قال علاء شلبى، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن مركز الإصلاح والتأهيل بوادى النطرون يشكل نقلة حضارية كبيرة باعتباره يمثل النموذج الذى سيتم تعميمه فى المؤسسات العقابية، لافتا إلى أنه يعد خطوة متقدمة على طريق تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
وأضاف شلبى، لـ"اليوم السابع"، قائلا: "عبر افتتاح هذا الصرح الذى يتماشى مع الصروح الكبرى الأخرى التى أنجزتها الدولة خلال السنوات السبع الأخيرة، يسعنى القول بكل ارتياح أن مصر تخطت أزمة كبرى تعود فى حقيقتها إلى نهاية تسعينيات القرن الماضى وبلغت ذروتها فى العام 2013 عقب المظاهرات المسلحة وغير السلمية التى نظمتها جماعة الإخوان وحلفاؤها وعبر الجرائم الإرهابية التى قوضت أمن البلاد، وقد شكلت تلك الأحداث سببا فى تفجير أزمة التكدس فى مراكز الاحتجاز وبالتالى الكشف عن القصور الذى كان فيها سابقا".
وأشار أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى أنه لطالما عانت السجون فى مصر من التكدس، أو تداعى الأبنية السجنية المتهالكة والتى كانت تأسست نهاية القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20، بالإضافة إلى الافتقاد للمقومات المعيشية والطبية الكافية، واتباع لوائح عتيقة لم يتم تحديثها وعصرنتها.
وتابع شلبى: "أنا والزملاء فى المنظمة العربية لحقوق الإنسان أكثر الناس سعادة بهذا التطور، حيث كانت المنظمة قد أجرت بحوثا، قبل أن توجه فى 17 يوليو 2014 مذكرة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الصدد، وقدمت عدد من المقترحات العاجلة والآجلة لمعالجة الإشكاليات، وهو ما كان موضع استجابة واضحة من خلال البدء بتبنى مقترح تخصيص 6 سجون للحبس الاحتياطى الذى شكل المصدر الرئيسى للتكدس، وتطوير لوائح التعامل مع المتاعب الصحية الطارئة فى أقسام الشرطة، والتوسع فى الإفراجات سواء بالعفو الرئاسى أو بالإفراج الشرطى لتخفيض التكدسات".
وأضاف أن هذا التدخل وهذه الاستجابة كانت بداية لمسار تحديث حيث تم بناء سجون جديدة لتحل محل السجون المتهالكة، كما جرى ترميم البنية التحتية لنحو 30 سجن قديم تأسس من منتصف القرن الماضى، كما جرى التوسع فى العفو والإفراج الشرطى بمعدلات كبيرة تبلغ فى المتوسط 40 الف سجين سنويا.
وأكد شلبى أن نموذج وادى النطرون يلبى معايير الحد الأدنى لمعاملة السجناء، ويحاكى أفضل التجارب العالمية، ويُسهم فى تيسير تدابير التقاضى فى سياق التحديث والتحول الرقمى، معربا عن سعادته بتطوير المحتوى الإعلامى لوزارة الداخلية فى المادة الإعلامية التى قدمتها والذى تبنى حماية كرامة الإنسان الحر والمحتجز، وهو ما يعكس إيمانا حقيقيا وفهما واعيا بحقوق الإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة