قال المهندس هانى ضاحى نقيب المهندسين، إن التعليم الهندسى رسالة وعلم بدأت مع قدماء المصريين، مشيرا إلى أننا الان فى القرن الواحد والعشرين نناقش الجوانب العملية والعلمية التى نسعى بها لتطوير المهنة من خلال تطوير المنظومة التعليمية للعلوم الهندسية وتطبيق أحدث التقنيات.
وأضاف ضاحى، خلال كلمته التى القاها من خلال الفيديو كونفرانس، بافتتاح وقائع المؤتمر الهندسى الدولى الاول لكلية الهندسة بجامعة اسيوط، والمنعقد تحت شعار "التعليم الهندسى الحاضر والمستقبل 2020" برعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وقال موجها تحياته وتقديره لجامعة اسيوط" أن انعقاد هذا المؤتمر لمناقشة تطوير منظومة التعليم الهندسى بجامعتكم العريقة، اليوم يعتبر سبقا هاما لما يواجه التعليم الهندسى فى مصر من تحديات كبيرة، وخاصة مع وجود فائض فى أعداد الخريجين عن حاجة سوق العمل، بالإضافة إلى تباين مستوى الخريجين عاما بعد عام نتيجة كثرة ما أنشئ من معاهد وكليات هندسية بالجامعات الخاصة فى الفترات السابقة.
وأوضح: بلغ عدد كليات الهندسة المقيدة بالنقابة بالجامعات الحكومية 56 كلية وعدد كليات الهندسة بالجامعات الخاصة 19 كلية وعدد المعاهد الهندسية العليا 39 معهد، 5 أكاديميات، فأصبح هناك ضرورة ملحة لإعادة النظر فى أعداد المقبولين بالتعليم الهندسى خاصة أن الدولة خلال هذه المرحلة تشجع التعليم التكنولوجى والذى سيساعد على سد الفجوة الحالية، لافتا إلى أنه فى هذا الصدد تجرى النقابة حاليا دراسة لتحديد احتياجات سوق العمل من المهندسين بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة.
واستطرد: كما تقوم نقابة المهندسين ببذل كثير من الجهد والتنسيق مع وزارة التعليم العالى فى هذا الشأن، وكان هناك فهم ورؤى واضحة للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى، حيث تم التوافق مع وزارة التعليم العالى على إيقاف إصدار أى تراخيص جديدة للمعاهد الهندسية اعتباراً من العام الدراسى.19/18 ً، والمراجعة المستمرة لمستوى الأداء والدارسة والنظام وكفاءة أعضاء هيئة التدريس والبنية الأساسية لهذه المعاهد، كما صدر قرار مكتب التنسيق بعدم قبول أى طالب بالتعليم الهندسى مجموعه فى الثانوية العامة قسم رياضة وما يعادلها من الشهادات الأخرى أقل من 80 %وتم التطبيق خلال العام الدراسى 19 / 20 وجارى التطبيق هذا العام الدراسى أيضا.21/20
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالتطوير والمراجعة المستمرة لمناهج التعليم الهندسى بما يتواكب مع التطورات السريعة فى مجال التكنولوجيا وخاصة الثورة الصناعية الرابعة، التى بدأت بالروبوتات والذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا النانو، مضيفا: وقد أخذنا بالفعل فى نقابة المهندسين المصرية المبادرة حيث نتجه إلى تطبيق التحول الرقمى الشامل للخدمات النقابية التى تقدم للمهندس وأسرته، وعلى صعيد آخر، تقوم نقابة المهندسين حاليا بتقييم الموقف طبقا لمتطلبات سوق العمل كذلك وضع قواعد جديدة فى إصدارات تراخيص مزاولة المهنة حيث جارى تعديل لائحة مزاولة المهنة للمهندسين لتشمل تحديد مستويات المزاولة على مراحل أساسها سنوات الخبرة فى التخصص من إصدار السجل، والكفاءة واجتياز الاختبارات الخاصة واستيفاء شروط مزاولة المهنة بدءا من اصدار السجل الهندسى وحتى بيت الخبرة.
وتابع: أود أن أتقدم لحضراتكم ببعض التوصيات والمقترحات الهامة للنظر والتوصية بها للجنة قطاع التعليم الهندسى بالمجلس الاعلى للجامعات، وآمل أن تساهم بشكل فعال فى تحقيق التوازن بين أعداد الخريجين وسوق العمل، هى: خفض أعداد المقبولين بالتعليم الهندسى 10 %على الأقل العام المقبل، وعمل اختبار قدرات للطلاب الحاصلين على الثانوية العامة شعبة رياضة أو ما يعادلها بمجموع لا يقل عن 85 %، والراغبين فى الالتحاق بالتعليم الهندسى وتكون نتيجة الامتحان هى الفيصل فى قبوله بالتعليم الهندسى من عدمه للتأكد من قدرات الطلاب على استيعاب العلوم الهندسية.
وأشار إلى ضرورة تعديل المناهج الدراسية لتتواكب مع التقنيات الحديثة فى مختلف مجالات العلوم الهندسية الحديثة والثورة الصناعية الرابعة، والمراجعة المستمرة للمناهج التعليمية وهيئات التدريس مع أعداد الطلاب المقبولين، بالتعليم الهندسى والتأكد من وجود البنية الأساسية من معامل وورش وتجهيزها بأحدث التقنيات العلمية الحديثة للمعاونة فى صقل قدرات الطالب قبل تخرجه لسوق العمل.
وذكر أن المؤتمر يعقد فى الوقت الذى حققت فيه مصر نهضة غير مسبوقة و طفرة كبرى على مدار الست سنوات الحالية من خلال ما تم من إنجازات فى مجالات التنمية الاقتصادية والمجتمعية بما يشمل مجالات (الطاقة/ البترول/ الغاز الطبيعي/ الإسكان والبنية التحتية / المرافق/ الطرق/ الموانئ/ والتحول الرقمى لكافة أنظمة العمل بالدولة المصرية)، حيث ارتفعت معدلات النمو إلى ٣،٥ %وانخفضت معدلات التضخم إلى ٥،٧٪ وتم تحقيق استقرار اقتصادى واضح نابع من الاستقرار السياسي.
وتابع: وقد أثبت المهندس المصرى براعته وكفاءته فى تنفيذ هذه المشروعات التنموية الكبرى والتغلب بإصراره على كافة الصعاب فى ظل إرادة ورؤية واضحة واستراتيجية واعدة لتحقيق الهدف المنشود للقيادة السياسية، ووجه ضاحى بكل حب تحية إعزاز وتقدير لكل مهندسى مصر الأوفياء الذين يساهمون فى هذه النقلة النوعية التاريخية التى تشهدها البلاد فيما يتم تنفيذه على جميع الاصعدة من مشروعات عملاقة وتنمية مجتمعية واقتصادية فى كافة المجالات تدفع مصر بقوة نحو تحقيق التنمية المستدامة واستمرار الاستقرار الاقتصادى والامنى والسياسي.
كما وجه تحية إجلال وتقدير لكل من درس العلم الهندسى وعلمه للمهندسين ومنهم جامعة أسيوط العريقة منارة العلم التى تم انشائها فى جنوب مصر عام 1957.
وفى نهاية المؤتمر تسلم المهندس عبدالحكيم عليان درع كلية الهندسة جامعة أسيوط بالنيابة عن المهندس هانى ضاحى نقيب المهندسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة