أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الحديث حول أفضلية المسلمين حاليا عن الصحابة ينقصه الدقة والتحري، مستنكرا أن يأتي أحد اليوم ويزعم أنه أفضل من أبي بكر وعثمان وعلي؛ استنادا لما وصفه بأنه قراءة ظاهرية لنص الأحاديث.
وقال فؤاد لـ"اليوم السابع" مع احترامى للقائل بهذا فإن هذا كلام غير دقيق ينقصه شيء من التحرى فصحابة النبى صلى الله عليه وسلم باتفاق جمهور أهل السنة أفضل الخلق"، مشيرا إلى أن الحديث النبوي الذى جرى الاستناد إليه عن المؤمنين الذين لم يعاصروا النبي بأن أجر الواحد منهم بأجر 50 من الصحابة لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة، بل يشير إلى مجرد زيادة الأجر التى لا تستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة.
وأضاف فؤاد: "من الذى يساوى صحابة أهل بدر؟.. هل أنا افضل من أبى بكر وعثمان وعلى والـ10 المبشرين وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان؟"، مشددا على أن القرآن والسنة النبوية دللوا على أفضلية الصحابة في أكثر من موضع.
وذكر الدكتور عبد المنعم فؤاد نص الآية القرآنية {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}، بالإضافة إلى آيات أخرى منها {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، مشيرا إلى أن هذه الآيات تدلل على أفضلية الصحابة الذين جاهدوا وقاتلوا وأنفقوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وتشير بوضوح إلى صحابة رسول الله.
وأشار عبد المنعم فؤاد إلى نصوص قرآنية أخرى منها {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}، تاكيدا على أن من جاهد مع رسول الله وصبر على إيذاء وبلاء الأخرين أفضل ممن يأتى بعده.
وأضاف فؤاد: "أتعجب أن يأتي أحد ليقول أننى أفضل من الصحابة لأننى لم أشاهد النبي وأؤمن به"، مشددا على أن الصحابة هم الذين سنوا لنا السنن التي نقلوها عن رسول الله ولهم أجرها وأجر من أتبعها إلى يوم الدين، وهم الذين نصروا رسول الله واتبعوا النور وبايعوه في بيعة العقبة الأولى.
وشدد على أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن سب الصحابة، وقال في الحديث النبوى (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه).
وانتقد عبد المنعم فؤاد ما سماه بالقراءة الظاهرية للنصوص وطالب بالرجوع لعلماء الأمة من أجل تفسير النصوص واستخلاص إيجابيتها.
وتابع: "أذن علينا أن نصلى على رسول الله وندعو لصحابته لأنهم أوصلوا القرآن والسنة بأمانة وفضل كل واحد لا يعادله أحد في الفضل، وفى الحديث خير القرون قرني ثم الذين يلونهم والذين يلونهم".
كان الشيخ رمضان عبد المعز، قد أثار جدلا واسعا بتصريحاته الأخيرة فى أحد البرامج التليفزيونية، حيث قال إننا أفضل من الصحابة كما بلغنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث كريم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المؤمنين الذين لم يعاصروه إن «أجر الواحد منهم 50 من الصحابة»، وذلك لأن الصحابة كانوا قريبين من النبي الكريم وكان يؤيدهم ويوجههم - بحسب تعبيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة