لم يدر الشاب البسيط الذي عاش حياته بأكملها في ضواحي الخصوص بالقليوبية، أن نهاية العمر ستكون على يد رجل متشدد ، فطالما شاهد الرجل يوبخ هذا ويرفع صوته على ذلك، لكنه لم يتوقع أن نهاية عمره ستكون على يده ، استيقظ "بسام" كعادته مبكراً، تناول الإفطار، وأمسك بمفتاحه وتوجه للشارع، حيث أدار مركبة التوك توك التي يعمل عليها لمساعدة أسرته، تحرك الشاب بين شوارع الخصوص الضيقة يركب معه "زبون" يصل به لأحد الشوارع، فيجد آخر في انتظاره، يعطيه بعض الجنيهات في نهاية الرحلة، فيقبلها ويضعها في "درج" التوك توك ويواصل رحلته.
أسرة القتيل مع الزميل محمود عبد الراضي
في منتصف اليوم، لم يدر "بسام" أن رحلته ستكون الأخيرة، وأن "الزبون" الذي كان برفقته سيكون "التوصيلة الأخيرة"، وأن رحلة "الشقا" ستنتهي بالموت.
أدار "بسام" مسجل الأغانى، داخل التوك توك الذي يعمل عليه لمضاعفة المجهود لجمع مزيد من المال لمساعدة أسرته، وفي منتصف الطريق استوقفه رجل، طلب منه بعد ركوبه التوك توك إيقاف الأغاني، فرفض "بسام" ليدخل الاثنان في مشادة كلامية، فجرى الجانى نحو "صالون حلاقة" واستل "مقص الحلاقة" وسدد به طعنات نافذة لجسد الشاب، ليسقط الجسد المتهالك من التعب جثة هامدة على الأرض وسط ذهول المارة، قبل ملاحقة المتهم والقبض عليه.
القتيل
هنا..داخل منزل بسيط في حارة شعبية، تقطن أسرة سائق التوك توك، حيث الحزن يخيم على جنبات المنزل، ما بين سيدات يتشحن بالملابس السوداء، وجد يقرأ القرآن ترحماً على الحفيد.
المجني عليه
بصوت ممزوج بالآسى، قالت والدة القتيل:"بسام طول عمره حظه قليل من الدنيا، تعلم لحد الإعدادية وبطل، لأن أبوه اللي كان بيصرف على البيت تعب، فقرر بسام يكمل المسيرة ويشتغل على توك توك ويصرف علينا كلنا".
سائق التوك توك، الذي ارتدى ثوب الرجولة مبكراً، كان ينفق على أسرته بالكمال، حيث تقول والدته في حديثها لـ"اليوم السابع":" كان يعمل ليل نهار عشان يوفي طالبتنا، وهأفضل العمر كله أبكيه، دا كان ابني وأخويا وحبيبي وكل حاجة ليا، حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب".
الأسرة تحكي أسرار اللحظات الأخيرة قبل الحادث
التقط الزوج أطراف الحديث من زوجته قائلاً:" المتهم بقتل ابني متطرف دينياً ومتشدد للغاية، فقد اعتاد سب الجميع، لدرجة أنه كان يسب الأهالي في الميكروفون، ومشاكله متكررة في المنطقة".
وأردف والد القتيل:" لقد قتل المتهم فلذة كبدي، وحرمنا من عائل الأسرة الوحيد، فنريد القصاص العاجل والعادل، الذي يبرد نيران القلوب، حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة