يتتبع دعاة الحفاظ على البيئة مجموعات الأفيال من الفضاء، وذلك باستخدام الأقمار الصناعية لرصد الأرض، ونوع الذكاء الاصطناعي (التعلم الآلى)، الذي يمكنه اكتشاف الحيوانات حتى عندما لا تظهر وسط محيطها، وهذا في إطار مشروع دولي، حيث يستخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية التي تمت معالجتها بخوارزميات الكمبيوتر، والتي تم تدريبها بأكثر من 1000 صورة للأفيال للمساعدة في تحديد المخلوقات.
ووفقا لم ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإنه باستخدام التعلم الآلي، يمكن للخوارزميات حساب الأفيال حتى في المناظر الطبيعية الجغرافية المعقدة، مثل تلك التي تنتشر فيها الأشجار والشجيرات.
ويقول الباحثون إن هذه الطريقة هي أداة جديدة واعدة لمسح الحياة البرية المهددة بالانقراض، ويمكنها اكتشاف الحيوانات بنفس الدقة مثل البشر.
وتسمح هذه التقنية بمسح مساحات شاسعة من الأرض في دقائق، مما يوفر بديلاً للمراقبين البشريين الذين يحسبون الحيوانات الفردية من الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
كما أنه من خلال المراقبة الفعالة، يأمل الباحثون في المساعدة على استقرار وتعزيز أعداد الأفيال الأفريقية (Loxodonta africana)، والتي تراجعت خلال القرن الماضي بسبب الصيد الجائر والقتل الانتقامي لغارات المحاصيل وتجزئة الموائل.
وجاء قرار إدراج الحيوانات في قائمة الخطر، مع بقاء ما بين 40.000 و 500.000 فيل فقط في البرية، حيث تم إدراج الأنواع على أنها "معرضة للخطر" في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض IUCN.
قالت باحثة الدراسة وعالمة الكمبيوتر الدكتورة أولجا إيزوبوفا من جامعة باث، التي ابتكرت الخوارزمية التي مكنت من عملية الكشف: "المراقبة الدقيقة ضرورية إذا أردنا إنقاذ الأنواع"، مضيفة "نحن بحاجة إلى معرفة مكان وجود الحيوانات وعددها.
استخدم الباحثون صورًا مأخوذة من أقمار صناعية طورتها شركة Maxar الأمريكية لتكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك WorldView ‐ 3، والتي تدور حاليًا حول 372 ميلاً (600 كيلومتر) فوق الأرض.
كما أنه أثناء انتشارها عبر الأرض، يمكن للأقمار الصناعية جمع أكثر من 5000 كيلومتر مربع من الصور كل بضع دقائق، مما يقضي على خطر العد المزدوج.
ويجعل هذا الأمر من الأسهل إحصاء الحيوانات التي تنتقل من بلد إلى آخر، حيث يمكن للأقمار الصناعية أن تدور حول الكوكب دون الحاجة إلى القلق بشأن ضوابط الحدود أو مناطق الصراع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة