تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن بعد غدٍ يوم المشاهد بامتياز. الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس الذين انقسموا بشدة حوله سيغادر البيت الأبيض. هذه أمريكا وهكذا يقول الدستور، في العشرين من الجاري ينتهي التفويض الذي كان الشعب منحه لدونالد ترامب ليقود البلاد التي يمكن القول، مع شيء من التحفظ إنَّها تقود العالم.
غسان شربل
غسان شربل: البيت الأبيض فى عهد "كورونا"
قال غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط في مقاله، إن هذا أسبوع المشاهد بامتياز. ولا تكون المشاهد طاغية ولامعة إلا إذا كانت أمريكية. هذا على الأقل ما يحدث حتى الآن. لم ندخل بعد زمن المشاهد الصينية على رغم التكهنات باقترابه. الأكيد أنَّه سيكون مختلفاً في حال حدوثه. أمريكا شرفة مفتوحة وبلا أسرار. الصين قلعة صارمة والغموض فيها من حراس الهيبة. في الأولى يجرؤ صحافي على نشر الغسيل غير الناصع لمراكز القرار من دون أن تصدمَه سيارة مسرعة أو تدفعه تقلبات عاطفية إلى القفز من الطبقة العاشرة. وعلى رغم وقوع الكرملين منذ بداية القرن الحالي في قبضة رجل بارع في تركيب المشاهد وصناعة الصورة ورعايتها وتحريك البيادق والأرقام، فإنَّ العالم لا يزال أسيرَ المشاهد الأمريكية.
سيكون بعد غدٍ يوم المشاهد بامتياز. الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس الذين انقسموا بشدة حوله سيغادر البيت الأبيض. هذه أمريكا وهكذا يقول الدستور. في العشرين من الجاري ينتهي التفويض الذي كان الشعب منحه لدونالد ترامب ليقود البلاد التي يمكن القول، مع شيء من التحفظ، إنَّها تقود العالم. لقد فوّض الأمريكيون، عبر انتخابات رفضت المحاكم التشكيك في صدقيتها، رجلاً اسمه جو بايدن بقيادة السفينة في الأعوام المقبلة. والدستور واضح وعنيف ولا يتسامح. لا يحق لقبطان السفينة السابق تأخير موعد مغادرته تحت أي ذريعة. هذه أمريكا لا تقبل فكرة الرئيس الخالد التاريخي المقيم إلى الأبد. يمكن للرئيس أن يبحث عن الخلود عبر تأسيس مكتبة أو إطلاق فكرة، لكنَّه لا يستطيع البحث بالتشبث بمكتبه وبالأختام.
بعد غدٍ يغادر ترامب البيت الأبيض، دعك من السجادة الحمراء والموسيقى والتحيات العسكرية والطلقات لياقة ترتيبات الوداع لا تلغي قسوة الوداع، كل وداع قاسٍ فكيف حين يكون وداعاً للبيت الأبيض، أي مقر قيادة الإمبراطورية و"القرية الكونية". وبين جولات الغولف سيكون لدى المغادر متسعٌ من الوقت لإحصاء عدد من خانوه خصوصاً بعد مشاهد اجتياح الكونجرس. لكن الأكيد هو أنَّ محارباً مجهولاً انقضَّ على الرئيس والعالم معاً وسرق من ترامب فوزاً كان محتملاً واسم المحارب فيروس "كورونا".
حسام ميرو
حسام ميرو: مستقبل أوروبا بعد "بريكست"
أكد الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، أنه بعد مفاوضات مرهقة، سادتها أجواء من عدم التفاؤل، تمكنت بريطانيا والاتحاد الأوروبي من الوصول إلى اتفاق ينظم العلاقة بين الطرفين، وأصبحت بريطانيا رسمياً خارج الاتحاد منذ بداية العام الجاري، في خطوة اعتبرها بعض المحللين بطاقة عودة إلى الحرية بالنسبة لبريطانيا، حيث أن انفكاكها من سياسات الاتحاد الأوروبي والتزاماته، سيسمح لها باتباع سياسات أكثر استقلالية بما يخص تحقيق مصالحها الخاصة، بعيداً عن التحالف الاقتصادي السياسي لألمانيا وفرنسا، وبعيداً عن الآليات البيروقراطية لكبار موظفي الاتحاد في بروكسل، أو حتى بعيداً عن الالتزامات المرهقة نحو الدول الأوروبية التي فشلت في إحداث نمو اقتصادي.
وجدت وجهة النظر التي تقول إن بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي ستكون أفضل من كل النواحي، تأكيداً لها في العام الأخير، من خلال الخلل الذي أصاب الإجراءات الأوروبية الموحدة في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وتضارب وجهات النظر بين الأعضاء، بالإضافة إلى زيادة الأعباء المالية على الدول الغنية تجاه الدول الفقيرة، أو التي تعاني مشكلات مالية وهيكلية في الوقت ذاته مثل إيطاليا والبرتغال، وهي أعباء من المحتمل أن تستمر أيضاً خلال العام الحالي، وهو ما يعني أن لندن ستكون بمنأى عن المشاركة في حزم التحفيز التي سيضخها الاتحاد الأوروبي للحكومات والاقتصادات التي أرهقتها إجراءات الحجر، وازدادت فيها معدلات البطالة، وكذلك الحاجة إلى دعم قطاعات واسعة من الشركات والأفراد.
قد يكون "بريكست" فرصة بالنسبة لألمانيا لتزيد من نفوذها السياسي والاقتصادي في أوروبا، إذ يسمح خروج بريطانيا بتقليل العقبات السياسية أمام برلين في تحديد السياسات العامة للاتحاد الأوروبي، خصوصاً مع زيادة التنسيق في العامين الأخيرين بين برلين وباريس، اللتين باتتا تقودان دفة سياسات الاتحاد، وتعبّران دولياً عن مصالحه، بالنيابة عن باقي الدول الأعضاء، كما أن برلين مازالت في وضع أفضل بشكل واضح من باريس لجهة قوة الاقتصاد والمال، وذلك مع ناتج محلي سنوي وصل العام الماضي إلى 3.69 تريليون دولار، وتحتل المرتبة الرابعة عالمياً، بينما تحتل فرنسا المرتبة السابعة عالمياً، بناتج محلي قدره 2.58 تريليون دولار، مع أفضلية ألمانية في عدد من الصناعات، خصوصاً الصناعات الثقيلة.
أكمل عبدالحكيم
أكمل عبدالحكيم: سلوكيات ما بعد الجرعة الأولى
أوضح الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، أنه في ظل التزايد المستمر في أعداد من تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم، وانتظارهم الجرعة الثانية بعد بضعة أسابيع، يتساءل الكثيرون منهم عما إذا ما كان بإمكانهم تقليل إجراءات الوقاية، الموصى بها لمن لم يتلقوا أي تطعيم، مثل التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات.
والإجابة ببساطة هي لا. لا يجب أن يغير من تلقوا جرعة واحدة من سلوكهم، أو أن يخفضوا من مدى التزامهم بتدابير الوقاية ضد العدوى. ويعود ذلك لسببين؛ الأول: أن الجرعة الواحدة لا تحقق الوقاية الكاملة، وثانياً: لأنه لا يوجد دليل حالياً على أن تلقي جرعة واحدة من التطعيم يمنع العدوى بالفيروس، ومن ثم نشره بين الآخرين.
حيث إن فعالية التطعيمات لا تقاس بقدرتها على منع حدوث العدوى، وإنما على قدرتها على منع ظهور أعراض المرض، ووقف تولد المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي للوفاة. فمن الثابت والمؤكد حالياً، إمكانية حدوث العدوى دون أن تظهر على الشخص أي أعراض أو علامات، وفي الوقت نفسه لا يوجد أي دليل على أن تلقي جرعة واحدة، أو حتى جرعتين، يمكنه أن يوقف نقل الفيروس من المطعمين إلى الآخرين.
كما أن الدراسات قبل السريرية، لم تثبت أن الجرعة الواحدة ينتج عنها قدر كافٍ من المناعة، ولذا قرر مطورو التطعيمات من العلماء والأطباء، الاعتماد على جرعتين بدلاً من واحدة. وخلال الدراسات السريرية، قبل البدء في توزيع التطعيمات التي حصلت على التصريح بالاستخدام، كان هناك زيادة ملحوظة في الأجسام المضادة، وفي الخلايا المناعية، بعد الجرعة الثانية. وهو ما عبر عنه الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" بقوله إن إهمال وإغفال الجرعة الثانية سيكون خطأ كبيراً، كونها تضاعف تقريباً مقدار الحماية التي يحصل عليها الشخص.
والخلاصة هي أنه لا يجب إهمال أو إغفال أو تأجيل الجرعة الثانية عن موعدها المحدد، كما يجب على من تلقوا التطعيم، سواء كان جرعة واحدة أو جرعتين، الالتزام بنفس توصيات الوقاية لمن لم يتلقوا أي من الجرعتين، وبالتحديد التباعد الاجتماعي، ولبس الكمامات، وغسل اليدين، والاعتماد على التهوية الطبيعية قدر الإمكان، وتجنب الأماكن المزدحمة المغلقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة