يبدأ غدا السبت العد التنازلي قبل ستة أشهر من موعد انطلاق الدورة الأولمبية الصيفية في طوكيو 2021، في الوقت الذي حذر فيه خبراء طبيون من إمكانية حدوث مخاطر صحية كبيرة إذا ما قرر المنظمون المضي قدماً وإقامة الدورة في موعدها المقرر الصيف المقبل.
ومن المنتظر انطلاق الدورة الصيفية المؤجلة في 23 يوليو 2021 بينما تفرض حالة الطوارئ على معظم مناطق اليابان في ظل استمرار تفشي العدوى بفيروس كورونا المستجد سريع الانتشار، كما تتزايد الضغوط على المنظمين بسبب معارضة محلية متزايدة لاستضافة الحدث خوفاً من اتساع نطاق الجائحة في البلاد مع تزايد عدد حالات العدوى، ويتوقع أن يشارك في الدورة الأولمبية والبارالمبية نحو 15 ألف رياضي مع طواقمهم المساعدة المرافقة.
من جهته قال كينتارو إيواتا خبير الأمراض المعدية في جامعة كوبي: "هل من الضروري المخاطرة بذلك؟ المخاطرة بإقامة الدورة الأولمبية؟ أنا لا أعتقد ذلك"
وأضاف إيواتا: "المخاطر التي تواجهنا أكثر خطورة تماماً من العام الماضي (عند تأجيل الدورة). فلماذا الإصرار على إقامة الدورة التي تأجلت في العام الماضي خوفاً من مخاطر العدوى. وماذا عن الوضع في العام الحالي؟".
فيما يؤكد القائمون على تنظيم الدورة إن تأجيل الحدث لعام آخر غير مطروح، كما أن إلغاء الدورة التي يتوقع أن تصل تكاليفها لنحو 15.4 مليار دولار سيؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، ورغم ذلك أكد إيواتا ضرورة عدم المضي قدماً في إقامة الدورة رغم كل الخسائر المالية المتوقعة.
وقال كوجي وادا الأستاذ في جامعة طوكيو الدولية للصحة إن إقامة الدورة يعتمد على "وضع جائحة (كوفيد - 19) ليس في اليابان فقط بل في الدول الأخرى أيضاً ربما لا يكون من الممكن إقامة دورة أولمبية كاملة كما كان يحدث في السابق".
فيما قال الكندي ديك باوند، الذي يعد أقدم عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، إنه من الممكن أن تقام الدورة الأولمبية المؤجلة من العام الماضي، دون جمهور في ظل استمرار انتشار وباء فيروس كورونا.
وقال باوند البالغ من العمر 78 عامًا، والذي أصبح عضوا باللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1978، لوكالة أنباء "كيودو" اليابانية اليوم الخميس: "السؤال هو، هل من الضروري حضور الجماهير منافسات الدورة الأولمبية، أم أن الأجواء ستكون لطيفة بحضور الجمهور؟ من الرائع أن تتواجد الجماهير؛ ولكنه ليس ضروريًا"
وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يضمن أن تقام الدورة الأولمبية وفقًا لما هو مخطط لها، لكنني أعتقد أن هناك فرصة كبيرة أن يكون بإمكانهم، وأنهم سيفعلون ذلك"
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال باوند لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، إنه ليس متأكدًا من إقامة الدورة الأولمبية في موعدها المحدد.
وقال إنه لا يمكنه أن يكون متأكدًا لأن استمرار وجود فيروس كورونا وعدم الحديث عنه سيكون بمثابة فرصة لزيادة أعداد المصابين.
لكن باوند، قال لوكالة "كيودو": "أعتقد أن اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمين ملتزمون بإقامة الدورة الأولمبية، إذا كان ذلك ممكنا، لذلك لن يقوموا بإلغائها إلا إذا كان هناك إجماع من الحكومة والسلطات الصحية واللجنة الأولمبية الدولية بأن إقامتها سيسبب خطورة كبيرة".
وأجبر الوباء اللجنة الأولمبية الدولية واليابان في مارس الماضي، على تأجيل الدورة الأولمبية لمدة عام لتقام هذا الصيف. ومن المقرر أن تفتتح الأولمبياد بعد حوالي ستة أشهر.
ومع ذلك، أصبحت طوكيو وعشر مقاطعات أخرى في حالة طوارئ بسبب فيروس كورونا منذ مطلع هذا الشهر، خاصة إن اليابان فشلت في كبح جماح الموجة الجديدة من فيروس كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة