اختبار صعب تواجهه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أشهر من إتمام عامه الأول داخل البيت الأبيض، حيث فوجئت دوائر الاستخبارات الأمريكية مطلع الأسبوع الجاري باختطاف 16 مبشرا أمريكيا وآخر كندي، من بينهم نساء وأطفال علي يد عصابة مسلحة في هايتي، بعد أقل من 24 ساعة على موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع علي تمديد مهمة البعثة الأممية في البلد المضطرب لتسعة أشهر إضافية.
وتشكل أزمة اختطاف الرهائن تحد جديد للإدارة الأمريكية خارج الحدود، خاصة بعد الإخفاق الذي منيت به واشنطن في ملف الانسحاب من أفغانستان والذي أعقبه انهيار كامل للحكومة الأفغانية، وسيطرة تامة في وقت قياسي لحركة طالبان المسلحة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال مصدر مطلع علي ملف الرهائن إن أحد المخطوفين أرسل رسالة يائسة إلى إحدى المجموعات عبر تطبيق واتس آب لدى حصول الواقعة.
وجاء في الرسالة "صلوا من أجلنا من فضلكم! نحن محتجزون كرهائن، لقد خطفوا سائقنا. صلوا، صلوا، صلوا. لا نعرف إلى أين سيأخذوننا.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستبذل "كل ما بوسعها" لتحرير المبشرين الأمريكيين والكنديين المختطفين فى هايتى.
وقال بلينكن في كيتو عاصمة الإكوادور إنّ "تركيزنا في الإدارة (الأمريكية) منصبّ بالكامل على هذا الأمر"، مشيراً إلى أن فريقا من مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" منكبّ على هذه القضية.
وأضاف "سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة في حل الوضع.. للأسف، هذا أيضاً عارض لمشكلة أكبر بكثير تتعلق بالوضع الأمني الذي ببساطة لا يمكن تحمله" في هايتي.
وأشار إلى أن إف بى أى وشرطة هايتى يجرون اتصالات مع الخاطفين ويسعون إلى إطلاق سراح المبشرين الذين يتم اختطافهم أثناء رحلة لزيارة دار للأيتام خارج العاصمة بورت أو برنس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى، إن الإف بى أى ووزارة الخارجية يعملون لإطلاق سراح الرهائن، مشيرة إلى أنه تم إحاطة الرئيس بايدن بالأمر ويتعرف على آخر التطورات.
وذكرت ساكى أن إف بى أى جزء من جهود حكومية متسقة لإعادة المواطنين الأمريكيين المعنيين إلى السلامة، وقالت إنها لن تكشف عن كثير من التفاصيل إلا أن أكدت مشاركة المباحث الفيدرالية فى الأمر.
وقال مسئول رفيع بالإدارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة تجهل موقع المبشرين المسيحيين الأمريكيين الذين اُختطفوا.
وكانت مصادر أمنية في بور أو برنس أكدت أن خاطفي الرهائن الـ17 طلبوا فدية قدرها 17 مليون دولار للإفراج عنهم.
وأوضحت المصادر أن عصابة "400 مووزو" التي تسيطر منذ أشهر على المنطقة التي تنقلت فيها السبت مجموعة المبشرين وأفراد عائلاتهم، طلبت مليون دولار فدية عن كل رهينة.
وأفاد مصدر أمني هايتي بأن أفراد العصابة احتجزوا سيارات عدة تسير على الطرق السريعة التي يسيطرون عليها واختطفوا المواطنين الأمريكيين وكندي، بالإضافة إلى عدد غير معروف حتى الآن من الهايتيين. وتُعتبر هذه الزيارة الأولى إلى هايتي بالنسبة إلى بعض أعضاء المنظمة الدينية.
وأكد ليزت كيتل وزير العدل الهايتي وقوف هذه العصابة المسلحة خلف خطف الرعايا الأمريكيين والكنديين، مشيراً إلى أن الخاطفين عادة ما يطلبون مبالغ كبيرة يتم خفضها لاحقاً خلال المفاوضات.
وأفاد مصدر أمني في هايتي، بأن التحقيقات بشأن واقعة اختطاف المبشرين الأمريكيين لا تزال جارية.
وقال وزير خارجية هايتي، كلود جوزيف إن المسؤولين الهايتيين على تواصل مع وزارة الخارجية الأمريكية بشأن حادث اختطاف المبشرين المسيحيين.
وكانت منظمة "كريستشن إيد مينيستريز" التي ينتمي إليها المبشّرون المختطفون أعلنت أن الرهائن الـ17 هم "خمسة رجال وسبع نساء وخمسة أطفال"، من دون أن تحدّد أعمارهم.
وجاء حادث اختطاف المبشرين الأمريكيين بعد يوم من تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد مهمة الأمم المتحدة في هايتي لتسعة أشهر إضافية.
وقالت شبكة "سى إن إن" إن حوادث الاختطاف في هايتي قد زادت خلال عام 2021، وارتفعت أرقامها 300% منذ يوليو الماضى. ووقع 628 حادث اختطاف على الأقل منذ يناير، من بينها 29 لأجانب، وفقا للبيانات الصادرة في وقت سابق هذا الشهر من مركز تحليل وأبحاث حقوق الإنسان في عاصمة هايتى بورت اوبرنس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة