تمر اليوم الأربعاء 13 يناير، ذكرى رحيل الشيخ الشحات محمد أنور، أحد أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي والعربى، وأحد مؤسسى نقابة قراء ومحفظى القرآن الكريم، والذى توفى في مثل هذا اليوم 13 يناير عام 2008، تاركًا من بعده إرثا من تلاوات القرآن الكريم والتسجيلات النادرة التي سجلها في مصر وفى الدول العربية، كما ترك من خلفه نجليه "أنور ومحمود" الذين ورثا من بعده دكة التلاوة.
الشيخ الشحات محمد أنور، ولد في 1 يوليو عام 1950 بقرية كفر الوزير التابعة لمحافظة الدقهلية، وتربى فى كنف جده لوالدته بعد وفاة والده وهو فى عمر 3 أشهر، وحفظ القرآن الكريم على يد خاله الشيخ حلمى مصطفى، ثم تعلم التجويد على يد الشيخ على سيد الفرارجى.
بدأت موهبة الشيخ الشحات أنور فى تلاوة القرآن الكريم مبكرا، فمع حفظه للقرآن وتجويده بدأ يرتله ويتلوه أمام أقرانه فى كٌتاب القرية، حتى أطلق عليه أصدقاؤه وأهل القرية لقب "الشيخ الصغير"، واستطاع فى فترة قصيرة جدًا أن يفرض نفسه على الساحة.
افتتاح المعاهد الدينية الأزهرية بالدقهلية مع شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق
وعن التحاقه كقارئ بالإذاعة المصرية يروى الشيخ الشحات، أنها أتت صدفة حيث يقول: "وكان لي صديق موظف بمجلس مدينة ميت غمر فقال لى إن المستشار حسن الحفناوي، رئيس المركز يدعوك لافتتاح احتفال ديني سيحضره كبار المسئولين ورئيس إذاعة القرآن والحفل سيقام بمسجد الزنفلي ، بمدينة ميت غمر فقبلت الدعوة وذهبت لافتتاح الحفل وسمعني المرحوم الدكتور كامل البوهى، رئيس إذاعة القرآن الكريم، وقال لى لماذا لم تتقدم لاعتمادك قارئاً بالإذاعة وأنت صاحب مثل هذه الموهبة والإمكانات وشجعنى على الالتحاق بالإذاعة فتقدمت بطلب وجائنى خطاب للاختبار عام 1976م".
السبحة المفضلة للشيخ الشحات أنور قبل رحيله
لكن اللجنة قررت تأجيل قبول الشيخ، لحين دارسة التلوين النغمى، وبالفعل ظل الشيخ يدرس مدة عامين، إلى أن تقدم مرة أخرى للإذاعة عام 1979م، وتم اعتماده قارئًا بالإذاعة، سجل الشيخ القرآن الكريم مرتلًا وأجازه مجمع البحوث الإسلامية.
الشيخ الشحات أنور خلال تلاوته فى إحدى حفلات إندوينيسيا
للشيخ الشحات محمد أنور، 9 من الأبناء ورث منهم اثنان حسن التلاوة، وهما الشيخ محمود والشيخ أنور، ويقول الشيخ محمود الشحات فى حوار سابق لـ"اليوم السابع": كان والدى الذى لقب بأمير النغم حريصًا على تحفيظى وأخوتى "6 بنات و3 ذكور"، القرآن الكريم، وكان يحفظنا بنفسه، وبفضل الله أتممت حفظ القرآن الكريم كاملًا، وأنا فى سن الـ10 سنوات".
وأشار الشيخ محمود الشحات، إلى أن والده كان على علاقة جيدة بالشيخ محمد متولى الشعراوى، فقد كان يتلو والده القرآن الكريم فى مسجد سيدى قاسم بدقادوس، بمدينة ميت غمر، فى ثمانينيات القرن الماضى، بحضور الشيخ الشعراوى، الذى كان يفسرها، وفى إحدى المرات بكى والده أثناء التلاوة وحينما سأله الشعراوى عن سبب بكاؤه أجاب بأنه رأى الملائكة تطوف فى المسجد"، لافتا إلى احتفاظه بصورة تجمعه وشقيقه الأكبر "أنور" ووالده والشيخ الشعراوى أثناء حفل زفاف شقيقته.
الشيخ الشحات محمد أنور والشيخ أبو العينين شعيشع خلال زيارة للإمارات
شارك الشيخ الشحات محمد أنور، فى إحياء شهر رمضان بعدد من دول العالم مثل "لبنان وإيران، ولندن ولوس أنجلوس والأرجنتين واسبانيا والنمسا وفرنسا والبرازيل ونيجيريا وتنزانيا والمالديف وجزر القمر وزائير والكاميرون"، وفى العام 2001 فاز بالمركز الأول في مسابقة الملك فيصل الدولية للقرآن الكريم.
وتوفى الشيخ الشحات محمد أنور فى مثل هذا اليوم 13 يناير عام 2008 عن عمر يناهز 58 عاما تاركا خلفه إرثاً ضخما من التسجيلات الصوتية والمرئية لتلاوات القرآن الكريم.
الشيخ الشخات أنور مع الشيخ الشعراوى وابنيه أنور ومحمود
تكريم من المركز الإسلامي فى لوس أنجلوس بأمريكا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة