فى خطوة جريئة استطاع النجم عمرو سعد شراء حقوق ملكية رواية "أولاد حارتنا" للأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، الرواية التى تم التعامل معاها على أنها فاكهة الأدب العربى المحرمة لسنوات طويلة، ويتفاوض "سعد" حاليا مع جهات إنتاج عالمية تمهيدا للبدء فى تحويلها إلى مجموعة أفلام سينمائية قد تصل إلى خمسة أجزاء، ويستغرق هذا العمل عامين على حد قول عمرو سعد ليكون جاهزا للعرض على إحدى المنصات العالمية.
وتعد رواية "أولاد حارتنا" أحد أشهر مؤلفات الأديب العالمى نجيب محفوظ أصدرها عام 1962، وتم التنويه بها عند حصوله على جائزة نوبل، ورغم ذلك تعرضت للظلم لعدة سنوات، وظلت عقودا ممنوعة ومحرمة من النشر في مصر، بسبب التأويل بأنها تتناول "الذات الإلهية" وتجسد شخصيات الأنبياء، وذلك بعد أن بدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام، ما أثار غضب شيوخ الأزهر، وطالبوا بوقف نشرها، ورغم عدم صدور قرار رسمي بمنعها من النشر، إلا أنه بسبب الجدل الواسع التي أثارته أصبحت محرمة من النشر فى مصر حتى عام 2006 بعد أن أستطاعت دار الشروق الحصول على الملكية الفكرية للرواية و قامت بنشرها.
وبالرغم من أهمية الرواية فلا يوجد أي عمل فنى قد تناولها إلا مسلسل إذاعى واحد من إنتاج إذاعة العرب، كتبه عبد الرحمن فهمى، وقام بأداء الشخصيات عبد الله غيث وسميحة أيوب وعبد الرحمن أبو زهرة ومحمد رضا وتوفيق الدقن وكريمة مختار، ولكن لم ينل المسلسل الأهتمام الكافى من الجمهور.
وكان هناك محاولات عدة لتحويل الرواية إلى فيلم، منها محاولة المخرج خالد يوسف شراء حقوق الملكية الفكرية من ورثة الأديب الراحل لتحويل الرواية إلى فيلم، وعزم على ذلك من أجل نصرة أدب نجيب محفوظ ودفاعا عنه ضد الدعوات الظالمة التى اتهمت أدبه بالكفر والألحاد، ولكن باءت محاولاته بالفشل، مشيرا وقتها إلى أن ورثة محفوظ قد أبلغوه بأنهم باعوا الرواية لدار نشر أجنبية أصبح لها كل الحقوق بما فيها تحويلها إلى مصنف فني بكل اللغات.
كما كانت الرواية أحد أحلام الكاتب والسيناريست الراحل وحيد حامد، حيث قدم العديد من المحاولات ليحصل على الرواية ويحولها إلى فيلم سينمائى، لكن لم يمهله القدر مرتين لتحقيق حلمه، الأولى عندما توفى محفوظ قبل الموافقة على تحويل الرواية، والثانية عندما مات هو يوم 2 يناير، في الوقت الذى أعلن فيه عمرو سعد عن حصوله على حقوق ملكية الرواية من أسرة الأديب الراحل لتحويلها إلى فيلم.
بالإضافة إلى بعض الأعمال التى أشار البعض إلى أنها استلهمت أجواء رواية أولاد حارتنا، مثل مسلسل "الفتوة" بطولة الفنان ياسر جلال، وفيلم "الجوع" بطولة سعاد حسنى و محمود عبد العزيز، إلا أن صناعها نفوا ذلك، ونسبوا هذه الأعمال لرواية محفوظ الشهيرة "الحرافيش".
ورغم جرأة النجم عمرو سعد في اتخاذ خطوة كهذه، لكن ينتظره التنفيذ الجيد، بداية من ضرورة المعالجة الجيدة بعيدا عن أنحيازات المعالج أو السيناريست، وضرورة الأبتعاد عن الحشو و السطحية، خاصة أنه من المتوقع أن يصحب هذا العمل الفني جدلا وردود فعل واسعة حال عرضه، فهل ينجح عمرو سعد وصناع العمل فى أنقاذ الرواية من الظلم الذى تعرضت له لعدة أعوام؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة