، وكنت مكلفًا وقتها بحماية المواقع الخاصة للتصدى للقوات المتجهة إلى ” الدفرسوار”، اشتبكنا معهم يوم 23 أكتوبر بالحنانين مدخل السويس حتى يوم 24 أكتوبر، وأصبت وقتها بشظايا صاروخ فى ذراعى اليمنى.
وتابع بيومى: رفضت انشغال زملائى بالإصابة وواصلت أكثر من 3 ساعات والدم ينزف من أنحاء جسدى، ورفضت الانتقال إلى المستشفى، وعبرت القناة إلى الضفة الشرقية للعرض على كتيبة طبية داخل سيناء حتى أكمل المعركة، وعند الوصول كان الطيران الإسرائيلى آنذاك يطلق قذائف ولم أشعر بأى شىء وقتها بعد أن أغشى على ولم أشعر بأى شىء حتى عثر علىَّ جنديان وتم إرسالى إلى الكتيبة الطبية بعيون موسى لإسعافى ثم تم نقلى إلى مستشفى السويس للعلاج وظللت 48 ساعة متواصلة حتى وصلت المستشفى لأن كل الكبارى كانت مغلقة من شرق القناة إلى غربها وظللت فى المستشفى حتى 17 نوفمبر موعد إيقاف إطلاق النار تم تحويلى إلى مستشفى ألماظه العسكرى واستمررت فى العلاج لمدة عام تقريبًا حتى عام 1974 زارتنى خلال هذه الفترة السيدة جيهان السادات، ومعها عدد من زوجات السفراء والرؤساء، وقالت لى أطلب أى شىء، وتتم الاستجابة له فورًا فقلت لها طلبت الانتصار، والحمد لله نالت مصر النصر لا أريد شيئًا أكثر من هذا وفى اليوم الثانى تم عمل حلقة فى القناة الثانية بعنوان وجوه مشرقة، وكان معى عدد من أبطال حرب أكتوبر.
وقال: سافرت إلى يوغسلافيا لاستكمال العلاج، وهناك زارنا الرئيس السادات، وكان معى عدد من الزملاء فداعبنى الرئيس السادات بأنه أطلق علىَّ لقب قاهر خط بارليف.
وأضاف بيومى: حصلت على نوط الشجاعة من الدرجة الثانية ودرع الجيش الثانى الميدانى ودرع الجيش الثالث الميدانى، وتتم دعوتى بكل مستمر بالجيش الثانى للمشاركة فى الاحتفالات بذكرى السادس من أكتوبر، وأقوم حاليًا بالمشاركة فى ندوات توعية للشباب حول حرب أكتوبر من قبل الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أو من قبل هيئة قصور الثقافة وأعمل متطوعًا فى جمعية المحاربين القدامى وتم تكريمى فى 3 مارس الماضى 2016 من الجيش الثالث بمناسبة تحرير سيناء، وخلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2016 سوف يتم تكريمى من قبل الشئون المعنوية للجيش الثالث.
الشهيد-الحى-مع-الزميل-صبرى-غانم-(6)
الشهيد-الحى-مع-الزميل-صبرى-غانم-(7)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة