أكدت برلين وجود "دليل قاطع" يثبت تعرض المعارض الروسى، أليكسى نافالنى، للتسميم بمادة نوفيتشوك، وانهالت ردود الفعل الدولية المنددة، وفي الوقت نفسه، أعلنت موسكو على لسان المتحدث باسم الكرملين استعدادها "للتعاون مع ألمانيا" ،وذلك عقب مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لها "بالرد على الأسئلة المطروحة".
ونقل تقرير لقناة فرانس 24 الفرنسية، أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتبرت أن وحدها روسيا "يمكنها وعليها" أن تردّ على "الأسئلة" المطروحة بشأن تعرّض المعارض الروسى أليكسى نافالنى للتسميم بمادة نوفيتشوك، الأمر الذى كان يهدف إلى "إسكاته".
وقالت ميركل أمام الصحفيين، إن المعارض الروسي الذي أُدخل إلى المستشفى في برلين، وأثبتت الفحوص بحسب الحكومة الألمانية أنه تعرّض للتسميم بواسطة مادة عصبية سامة من "نوع نوفيتشوك"، كان "ضحية جريمة" تهدف إلى "إسكاته"، وأضافت أن "أسئلة خطيرة تُطرح الآن ولا يمكن إلا للحكومة الروسية أن تجيب عليها وينبغي عليها" أن تفعل ذلك.
روسيا مستعدة للتعاون
فيما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأربعاء أن روسيا مستعدة "للتعاون التام" مع ألمانيا بشأن المعارض الروسي أليكسي نافالنى، وقال بيسكوف "إننا مستعدون ومهتمون بالتعاون بشكل تام وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع مع ألمانيا".
باريس تندد
ونددت فرنسا بـ"الاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول" لغاز أعصاب من نوع نوفيتشوك ضد أليكسي نافالني، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان "أود التنديد بأشد العبارات بالاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول لمثل هذه المادة"، وتابع "نظرا إلى موقع نافالني السياسي في روسيا، يثير الاعتداء عليه تساؤلات ملحة. من مسؤولية السلطات الروسية الإجابة عليها".
وأوضح أن "فرنسا على تواصل وثيق مع السلطات الألمانية كما مع شركائنا لتنسيق الرد الواجب" على العملية التي أثارت موجة تنديد في الغرب.
وشدد لودريان في البيان على أن "استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وفي أي وقت، من أي كان وفي أي ظرف، أمر غير مقبول ومخالف للمعايير الدولية ضد استخدام هذه الأسلحة.
البيت الأبيض يعرب عن "قلقه الشديد"
وأعرب البيت الأبيض الأربعاء عن "قلقه الشديد" وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون أوليوت في تغريدة أن "تسميم أليكسي نافالني مستهجن تماما" معربا عن "قلق الولايات المتحدة الشديد للنتائج التي أعلنت اليوم" في برلين.
ولفت إلى أن "روسيا سبق أن استخدمت في الماضي غاز الأعصاب نوفيتشوك" مؤكداً "سنعمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لمحاسبة الأشخاص المسؤولين في روسيا، حيثما تقود الأدلة، ولقطع التمويل عن أنشطتهم الخبيثة"".
وقال "للشعب الروسي الحق في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي بدون خوف من أي عقاب من أي نوع، وبالتأكيد ليس بالمواد الكيميائية".
لندن: على روسيا أن "تقول الحقيقة"
كما دعت بريطانيا الأربعاء روسيا إلى "قول الحقيقة"، معتبرةً أنه "من غير المقبول إطلاقاً" استخدام "سلاح كيميائي محظور".
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "من غير المقبول إطلاقاً استخدام هذا السلاح الكيميائي المحظور مرة جديدة وأن يستهدف العنف من جديد شخصية معارضة روسية".
وأضاف "على الحكومة الروسية (...) أن تقول الحقيقة بشأن ما حصل لنافالني". وتعهّد "بالعمل بشكل وثيق مع ألمانيا وحلفائنا وشركائنا الدوليين لإثبات أن استخدام أسلحة كيميائية محظورة، أينما كان في العالم، له عواقب".
رئيسة المفوضية الأوروبية تندد بـ"عمل حقير وجبان"
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء أن المعارض الروسي أليكسي نافالني كان ضحية "عمل حقير وجبان".
وكتبت في تغريدة "إنه عمل حقير وجبان -- مرة جديدة"، في إشارة إلى استخدام المادة التي تمّ تطويرها في حقبة الاتحاد السوفياتي، لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال عام 2018 على الأراضي البريطانية، وقالت إن "مرتكبي (هذا التسميم) يجب أن يُحاكموا".
وأدان وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل من جهته "بأشدّ العبارات تسميم" المعارض الروسي، وذكّر بأن المواد السامة للأعصاب من نوع نوفيتشوك "طوّرها الاتحاد السوفياتي وبعدها روسيا"، وأشار في بيان إلى أن "اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية مهما كانت الظروف هو أمر غير مقبول إطلاقاً ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي".
وأضاف بوريل "من الضروري أن تجري الحكومة الروسية تحقيقاً شاملاً وشفافاً حول محاولة اغتيال نافالني" مطالباً بأن "يُحاكم" المسؤولون عن ذلك، وحذّر من أن "الاتحاد الأوروبي سيواصل متابعة هذه القضية عن كثب ومناقشة تداعياتها".
الأمين العام للحلف الأطلسي يندد
وندد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ بالأمر ووصفه "بالمثير للصدمة"، مطالبا روسيا بالتحقيق في القضية، وقال ستولتنبرج في بيان "أعلنت الحكومة الألمانية أن أليكسي نافالني كان ضحية هجوم بمادة سامة للأعصاب من نوع نوفيتشوك. هذا مثير للصدمة، وأدينه بأشد العبارات".
وأعلنت برلين أن فحوصاً أجراها مختبر تابع للقوات المسلحة الألمانية أعطت "دليلاً قاطعاً على وجود مادة كيميائية عصبية سامة من نوع نوفيتشوك" لدى نافالني، سبق أن استُخدمت في تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا عام 2018.
واعتبر ستولتنبرج، أن "استخدام مادة سامة للأعصاب من النوع العسكري يجعل أكثر إلحاحاً أن تجري السلطات الروسية تحقيقاً شاملاً وشفافاً" مشدداً على أن المسؤولين عن الاعتداء يجب أن يُحاسبوا، وأضاف "سنتشاور مع ألمانيا وجميع الحلفاء بشأن الآثار المترتبة عن هذه النتائج. وينظر حلف الأطلسي إلى أي استخدام للأسلحة الكيميائية كتهديد للسلام والأمن الدوليين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة