أثارت إجراءات إغلاق كورونا جدلا واسعا حول العالم، تارة حول جدواها وتارة أخرى حول عدم الالتزام بها، لاسيما في حال كان الشخص غير الملتزم هو من وضعها بالأساس. ويبدو أن المسئولين فى المملكة المتحدة نالوا القدر الأكبر من الانتقادات لعدم التزامهم، وكان آخرهم بوريس جونسون، رئيس الحكومة نفسه.
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن هناك اتهامات موجة إلى رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون بكسر القواعد الخاصة بالتباعد الاجتماعى خلال استضافته اجتماعا لنواب حزب المحافظين، وطالب حزب الديمقراطيين الأحرار بإجراء تحقيق بعدما تواجد ما لا يقل عن 50 من حزب المحافظين داخل غرفة، على الرغم من وجود لافتة تحذير على الباب بالسماح بوجود 29 شخصا فقط.
وقال شهود لموقع بلومبرج إن رئيس الوزراء البريطانى أخبر الاجتماع أنه يريد أن يختلط الناس فى جميع أنحاء البلاد بشكل وثيق بنفس الطريقة بحلول عيد الميلاد.
ومع ذلك، وبعد 40 دقيقة فقط من انتهاء الاجتماع، أصدر مكتب رئيس الوزراء تغريدة تحذر الناس من حضور التجمعات لأكثر من 30 شخص.
واحتجت ويرا وهبهاوس، النائبة عن حزب الديمقراطيين الأحرار قائلة: "لا نهاية فى الأفق لنفاق المحافظين".
وأضافت أن رئيس الحكومة ووزراءه قد قضوا على ثقة الرأى العام فيهم بدفاعهم المخزى عن دومنيك كامينجز مستشار بوريس جونسون لكن يبدو أنهم لم يتعلموا الدرس بعد.
وكتب الديمقراطيون الأحرار إلى جاكوب ريس موج، رئيس مجلس العموم، يطالبون بالتحقيق والتحرك لو تم كسر قواعد كوفيد 19.
وكان مستشار جونسون كامينجز، والذى يوصف بأنه "مهندس بريكست" سافر حوالى 400 كم أثناء الإغلاق في مايو حيث كانت القيود أكثر صرامة، لزيارة أسرته رغم القيود المفروضة ورغم إصابته بكورنا، لتثار عاصفة من الانتقادات ضده.
ولكن دفاع جونسون زاد من الطين بلة، لاسيما وإن مسئول بحجم نيل فيرجسون، العالم البريطانى البارز ، ومستشار الحكومة البريطانية رفيع المستوى الذى كانت توصياته سببا فى عكس الحكومة قرار إتباع استراتيجية "مناعة القطيع" التى كانت لتحصد أرواح 250 ألف بريطانى وفقا لنماذجه، اضطر لتقديم استقالته بعد أن كسر قواعد التباعد الاجتماعى التى فرضها على الجميع، لتخسر بذلك الحكومة صوتا مهما فى المعركة ضد الوباء.
وقال الكاتب شون أوجريدى، فى مقال بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية في شهر مايو الماضى إن فيرجسون أجبر البريطانيين على البقاء فى منازلهم وعدم لقاء أحبائهم لكنه يستطع إتباع قواعده الخاصة، معتبرا أنه استحق أن يفقد منصبه العام بسبب خطأ في الحكم الشخصي ، ولكن لا يجب أن يُنسى أنه قدم مساهمة أكبر في السيطرة على انتشار المرض بتوصياته.
وقال إنه اعتقد أن بإمكانه لقاء عشيقته بعد تعافيه من كوفيد19 باعتباره محصنا ولا يمثل خطرا على الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر.
وكان فيرجسون، استقال في مايو بعد أن ورد أنه خرق قيود التباعد الاجتماعي، واعترف بأنه ارتكب "خطأ في الحكم".
ولم يكن فيرجسون الوحيد الذى خسرته حكومة المملكة المتحدة، فاضطرت كذلك رئيسة وزراء اسكتلندا لقبول استقالة كبيرة مسئولي الصحة كاثرين كالديروود في إبريل بعد أن أثارت حالة من الغضب لتجاهلها نصيحتها الخاصة بالبقاء في المنزل بسبب كورونا وذهابها إلى منزلها الآخر.
كاثرين كالديروود
وكانت أٌجبرت كبيرة المسئولين الطبيين في اسكتلندا على التراجع عن الإحاطات العامة بعد رد فعل غاضب على تقارير تفيد بخرقها قواعدها الخاصة لزيارة منزلها الثاني مرتين أثناء تفشي الفيروس التاجي، على الرغم من تحذير الجمهور مرارًا وتكرارًا من أن الرحلات غير الضرورية تهدد الأرواح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة