قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إن الاعتذار الذي تقدم به الدكتور مصطفى أديب عن عدم الاستمرار في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، يقطع بأنه لا يمكن التفكير بأى إنقاذ للبلاد سوى بحكومة مستقلة بصورة حقيقة، وشدد جعجع – في بيان له تعقيبا على اعتذار مصطفى أديب، اليوم السبت – على أن تسمية وزراء الحكومات في لبنان من قبل فرقاء المجموعة الحاكمة الحالية، أثبت فشله وأودى بالبلاد إلى ما هي عليه حاليا من أزمات وتدهور.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية: "لا يمكن التفكير من الآن فصاعدا بتشكيل أي حكومة إلا انطلاقا من الأسس التي اعتذر الدكتور مصطفى أديب بسببها.. تهاني الحارة لأديب، ولو لم نكن قد سميناه في الاستشارات النيابية، لأنه أول مسئول لبناني يستقيل عندما لا يتمكن من أن يترجم قناعاته".
وكان الدكتور مصطفى أديب سفير لبنان لدى ألمانيا قد كُلف بتشكيل الحكومة الجديدة في 31 أغسطس الماضي، في ضوء "خريطة طريق" قدمتها فرنسا، وتقوم على تأليف سريع للحكومة في غضون 15 يوما وإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية عاجلة في سبيل إنقاذ لبنان من التدهور الشديد الذي يعاني منه، وتوافقت عليها جميع القوى السياسية والتكتلات الممثلة لها داخل مجلس النواب.
وتقدم صباح اليوم مصطفى أديب باعتذار عن عدم مواصلة مهمة تشكيل الحكومة، في ضوء تراجع عدد من القوى السياسية عن التزاماتها وتعهداتها التي كانت قد قدمتها له وقطعتها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تمثلت حينها في عدم التدخل في تشكيل الحكومة أو تسمية الوزراء، وتمكين "أديب" من تأليف حكومة من الاختصاصيين (الخبراء) المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية للشروع في إجراء الإصلاحات.
وكان مسار تشكيل الحكومة الجديدة قد واجه عقبة كبيرة تمثلت في إصرار حركة أمل وحزب الله على الاحتفاظ بوزارة المالية في الحكومة التي كُلف مصطفى أديب بترؤسها وتشكيلها، وذلك عبر تسمية الثنائي الشيعي للوزير الذي سيشغل الحقيبة، إلى جانب المشاركة في تسمية ممثليهما في الحكومة من خلال تقديم لائحة أسماء لـ "أديب" ليختار منها وزراء الطائفة الشيعية.
وفي المقابل، تمسك رئيس الوزراء المكلف – قبل اعتذاره عن عدم مواصلة مهمته - بمبدأ "المداورة" في الحقائب السيادية والأساسية والخدمية بين مختلف الطوائف، إلى جانب تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين (الخبراء) المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية.
وكان القادة والزعماء السياسيون اللبنانيون قد تعهدوا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت أول شهر سبتمبر الحالي، أن تتشكل الحكومة الجديدة للبلاد برئاسة "أديب" في غضون فترة وجيزة لا تتجاوز 15 يوما، وأن تتألف هذه الحكومة من وزراء يتسمون بالكفاءة، وأن تحظى بدعم كافة القوى السياسية اللبنانية، إلى جانب موافقتهم على "خريطة الطريق" الفرنسية المقترحة لإنقاذ لبنان والتي تتضمن المداورة في كافة الوزارات وعدم استئثار أي طائفة بأي حقيبة وزارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة