كشف تسريب صوتى يتحدث فيه الإخوانى الليبى محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين، عن خطة الجماعة للسيطرة على المصرف المركزي وعلى المناصب المؤثرة في الدولة، واستراتيجيتها للحفاظ على موقعها بالسلطة في المرحلة القادمة في ليبيا.
وأشار صوان خلال اجتماع مع قيادات وأعضاء حزبه في مدينة صبراتة، إلى وجود مخاوف لدى الإخوان في مسار الحوار، مؤكدا على أنها تعمل على وضع ضمانات ليست دولية أو عبر الأمم المتحدة، وإنما داخل الاتفاق نفسه لضمان تنفيذ مصالحها ومشاركة مؤثرة وفاعلة، مشيرا إلى سعى الإخوان لأن يكون لهم أكبر تمثيل في الحوار، مضيفا "استراتيجيتنا مبنية على العمل على كل الخطوط المتوازية، وأي سيناريو يكون فيه أكثر ضمانات لنا نمشي فيه".
وبخصوص المناصب السيادية، أكد صوان وجود نية لتقليل صلاحيات المجلس الرئاسي الجديد ليكون من رئيس ونائبين، موضحا أن هذا الرئيس لن يكون وحده قائدا أعلى للجيش وإنما بإجماع المجلس.
وألمح صوان إلى ضرورة حصولهم على منصب رئاسة الحكومة القادمة، وأضاف "لا نريد رئيس حكومة تكنوقراط ولضمان التوازن يجب أن يكون رئيس الحكومة شخصية قوية من الثوّار قادرا على مواجهة الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الليبي".
وفيما يتعلق بالمناصب داخل المصرف المركزي في ليبيا، كشف الإخواني الليبى عن خطة تضمن عدم خروج المصرف عن سيطرة الإخوان في ليبيا، مؤكدا في هذا السياق على أن محافظ المصرف المركزي لن يعين من طرف النواب إلا عندما يحصل على التزكية من مجلس الدولة الذي يسيطر عليه قيادات الإخوان، مشيرا إلى أن الأغلبية داخل مجلس إدارة المصرف ستكون من نصيب الإخوان.
واستبعد صوان إمكانية نقل مقر الحكومة ومؤسسات الدولة إلى مدينة سرت، لافتا إلى أن العقيد الليبى الراحل معمر القذافي الذي كان يملك كل الشرعية فشل في هذا المسعى.
ومن جهة أخرى، اعترف القيادى الإخوانى الليبى بفشل حكومة الوفاق وعجزها على تحقيق أي شيء حتى توفيرها الكهرباء للناس، رغم دعمهم لها، واصفا التعديلات الوزارية التي أجراها السراج مؤخرا في محاولة منه لاحتواء غضب الغرب الليبي ضده بـ"المهازل"، مشيرا إلى أن سيناريو بقائها لم يعد ممكنا في الواقع، حيث إن هناك خطرا من أن ينتفض الناس ضدّها وتغرق السفينة بالجميع.
ولفت صوان إلى سيناريو الحرب لم يعد ممكنا كذلك، موضحا أن ذلك يتطلب مجهودات وترتيبات تتعدّى حكومة الوفاق وقدرتها، مضيفا "هذا القرار لا نملكه وإنما يملكه حلفاؤنا وهم لديهم ما يمنعهم وظروفهم صعبة حاليا"، في إشارة إلى تركيا وقطر.
وفي إشارة للانقسام داخل جماعة الإخوان في ليبيا، دعا محمد صوان القنوات الموالية للجماعة إلى ضرورة إقناع الشعب بالحوار السياسي والتسويق على أنه الحل الأكثر واقعية والسيناريو الأمثل والأوحد في ظل الظروف الحالية التي تعيشها ليبيا وحالة الانقسام فيها، مقابل مهاجمة منتقدي الحوار من تيار رئيس المؤتمر الوطنى السابق نوري أبو سهمين والمفتي المعزول الصادق الغرياني الذي يروّج على أن المشاركين في الحوار لا يمثلون "ثوّار فبراير"، متسائلا "هل من يمثلها يجب أن يأخذ ختم دار الإفتاء؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة