نجا الرئيس التونسى قيس سعيد من محاولة اغتيال استهدفته عبر طرد حمل مادة الريسين السامة ، بينما أصيبت مديرة ديوان رئيس الجمهورية التونسية بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلى لحاسة البصر، عقب فتح بريد خاص موجه إلى الرئيس قيس سعيد.
وخضع عدد من أعوان الرئيس التونسي قيس سعيد، لفحوصات طبية دقيقة بعد تلقيهم الطرد المسموم الذي كان يستهدف الرئيس.
شبهات تحيط بـ"النهضة"
وربط بعض المراقبين بين تلك المحاولة والتصريحات التي أطلقها الرئيس التونسى ضد حركة النهضة ، حيث جاءت المحاولة عقب تصريحات قيس سعيد، واتهامه للحركة بأنها تقف وراء الأزمة العامة التي تعيشها تونس منذ 10 سنوات.
وكان سعيد أكد، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، الأحد الماضي، قد طلب من المشيشي إبعاد كل شخصية لها علاقة سياسية بحركة النهضة من التشكيلة الحكومية.وأكد أن "حركة النهضة وضعت دستور 2014 على مقاسها، في إشارة إلى حركة الإخوان التي كانت تسيطر على المجلس التأسيسي، مؤكدا أن رئيس مجلس النواب كان عليه توجيه رسالة للرئيس بالتعديلات، ولكن هذا لم يحدث.
وفي وقت سابق، حذر الرئيس التونسي قيس سعيد، رئيس حكومته من "الخضوع لأي شكل من أشكال الابتزاز والمقايضة"، مذكّرا أنه تم الاتفاق على أن تكون الحكومة التونسية تضم أعضاء لا تحوم حولهم الشبهات.
وسبق أن وجه سعيد رسالة مبطنة إلى الإخوان، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن هناك فصيلا سياسيا خائنا يعيش على الأموال الأجنبية، وجاءت كلمته على خلفية تنامي خطاب التكفير داخل البرلمان من قبل ائتلاف الكرامة الإخواني.
فتح تحقيق
قال مصدر في الرئاسة التونسية، إن تحقيقات جارية الآن حول محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد بطرد مسمم، للكشف عنمصدر الطرد وكيف وصل للقصر وتحديد طبيعة المادة التي احتواها الطرد.
وأضاف المصدر، بحسب وسائل إعلام تونسية، أن الطرد احتوى على المادة السامة فقط دون أي وثائق، وأن الموظف الذي فتحه بصحة جيدة، علما بأن الطرود وفق البروتوكول الرئئاسى لا تصل لقصر قرطاج مباشرة بل يتم فحصها أولا في مكان بعيد عن القصر.
صحة الرئيس
وطمأنت مؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية الشعب التونسي بأن رئيس الجمهورية بصحة جيدة ولم يصبه أى مكروه، متوجهة بالشكر إلى الأجهزة الأمنية المختصة وخاصة الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية على جاهزيتها وسرعة قيامها بالاختبارات اللازمة، كما تشكر الجهات الطبية بالإدارة العامة للصحة العسكرية على تدخلها السريع.
وقالت مصادر تونسية ، إن فريقا طبيًا من المستشفى العسكري التونسي يشرف على عملية التحاليل الطبية لكل من الحرس الشخصي لقيس سعيد، ومديرة ديوانه نادية عكاشة، بعد اعتلال الحالة الصحية لأحد أعوان الرئيس".
وأشارت الرئاسة التونسية فى بيان لها اليوم إلى أن أحد الموظفين بكتابة رئاسة ديوان الجمهورية التونسية كان موجودا عند وقوع الحادثة وشعر بنفس الأعراض التى تعرضت لها مديرة الديوان ولكن بدرجة أقل.
وأوضحت الرئاسة التونسية، أنه تم وضع الظرف فى آلة تمزيق الأوراق قبل أن يتقرر توجيهه إلى وزارة الداخلية، مؤكدة أنه لم يتسن لأحد هذه الساعة تحديد طبيعة المادة التى كانت داخل الظرف.
وأكدت رئاسة الجمهورية التونسية حرصها على ضمان الحريات التي كرسها الدستور، ومنها حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر، معلنة مساندتها المطلقة للكلمة الحرة المعبرة عن الرأي الحر، معربة عن استغرابها فى المقابل مطاردة من تولى تناقل خبر محاولة التسميم.
وقد تلقى الرئيس التونسي مكالمة هاتفيه من رئيس الجزائر عبد المجيد تبون للاطمئنان على صحته بعد تعرضه لمحاولة تسميم.
مادة الريسين السامة سلاح قتل الزعماء والساسة
توجد مادة الريسين بشكل طبيعي في بذور الخروع، حيث ارتبطت بالعديد من حوادث الاغتيالات ومحاولات استهداف الزعماء، والإرهاب لقتل الآلاف.
وخلال العام الماضي أعلنت السلطات الأمريكية، إحباط إرسال مظروف إلى البيت الأبيض يحتوي على "غاز الريسين" السام لاستهداف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كأولى محاولات استخدام هذه المادة في الاغتيالات وحتى الإرهاب.
وتستخدم مادة الريسين بخلاف حوادث الاغتيالات واستهداف الزعماء، كسلاح بيولوجي من قبل الإرهابيين لقتل الآلاف تعد الريسين على عكس غالبية السموم ليس عنصرا أو مركبا كيميائيا بسيطا، بل هو "بروتين" نباتي مركب شديد التعقيد، كما أن تصنيع هذا البروتين مخبريا أمر شبه مستحيل، ومصدره الأساسي هو بذور نبات الخروع التي يتم طحنها ومعاملتها كيميائيا على عدة مراحل لاستخراج هذا السم الفتاك.
وتكمن خطورة هذا السم في عدم وجود ترياق له حتى الآن فهو شديد السمية والجرعة القاتلة للبشر صغيرة جدا، ومفعول لا يمكن إيقافه أو علاجه، ويمكن استخدامه في شكل مسحوق، أو حبيبات أو حمض أو استنشاقه.
والجرعة القاتلة للإنسان منه لا تتعدى 22 ميكرو جرام لكل كيلوجرام، مما يجعل الجرعة القاتلة للإنسان المتوسط أقل من 2 مللي جرام، أي أنه أكثر سمية بكثير من مواد مثل غاز السارين أو حتى السيانيد والزرنيخ.
والأكل طريقة فعالة لنشر السم كذلك، لكنها أقل سمية بكثير كون السبيل الهضمي يستطيع تفكيك جزء كبير من البروتين قبل امتصاصه مما يجعل الجرعة القاتلة ترتفع أكثر من 40 ضعفاً لتصبح حوالي 1 مللي جرام لكل كيلو جرام.
ويمكن لغاز الريسين أن يسبب الوفاة خلال 36 إلى 72 ساعة من التعرض لكمية صغيرة منه مثل رأس دبوس. ولا يوجد أي ترياق معروف لهذه المادة السامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة