تشهد العاصمة العراقية بغداد حالة من الاستنفار الأمني للقوات العراقية في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليمانى مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى العراقى أبو مهدى المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولى.
وتحيى التشكيلات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة الذكرى الأولى لاغتيال سليمانى والمهندس وسط تهديد ووعيد باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، ما دفع حكومة بغداد لتجنب أي تصعيد بين الجانبين الأمريكي والإيرانى على الأراضى العراقية.
وأكدت وسائل إعلام عراقية أن السلطات في بغداد حولت المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية حيث السفارة الأمريكية، إلى ثكنة عسكرية مع استمرار تطويق العاصمة بغداد عبر حزام أمني بحثاً عن مطلقي الصواريخ.
ويُتوقع أن تشهد العاصمة العراقية اليوم الأحد مظاهرات تنظّمها الفصائل المسلحة تنديدا باغتيال سليمانى والمهندس والمطالبة بـ"الثأر" لهم، وأكد مصدر أمني عراقى انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن أمس، قرب مطار بغداد الدولي تحسباً لاستعراض عسكري ينظمه الحشد الشعبى العراقى في موقع الحادث قرب المطار.
بدوره قال قائد عمليات بغداد، الفريق الركن قيس المحمداوي في تصريحات صحفية إن "الانتشار الأمني الذي تشهده العاصمة بغداد، يأتي ضمن خطط حماية الأهداف الحيوية والدبلوماسية".
وأشار المحمداوي إلى أن "الانتشار الأمني جزء من مخطط تم الإعداد له منذ فترة قصيرة، ووفقاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية"، مضيفاً أنه "تم وفقاً للمعطيات، والمعلومات الأمنية".
وأكد المسؤول العراقى أن الانتشار يستهدف تأمين مركز العاصمة بغداد، والأهداف الحيوية، والبعثات الدبلوماسية، وذلك في ضوء المعلومات الاستخباراتية، وطبيعة التحدى، وتكثيف الجهد الاستخباراتي، والمراقبة الفنية، وانتشار نقاط المراقبة.
وأضاف أن "هناك تنسيقاً كبيراً ومثمراً ومتواصلاً، بين كل القطعات الأمنية، رغم اختلاف الارتباط والاختصاص والمسؤوليات والواجبات، وهناك تطور كبير وملحوظ، على مستوى العمل المهني الوطني".
كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حذر، الخميس الماضي، من استهداف سفارة بلاده في بغداد، مشدداً على أنه سيحمّل إيران المسؤولية في حالة سقوط أي ضحايا أمريكيين في الهجمات المحتملة.
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسرائيل، أمس السبت، بمحاولة إشعال حرب، بالتخطيط لشن هجمات على القوات الأمريكية في العراق، وقال إن "معلومات استخباراتية جديدة من العراق تشير إلى أن عناصر إسرائيلية محرضة، تخطط لشن هجمات على الأمريكيين، لتضع الرئيس الأمريكي في مأزق أمام سبب زائف للحرب عمل يبرر الحرب."
وفى سياق متصل، كشف رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي تفاصيل المكالمة التي تلقاها ليلة رأس السنة الماضية (2020) من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اقتحام السفارة الأمريكية آخر يومين من عام 2019.
وقال عبد المهدي في شهادة أدلى بها لصالح فيلم وثائقي بشأن حادثة المطار فجر الثالث من يناير 2020 التي أدت إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، إن "ترامب اتصل بي ليلة رأس السنة الماضية في حدود الساعة التاسعة بتوقيت بغداد، وشكرنا على إنهاء حادثة اقتحام السفارة الأمريكية وسألني هل هؤلاء عراقيون أم إيرانيون، فقلت له عراقيون اعترضوا على قصف الطيران الأميركي لفصائل مسلحة على الحدود مع سوريا."
وأضاف عبد المهدي نقلا عن ترامب أن "الأمريكيين لا يعرفون الإيرانيين جيدا بل العراقيون هم من يعرفونهم جيدا".
وأشار عبد المهدي إلى إنه أخبر ترامب بأن "الإيرانيين يقولون إنهم لا يريدون حربا وكذلك أمريكا، واقترحت عليه إما التفاوض المباشر مع الإيرانيين وإما اتفاقات ضمنية كما كان يحصل منذ عام 2003".
وأكد عبد المهدي أنه كانت هناك موافقة ودعوة رسمية لأن يأتي سليماني إلى العراق للتباحث، فإن "عملية الاغتيال لم تكن قد صممت خلال يوم أو يومين وإنما لا بد أنها قررت قبل ذلك بفترة ليست قصيرة"، مؤكدا أنه تلقى اتصالا هاتفيا في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من مدير جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي (رئيس الوزراء الحالي) الذي أيقظني من النوم، قائلا إن مطار بغداد تعرض الآن لإطلاق صواريخ مجهولة مبينا أنه لا هو ولا الكاظمي كان لديهما أي تفاصيل عن الحادث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة