عندما تكون عملية النصب فى مجال تهديد أرواح البشر فهذا أمر لا يمكن أن يغتفر لأنه ممكن أن يؤدى بهم إلى الوفاة أو إصابتهم بعاهة تظل معهم طيلة العمر وتحول حياتهم العادية البسيطة إلى جحيم.
وفى هذه القصة شاب ظل عاما كاملا يمارس مهنة الطب دون توقف من خلال 3 عيادات قام بافتتاحها بمراكز سوهاج الجنوبية مارس فيها كل تخصصات الطب ما بين " باطنة وجراحة أطفال، وجراحة عامة" وغيرها من التخصصات.
بدأت القصة عندما شاهد أحد أعضاء العلاج الحر بإدارة جرجا الصحية لافتة لعيادة بمدخل قرية البربا دائرة مركز جرجا مكتوب عليها العديد من التخصصات باسم أحد الأطباء وعندها شك فى الأمر لأنه لا يمكن لطبيب أن يتشعب فى كل هذه المجالات ويكتب التخصصات على لافته إلا إذا كان هناك شبهه فى الأمر تم الذهاب إلى العيادة أكثر من مرة ولكن لم يتم العثور على الطبيب وبعدها تم إغلاقها تماما وأزيلت كل اللافتات الخاصة بالعيادة.
وبعد عدة أيام وأثناء المرور بمعرفة العلاج الحر بالإدارة الصحية بجرجا وجدت اللافتات على أحد المنازل بمدخل مركز العسيرات جنوب سوهاج وعليها نفس التخصصات باسم نفس الطبيب تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية وجهاز حماية المستهلك والرقابة الدوائية وتم مداهمة العيادة إلا أنه لم يتم العثور على الطبيب داخلها بل وجد قائم على العيادة والذى أقر أن الطبيب فى العيادة الأخرى.
فريق العلاج الحر لجأ لحيلة كى يحضر الطبيب بها إلى العيادة دون معرفة أن هناك لجان تفتيش فتم الاتصال به على أن هناك حالة مرضية لطفل ويحتاج إلى سرعة توقيع الكشف عليه عندها قرر الطبيب الحضور قائلا: أنا فى الطريق قادم من العيادة الأخرى.
وعند وصوله تم عمل كمين له وتم التحفظ عليه داخل إحدى الغرف بالعيادة لأنه حاول الهرب وتم استدعاء قوة الشرطة وبفحص العيادة وجدت أنها كائنة بالطابق الأول علوى بمدخل مركز العسيرات وهى عبارة عن غرفتين وصالة انتظار ومطبخ تم تحويل المطبخ إلى غرفة عمليات جراحية وتم تحويل غرفة من الغرف إلى غرفة إقامة للطبيب وبها بطانية وأدوات الإعاشة.
كما تم ضبط أدوات جراحية وسرير كشف وترولى وخيوط عمليات ومقصات وجهاز كى وأجهزة ضغط وأجهزة استنشاق بخار للأطفال وكمية من الأدوية التى تخص الأطفال وكميات كبيرة من الروشتات وكمية كبيرة من أوراق الدعاية التى عليها أسمه والتخصصات التى يعمل بها بإجمالى 1200 مطبوعه كلها خاصة بالدعاية.
ومن أغرب ما تم ضبطه داخل العيادة أجندة مكتوب اسم المرض والعلاج الذى يقدم له بأسمه العلمى فمثلا المريض الذى يعانى من الإسهال يأخذ العلاج كذا والطفل الذى يعانى من الجفاف يأخذ علاج كذا وهكذا من الأمراض والعلاجات والأدوية الخاصة بها.
وبتفيش الشاب منتحل الصفة عثر معه على جواز سفر باسمه ومدون به الوظيفة طالب بكلية طب أسنان جامعة "خاصة" ووجد عدد من التأشيرات للدخول والخروج من دولة روسيا.
وقال إنه حاصل على كلية الطب من موسكو بروسيا ولم يقدم ما يثبت صحة كلامه حول حصوله على الشهادة ولم يقدم أى مستند يشير إلى اتباعه السبل القانونية فى عملية إستخراج التراخيص الخاصة بالعيادة ومزاولة المهنة وتم تسليمه لمركز الشرطة وعمل المحضر اللازم.
الدكتور محمود فهمى نقيب الأطباء بسوهاج أوضح لـ"اليوم السابع"، أن ما حدث هو خطأ كبير جدا وهو انتحال صفة وأن عملية توقيع الكشف على المرضى بدون ترخيص وبدون حق هو "هتك عرض" ومارسة مهنة الطب بدون ترخيص جريمة يعاقب عليها القانون وسوف تقوم النقابة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة الواقعة للنيابة العامة وسوف توجه للشاب تهمة انتحال الصفة والتزوير فى محررات رسمية.
كانت إدارة إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة والسكان بسوهاج، أغلقت عيادة لمنتحل صفة طبيب بمدخل العسيرات، حيث تم مداهمة المكان بمعرفة الفريق الخاص بالعلاج الحر تحت حراسة أجهزة الشرطة.
جاءت الحملة بإشراف الدكتور محمد فقير وترأسها الدكتور الهيثم محمد الملثم والدكتور محمد عبدالغنى من إدارة العلاج الحر، وتم تقنين الإجراءات واتخاذ الإجراءات القانونية عقب إخطار الأجهزة الأمنية .
ترجع الواقعة عقب ورود معلومات أكدت صحتها التحريات عن قيام أحد الأشخاص بفتح عيادة بقرية البربا التابعة لإدارة جرجا ومزاولة مهنة الطب بدون ترخيص أو شهادة مؤهله لذلك.
وبمداهمة المكان وجد أن المكان يعمل كعيادة وبه غرفة كشف وغرفة عمليات وغرفة إقامة، وتم استدعاء الطبيب للكشف على الحالة ولكنه عندما شاهد فريق العلاج الحر حاول الهرب من العيادة، ولكن تم التحفظ عليه.
تم ضبط أجهزة ضغط وسكر وأدوات جراحية تستخدم فى العمليات صغرى بالمكان ويقوم بالكشف على المرضى وايهامهم بالعلاج، وتبين من أوراقه أنه طالب بكلية طب الأسنان بإحدى الجامعات الخاصة، وأيضا طالب بكلية طب فى روسيا فيما يجرى فحص الأوراق لبيان صحتها، تم غلق العيادة بالشمع الأحمر وتحرير محضر بمركز شرطة العسيرات والتحفظ على المذكور لحين العرض على النيابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة