أصدرت مكتبة الإسكندرية العدد الأول من كراسات فى الخطوط بعنوان "تاريخ ونقوش الأنباط فى شرق دلتا النيل".
تأتى فكرة "كراسات فى الخطوط" فى إطار تشجيع شباب الباحثين فى الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية المختلفة على نشر إنتاجهم البحثى من خلال توفير منبر أكاديمى متميز. كذلك تأتى لتؤكد على تنوع أوعية النشر العلمى المحكم مما يساهم فى تسهيل مهمة الباحثين فى اختيار الوعاء المناسب لنشر إنتاجهم البحثي.
ويقدم هذا العدد دراسة متميزة وفريدة من نوعها تحت عنوان "تاريخ ونقوش الأنباط فى شرق دلتا النيل"، والتى قام بإعدادها الدكتور محمود سالم غانم، وهو من المتخصصين فى مصر فى قراءة وتحليل النقوش النبطية، ويعمل حاليًّا كبير مفتشين بوزارة السياحة والآثار المصرية.
وقام الباحث من خلال العمل الميدانى بإلقاء الضوء على ماهية الأنباط فى مصر من خلال دراسة تحليلية لُغوية لمجموعة من النقوش النبطية، التى رُصدت فى تل آثار الشقافية الواقعة فى شرق دلتا نيل مصر، وتل آثار السليك فى منطقة خليج السويس، ومنطقة آثار أم دمرانة فى غرب خليج السويس. وقد دلل الباحث على العلاقات الوطيدة بين مملكة الأنباط ومصر القديمة؛ عندما دلل على أن الأنباط قد اتخذوا من قرية "الشقافية" بشرق الدلتا، مقرًا لهم، مارسوا فيها حياتهم الدينية والاجتماعية وأنشطتهم التجارية فى شرق دلتا النيل ومنطقة خليج السويس، وكان منها نقل السلع التجارية من الشرق إلى بقية الأراضى المصرية وغرب إفريقية. لذلك تؤكد هذه الدراسة على أن الظهور العربى فى مصر، سبق الفتح العربى الإسلامى لها بسنوات طويلة، فالعلاقات المصرية العربية علاقات راسخة الجذور من زمن بعيد. وما الأدلة الأثرية التى نجدها فى شبه الجزيرة العربية من نقوش ولقى أثرية إلا دليل على العلاقات بين مصر القديمة وشبه الجزيرة العربية.
وفى سياق آخر، تنظم مكتبة الإسكندرية عروض بانوراما التراث تحت عنوان "مصر مهد الحضارة وأرض الأبطال"، خلال شهر أكتوبر الجاري، وذلك في مقر بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة.
وتحكي العروض تاريخ وحضارة مصر عبر العصور، وهي عبارة عن رحلة في الزمان والمكان لتسليط الضوء على تاريخ مصر القديم والحديث، حيث سيتم عرض قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات "بطل الحرب والسلام" بمناسبة انتصارات أكتوبر، مع توضيح كافة الأحداث في هذه الفترة من تاريخ مصر، وكيف استطاعت مصر بأبطالها استعادة الأرض وتحقيق الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.
كما يتم عرض برديات الخروج إلى النهار (كتاب الموتى)، وهو أقدم كتاب عن الطبيعة والموت والبعث، ويضم نصوص الأدب الجنائزي من صلوات وابتهالات ومدائح وتعاويذ مصرية سحرية مصحوبة برسومات، هذا بالإضافة إلى عرض لأهم وأشهر الملوك والحكام وأعمالهم وإنجازاتهم بدءًا من الملك مينا نارمر موحد القطرين، وكذلك عرض لرحلة من أهم وأقدم الرحلات في التاريخ؛ وهي رحلة بلاد بونت التي حرصت الملكة حتشبسوت على تصويرها على جدران معبدها بالبر الغربي.
يُذكر أن بانوراما التراث (والمعروفة بـ Culturama)، هي عرض تفاعلي من إعداد مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، يُقدَّم من خلال تسع شاشات رقمية هي الأولى من نوعها في العالم، وتجمع بانوراما التراث ثروة من المعلومات الخاصة بالتراث الطبيعي والحضاري في شكل متناغم ومبتكر، بالإضافة إلى برنامج ثري وجذاب للوسائط المتعددة، وأحدث تكنولوجيا للعرض.
نالت البانوراما الحضارية جوائز عديدة، وحصلت أيضًا على براءة اختراع من وزارة الدولة لشئون البحث العلمي عام 2007، وهي تتيح عرض طبقات متعددة من البيانات.
تأتي العروض يومي الاثنين والثلاثاء في الفترة من 4 وحتى 26 أكتوبر؛ وتبدأ في تمام السابعة مساء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة