لا زالت الأوضاع في تيجراى في حالة تدهور بعد أن أفادت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بصعوبة الوصول إلى المدنين لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وسط تقارير عن صعوبة الوصول إلى مياه نظيفة وغذاء وفرار اللاجئين الاريترين بسبب سوء الأحوال وتهديد الجماعات المسلحة.
من جانبه، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، إن "الوضع الإنساني يزداد خطورة في تيجراى، مع ورود تقارير عن القتال وانتهاكات حقوق الإنسان وسوء المعاملة وتزايد الجوع وسوء التغذية التي تؤثر على مئات الآلاف من الناس معظمهم لم يتلقوا أى مساعدة حتى الآن.
وأِشار دوجاريك إلى أن نائبة منسق الشؤون الإنسانية في إثيوبيا، وفاء سعيد، وموظفو الأمم المتحدة الآخرين قد تم نشرهم في ميكيلي، عاصمة تيجراى مع فريق من وكالات الإغاثة لإجراء التقييمات وتنسيق الاستجابة الإنسانية، لافتا إلى أن المساعدة الوحيدة التي تلقاها اللاجئون منذ بداية الصراع هي عملية توزيع الغذاء لمرة واحدة التي أجراها برنامج الأغذية العالمي منذ ما يقرب من شهر".
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، شدد على ضرورة "اتخاذ إجراءات سريعة" لاستعادة الوصول الآمن "لإنقاذ آلاف الأرواح المعرضة للخطر". وذلك بعد شهرين من الصراع الذي أجبر العاملين في المجال الإنساني على الانسحاب من منطقة تيجراي بإثيوبيا
وأفاد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بابار بالوش، بأن الإريتريين اللاجئين في المخيمات بحاجة ماسة إلى المساعدات والإمدادات والخدمات موضحا أن ذلك جاء بناء على تقييم أجرته المفوضية بعد أن منحتها السلطات الإثيوبية "إمكانية الوصول -لمرة واحدة- لإجراء تقييم للاحتياجات"، حيث قادت المفوضية مهمة إنسانية إلى مخيمي ماي أيني وآدي هاروش للاجئين، تعد الأولى منذ اندلاع النزاع في نوفمبر الماضي.
وقال المتحدث باسم المفوضية، إن التقييم، الذي انتهى منذ أيام قليلة وجد أن هناك "حاجة ماسة لتوفير المساعدة لعشرات آلاف اللاجئين الإريتريين في شمال إثيوبيا"، موضحا أن اللاجئين لم يحصلوا على أي إمدادات أو خدمات منذ أكثر من شهرين.
وذكر أن الآبار لا تعمل بدون وقود للمضخات، "مما اضطر اللاجئين إلى استخدام المياه من الخور القريب للغسيل والطبخ والشرب، الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بأمراض مشابهة للإسهال".
وفي حين أن المساعدة الوحيدة التي تلقوها منذ بداية الصراع كانت توزيع الغذاء لمرة واحدة من قبل برنامج الأغذية العالمي قبل شهر تقريبا، قال بالوش إن "الخطط جارية للقيام بتوزيع ثان."
ولحسن الحظ، وجدت فرق التقييم أن المباني والهياكل لا تزال سليمة في كل من مخيمي ماي عيني وأدي هاروش، بما في ذلك منازل اللاجئين والمدارس والعيادات، مع ملاحظة وجود بعض الأضرار وأضاف المتحدث " غير أن اللاجئين قالوا لموظفي المفوضية إنه رغم عدم تأثرهم بشكل مباشر بالقتال، فقد تعرضوا للتهديد والمضايقة من قبل الجماعات المسلحة المختلفة."
وقال بالوش: "أخبرنا اللاجئون أن المخاوف ما زالت تساورهم بشأن سلامتهم، وأفادوا بأن العصابات المسلحة تجوب المخيمات ليلاً وتقوم بأعمال السرقة والنهب". وأضاف: "تعمل المفوضية مع الحكومة والشركاء لإعادة تنظيم وجود منتظم لهم في المخيمات وإطلاق استجابة بناءً على المعلومات التي تم جمعها"، موضحا أن مفوضية اللاجئين دعت الحكومة أيضا إلى تعزيز الأمن في كلا المخيمين.
فيما لم تتمكن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، منذ نوفمبر، من الوصول إلى مخيمي شيميلبا وهيتساتس للاجئين، الواقعين شمال تيجراي.
وأبرز بيان المفوض السامي فيليبو جراندي الأسبوع الماضي، تواصل المفوضية تلقي عدد من التقارير عن وقوع أضرار جسيمة في تلك المخيمات بالإضافة إلى مؤشرات عن فرار العديد من اللاجئين بحثا عن الأمان والغذاء.
في غضون ذلك، شق حوالي 5000 لاجئ إريتري طريقهم إلى بلدة شاير حيث يعيشون في "ظروف مزرية"، كما قال المتحدث باسم المفوضية راسما صورة محزنة للعديد من النائمين في حقل مفتوح على مشارف البلدة، "بدون ماء وطعام".
وصرح قائلاً: "تكرر المفوضية نداء الأمم المتحدة واسع النطاق من أجل الوصول الكامل ودون عوائق إلى جميع اللاجئين في منطقة تيجراي وتظل ملتزمة بالعمل مع الحكومة الإثيوبية للبحث معها عن حلول".
وقد بدأ الصراع بين الحكومة الإثيوبية والقوات الإقليمية لجبهة تحرير شعب تيجراي في نوفمبر الماضي، عندما أمر رئيس الوزراء آبي أحمد بشن عملية عسكرية بعد أن هاجم المتمردون قاعدة للجيش الفيدرالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة