إرهاصات تغير فى المشهد الليبى.. صعود تيار سيف الإسلام وأنصار النظام السابق.. الصراع على الشرعية يعزز فرصهم المستقبلية.. الأمم المتحدة تؤكد على دورهم وتضمهم للحوار السياسى فى جنيف.. وسلطة السراج تتآكل بطرابلس

الخميس، 03 سبتمبر 2020 12:51 م
إرهاصات تغير فى المشهد الليبى.. صعود تيار سيف الإسلام وأنصار النظام السابق.. الصراع على الشرعية يعزز فرصهم المستقبلية.. الأمم المتحدة تؤكد على دورهم وتضمهم للحوار السياسى فى جنيف.. وسلطة السراج تتآكل بطرابلس سيف الإسلام القذافى وستيفانى وليامز
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد الساحة الليبية إرهاصات لتغير فى المشهد السياسى والعسكرى خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد تآكل شرعية سلطة طرابلس وانحسار سلطة فايز السراج داخل العاصمة الليبية بدعم عدد من الميليشيات والكتائب المسلحة، بالإضافة إلى الصراع بين مصراتة وطرابلس على مراكز النفوذ والسيطرة فى المنطقة الغربية.

 

ونجح أنصار النظام الليبى السابق وتيار سيف الإسلام القذافى فى فرض رؤيتهم على البعثة الأممية التى أدركت الخطأ الفادح الذى ارتكبه مارتن كوبلر بتهميش أنصار النظام السابق عن اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015، وبات أنصار النظام السابق طرفا رئيسيا وأساسيا فى معادلة الحل السياسى بل والعسكرى في ليبيا.

وانخرط عدد كبير من أبناء المنطقة الغربية في صفوف أنصار النظام السابق ومنهم من أيد أحداث 17 فبراير 2011 وهو ما يؤكد صعود نجم هذا التيار الذى يهيمن أنصاره على عدد مدن المنطقة الغربية ولديهم قدرة على تغيير المعادلة السياسية وفك الاشتباك بين الكيانات السياسية والعسكرية.

 

الملاحظ أن تيار أنصار النظام السابق وتيار سيف الإسلام القذافى قد استغل حالة الصراع على الشرعية في ليبيا بين الأجسام السياسية ليفرض نفسه كوسيط للحل، وطرح تيار سيف الإسلام مبادرة لحل الأزمة تتمثل فى عقد مؤتمر تأسيسى لوضع خريطة طريق للحل، تسمح بتمثيل كافة المناطق الجغرافية والمجالس البلدية والقبائل وبعض الرموز السياسية والاجتماعية والثقافية، والدخول فى مرحلة انتقالية بحد أقصى عام للترتيب للانتخابات الرئاسية والتشريعية فى البلاد.

وأجرت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز مشاورات مع أنصار النظام الليبى السابق خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة، حيث جرى التشاور حول تحركات البعثة لاستئناف العملية السياسية في جنيف وتوسيع دائرة المشاركة في الحوار السياسى بحيث تضم ممثلين عن تيار سيف الإسلام القذافى وأنصار النظام السابق باعتبارهم جزء رئيسى في المعادلة السياسية والعسكرية الليبية.

 

وتجرى البعثة الأممية مشاورات مع عدد من الأطراف السياسية الليبية منهم ممثلين عن النظام السابق خلال الأسبوع الحالى، بالإضافة إلى عقد اجتماعات عبر الفيديوكونفرانس مع عدد من العسكريين الليبيين لاستئناف اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية.

 

وتسعى البعثة الأممية إلى معالجة أخطاء الماضى عبر إشراك عدد أكبر من الأطياف السياسية والاجتماعية والثقافية الليبية في الحوار السياسى المزمع عقده قريبا في جنيف، حيث لاحظ مؤتمر برلين وجود فجوات في الاتفاق السياسى الموقع في مدينة الصخيرات المغربية عام 2015، وقد وصفت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا ستيفانى وليامز أنصار النظام السابق بالمجموعة التى لديها وجود ملحوظ على الأرض ورغبة فى الانضمام للعملية السياسية التي تؤدى فى نهاية المطاف لانتخابات.

 

وتتعاظم فرص أنصار النظام الليبى السابق في ظل صراع ميليشيات طرابلس ومصراتة على النفوذ داخل العاصمة، وهو ما أدى إلى انفجار شعبى تمخض عنه حراك 23 أغسطس الذى يطالب بإسقاط كافة الأجسام السياسية الحالية وتشكيل حكومة مصغرة إلى حين إجراء انتخابات في البلاد.

ووسط التحركات التي يقوم بها المجتمع الدولى لتفعيل الحل السياسى يتحرك رئيس المجلس الرئاسي الليبى فايز السراج لخلط الأوراق بالقيام بتعيينات جديدة على المستوى الوزاري أو العسكرى، وهو ما سيؤدى إلى تآكل سلطته داخل العاصمة بسبب نظر عدد من الأطراف الإقليمية والدولية إلى تعيينات السراج بمحاولة استرضاء قادة ميليشيات مسلحة ومقربين منه ولإطالة أمد الأزمة وتعقيد أي محاولات للحل السياسى.

 

ويرى مراقبون أن فرصة أنصار النظام الليبى السابق كبيرة بعد فشل أنصار "أحداث فبراير" فى تولية المسئولية بالبلاد وإدخال البلاد في صراعات مسلحة وحرب نفوذ على السلطة والنفط، ما أدى لانصراف عدد كبير من الداعمين لتيار فبراير والانخراط مجددا في تيار أنصار النظام السابق الذى لديه حضور واضح واتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية ومنظمات أبرزها الاتحاد الافريقى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة