تغلق اليوم الأحد 31 أكتوبر فعاليات قمة العشرين التى تنعقد فى روما العاصمة الإيطالية، حضوريا لأول مرة منذ تفشى وباء كورونا، وأثمرت القمة عن العديد من النقاشات خاصة التى تخص المناخ والتركيز على رغبة المسئولين فى خفض الاحتباس الحرارى، بالإضافة إلى الأزمة الصحية والانتعاش الاقتصادى.
وتسهم مجموعة العشرين، بأكثر من 80% من الناتج المحلى الإجمالى للعالم وتمثل 60 من سكان العالم وما يقدر بنحو 80% من انبعاثات الكربون.
إيطاليا وقمة العشرين
ويواجه زعماء مجموعة العشرين، اليوم الأحد محادثات صعبة بشأن المناخ، فى ثانى يوم من قمتهم فى العاصمة الإيطالية روما، وهى المهمة الصعبة المتعلقة بتجاوز خلافاتهم بشأن كيفية التصدى لانبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، قبل قمة حاسمة ستعقدها الأمم المتحدة قريبا بشأن تغير المناخ.
ومن المرجح أن يصاب علماء ونشطاء المناخ بخيبة أمل إذا لم يتم تحقيق انفراج فى آخر لحظة، لأن مسودات البيان الختامى لمجموعة العشرين لا تظهر تقدما يذكر فيما يتعلق بتقديم التزامات جديدة للحد من التلوث.
وأكد رئيس الوزراء الإيطالى ماريو دراجى، اليوم الأحد، أن مواجهة التغيير المناخى هو من أهم التحديات فى العصر الحالى، وقال فى كلمة خلال افتتاح اليوم الثانى لأعمال قمة العشرين فى روما، "إن التغييرات المناخية ومواجهتها هى من أهم التحديات فى عصرنا"، مشددا على أنه "لابد أن نصغى لتحذيرات المجتمع العلمي".
ودعا دراجى كافة الدول إلى اتخاذ إجراء "عاجل" لخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون لتجنب أى كوارث أخرى، مشيرا إلى أن "هدف كافة الدول لابد أن يكون احترام اتفاقية باريس للمناخ. ولم يعد بإمكاننا تأجيل هذه الأهداف"، فى إشارة إلى أهداف اتفاقية باريس للمناخ والتى تنص على خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد دراجى على الحاجة لتحويل الاقتصاد إلى نمط "أكثر استدامة"، مجددا التأكيد على أن هذا التحول يحتاج إلى جهود كبيرة ودعم الحكومة للمواطنين والأعمال كوسيلة مهمة لتعزيز النمو الاقتصادى والإنتاج الصناعى وخلق وظائف جديدة، مؤكدا أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالى "شركات القطاع الخاص إلى تسريع انتشار التكنولوجيا النظيفة وتشجيع الابتكار والانتاج على نطاق واسع"، مشيرا إلى أن المال العام يستطيع المساعدة فى جذب التمويل الأخضر وتقليل مخاطر استثمارات القطاع الخاص.
واستطرد دراجى قائلا "إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تجمع بين هذين الأمرين- جذب التمويل الأخضر وتقليل مخاطر الاستثمار-. علينا أن ندعم المبادرات الخاصة التى تضع الأولويات الاجتماعية والبيئية ضمن نماذج الانتاج كمبادرة الأمير تشارلز الخاصة بالأسواق المستدامة".
يأت ذلك بالتزامن مع انطلاق قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 26) والتى من المقرر أن تنعقد اليوم، الأحد فى مدينة جلاسكو البريطانية.
كما دافع رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيز، عن عملية التحول البيئى التى قادتها إسبانيا بإغلاق مناجم الفحم دون "احتجاجات اجتماعية" بينما قال أن مجموعة العشرين يجب أن تتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ على الرغم من الغياب الملحوظ للصين وروسيا.
وقال فى بيان "من الصعب دائمًا إرضاء مصالح الجميع فى مثل هذه القضية المهمة، لكن العلم ينبهنا إلى العواقب الخطيرة لحالة الطوارئ المناخية، لا يوجد بديل: لدينا واجب والتزام للتوصل إلى اتفاق"، وفقا لمقابلة أجرتها معه صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وبرأيه فإن مجموعة العشرين "منتدى استراتيجى لمواجهة إعادة الإعمار بعد الوباء"، لكنه أوضح أنه "من الضرورى أن يتم الاهتمام بحقوق المواطنين"، وشدد سانتشيز - الذى يشارك فى حلقة نقاش حول دور الشركات الخاصة فى انتقال الطاقة نحو المصادر المتجددة - على أنه لكى يكون التحول البيئى "ناجحًا" يجب أن يكون "عادلًا ويحمى المواطنين".
وتساءل سانتشيز: "إذا لم يكن هناك تغيير فى عادات الاستهلاك أو التنقل، فكيف يمكننا مواجهة مثل هذا التحدي؟" بالإضافة إلى ذلك، فقد اعتبرت التغييرات "المهمة" على المستوى التشريعى التى "تقدم إشارة واضحة للصناعة" على سبيل المثال للسيارات.
من ناحية أخرى دافع سانتشيز عن خطط الحكومة لإغلاق مناجم الفحم التى جرت "دون احتجاجات اجتماعية" من تحالف بين "القطاعين العام والخاص، إلى جانب النقابات والشركات" بهدف إعادة الدمج العمالي.
عند سؤاله عن اندماج أكبر للدول الأوروبية فى السياسة الصحية المشتركة، اعتبر سانتشيز أنه مع الوباء، تم اتخاذ خطوات للأمام مثل "شراء اللقاحات" بشكل مشترك أو جواز السفر الأخضر.
وقال إن "اقتراح المفوضية بإنشاء وكالة صحة عامة يسير فى هذا الاتجاه". على الرغم من أن سانتشيز لا يدخل مباشرة فى ارتفاع الأسعار فى سوق الطاقة، إلا أنه صرح بأن ما تم إنجازه من خلال "شراء اللقاحات" يجب أن يتم أيضًا باستخدام "الغاز". وشدد على أنه "إذا اتحدنا، سيكون لدينا قوة تفاوضية أكبر مع دول ثالثة".
ومن منظور اقتصادى، فقد قدر أن الحبس قد تسبب فى "شلل اقتصادى، مع انخفاض غير مسبوق فى الناتج المحلى الإجمالي". وأشار إلى أن "هذا تسبب فى ادخار إجبارى من جانب المواطنين".
ويشارك سانتشيز اليوم الأحد فى حلقة نقاشية حول دور الشركات الخاصة فى انتقال الطاقة نحو المصادر المتجددة وفى اجتماع ثنائى مع رئيس وزراء الهند، ناريندرا دامودارداس مودى، فى اليوم الأخير من مجموعة العشرين وقبل التوجه إلى جلاسكو حيث ستعقد قمة المناخ حتى 12 نوفمبر.
وينتقل كثيرون من الزعماء فى روما ومن بينهم الرئيس الأمريكى جو بايدن مباشرة بعد القمة إلى اسكتلندا لحضور قمة المناخ التى تعقدها الأمم المتحدة والتى يُنظر إليها على أنه مهمة للتصدى لخطر ارتفاع درجات الحرارة وعواقبه مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والعواصف الأكثر قوة، والفيضانات الأسوأ فى بعض المناطق، والجفاف الأسوأ فى مناطق أخرى.
كان ماريو دراجى دعا فى مطلع أكتوبر إلى "التزام من مجموعة العشرين بضرورة الحد من ارتفاع حرارة الأرض على 1,5 درجات" الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس.
ومن ناحية أخرى، تجمع مئات الأشخاص فى شوارع العاصمة الإيطالية روما، منتهزين فرصة اجتماع قادة دول العالم خلال قمة مجموعة دول العشرين الحالية المنعقدة هناك، للإعراب عن احتجاجاتهم بشأن عدة قضايا تتعلق بفقدان الوظائف والتغير المناخى وغيرها.
وأظهرت لقطات المحتجين وهم يشعلون "شعلات مضيئة" خلال مسيرة نظموها فى روما، لافتة إلى أن من بين المشاركين فيها، عمال مصانع خسروا وظائفهم بسبب "العولمة" وانتقال الوظائف إلى الخارج، ونشطاء مدافعين عن المناخ، إلى جانب شيوعيين ونقابيين، وقالت الشرطة إنهم يتوقعون انضمام من 5 آلاف إلى 10 آلاف شخص إلى المسيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة