تتمتع دول شبة الجزيرة الإسكندنافية فى الشمال الأوروبى، إلى طبيعة جغرافية خاصة، وبالتالى فإن الوضع كذلك يختلف فى هذه الدول لانتشار وباء كورونا وأيضا طريقة التلقيح والتطعيم لمواطنيها، وشهدت الفترة الماضية أحداثًا مختلفة فى تلك البلاد أثناء رحلة مواجهة جائحة الفيروس التاجى، حيث احتلت الدنمارك صدارة دول الاتحاد الأوروبى فى معدل تلقيح السكان، بينما تستعد السويد لتلقيح نحو 5.6 مليون شخص فى غضون 14 أسبوعا.
الدنمارك فى مقدمة الاتحاد الأوروبى بمعدل تلقيح السكان
بدورها، احتلت الدنمارك المرتبة الأولى بين دول الشمال والاتحاد الأوروبى، بمعدل تطعيم السكان، حيث قال ينس لونجدرين، الأستاذ فى المستشفى الوطنى بالعاصمة كوبنهاجن، إن ذلك سببه أن مواطنى الدنمارك، كانت لديهم خطة واضحة للتطعيم منذ البداية.
تلقيح مواطنى النرويج
ووفقا لموقع Alkompis، يختلف معدل التطعيم بين دول الشمال، حيث استخدمت السويد حتى الآن 144 ألف جرعة لقاح، بمعدل 1.4 جرعة لكل 100 شخص، وفى فنلندا كان الرقم 1.12، والنرويج 1.05، وأيسلندا 1.75، فيما كانت الدنمارك الأسرع، وأعطت 182 ألف جرعة حتى الآن، بمعدل 3.14 جرعة لكل 100 شخص، لتحتل المرتبة الأولى فى الاتحاد الأوروبى.
رئيسة وزراء الدنمارك
وأوضح لوندجرين، أن ذلك يعود إلى خطة اللقاح القوية وجودة الخدمات اللوجستية، مشيرا إلى أن اللقاح يدخل إلى مكان واحد فى معهد Serum الوطنى بكوبنهاجن ثم يتم توزيعه على خمس محافظات.
وأشار لوندجرين، فلا يقتصر الأمر على جودة الخدمات اللوجستية وخطط اللقاح فقط، بل يسهم سجل اللقاحات الوطنى فى سهولة تتبع الأشخاص الذين تلقوا جرعة، مضيفا: "يمكن لإدارة الصحة الوطنية الحصول على نظرة عامة حول من حصل على اللقاح ومتابعة تسليم الجرعات".
طوابير لتلقى اللقاح
السويد تستعد لتلقيح 5.6 مليون شخص فى 14 أسبوعاً
ومن الدنمارك إلى السويد، وعن طريق جسر أوريسند، تستعد السلطات السويدية لبدء حملة التطعيم الشاملة ضد كورونا، وتهدف إلى تلقيح جميع البالغين الراغبين بحلول منتصف الصيف، وذلك بالتأهب لتطعيم 5.6 مليون شخص خلال 14 أسبوعاً، حيث تعمل المحافظات الآن على إعداد الساحات الرياضية ومراكز المؤتمرات وفرق التطعيم فى أماكن العمل لإكمال المهمة.
ملك السويد خلال تللقيه القاح
وبحسب إيما سبوك، رئيسة قسم الرعاية الصحية فى منظمة البلديات والمحافظات، فإن هذا الأمر يعتمد كلياً على الشركات المصنعة للقاح وإيفائها بالتزاماتها فى تسليم الجرعات، مشيرة إلى أن جرعات اللقاح الأولى وصلت إلى البلاد بعد أيام قليلة من عيد الميلاد، ومنذ ذلك الحين تم تلقيح حوالى 150 ألف شخص، بمعدل 50 ألف مواطن فى الأسبوع، لافتة إلى أنه يجب زيادة معدل التطعيم بشكل كبير فى الأشهر المقبلة حتى يحصل جميع السويديين على اللقاح بحلول منتصف الصيف.
وبدورها، أشارت هيئة الصحة العامة، ستتلقى السويد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، ما يزيد على 83 ألف جرعة فى الأسبوع فى المتوسط، وفى نهاية الشهر الحالى، يُنتظر أن يوافق الاتحاد الأوروبى على لقاح أسترا زينيكا، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة الجرعات بشكل كبير، ومن المتوقع أن تحصل السويد على 500 ألف جرعة فى الأسبوع بدءاً من مارس.
وأوضح ريكارد بيريستروم، منسق اللقاحات فى هيئة الصحة العامة، فى تصريحات للتلفزيون السويدى، وستكون تلك بداية مرحلة التطعيم الشامل، حيث يمكن للجمهور الحصول على اللقاح، وأنه من المتوقع الموافقة على لقاحين آخرين، ليصل عدد الجرعات إلى 935 ألف جرعة فى الأسبوع، مشيرا إلى أن البلديات والمحافظات السويدية تهدف إلى الانتهاء من تلقيح جميع الراغبين بنهاية شهر يونيو، بما يعنى تطعيم 5.6 مليون شخص بين أبريل ويونيو.
النرويج تحقق فى وفاة 23 شخصا بعد تلقيهم اللقاح
وفى أوسلو، فتح السلطات فى البلاد، تحقيقا موسعا بعد وفاة نحو 23 نرويجياً من كبار السن، بعد تلقيهم لقاح فيروس كورونا، محذرة من أن لقاحات كورونا، ربما تكون خطيرة جدا على المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.
رئيسة الوزراء تتابع تلقى النرويجيين للقاح
وأعلنت السلطات النرويجية، الأسبوع السابق، وفاة 23 شخصا فى أنحاء البلاد، بعد وقت قصير من تلقيهم الجرعة الأولى من فيروس كورونا المستجد، وعقب تشريح 13 جثة، أشارت النتائج إلى وجود أعراض جانبية مشتركة بينهم، ربما ساهمت فى ردود فعل شديدة لدى كبار السن والضعفاء.
رئيسة وزراء النرويج
ووفقا لبيان وكالة الأدوية النرويجية، فإنه يتم يتم تقييم جميع الوفيات التى حدثت خلال الأيام القليلة الأولى من التطعيم بعناية، مشيرة إلى أنه لا يمكننا استبعاد أن ردود الفعل السلبية للقاح التى تحدث فى الأيام الأولى بعد التطعيم، مثل الحمى والغثيان، ربما تساهم فى نتائج مميتة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
لقاح كوفيد
وحتى الآن، منحت النرويج الجرعة الأولى من لقاح كورونا إلى 33 ألف شخص، وبشكل مركز على الحالات الأضعف تجاه الفيروس، مثل كبار السن، ومن بين ما يقرب من 3 أرباع الحالا، من أصل 29، التى تعرضت لحساسية شديدة بعد تلقى اللقاح، جراء الأعراض الجانبية للقاح كورونا، أشخاص فى الثمانين من أعمارهم أو أكبر، بحسب تقرير صادر عن السلطات الصحية النرويجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة