اشتدت المنافسة فى مضمار سباق لقاحات كورونا للفوز فى أسرع وقت قبل قدوم الموجة الثانية من الفيروس وتهديدها عدد أكبر من سكان العالم، وخلال الأشهر والأسابيع الماضية كانت هناك العديد من الشركات التى كانت متصدرة المشهد أبرزها استرازينيكا المالكة للقاح جامعة أكسفورد وموديرنا الأمريكية، لكن السباق لم يعد مضمونا لأحد، فهناك من يسرع خطواته ليتقدم وهناك من يتعرض لعثرات مثلما حدث مع لقاح أكسفورد الذى تعرض للإيقاف خلال الأسابيع الماضية ثم بدأت تعود التجارب من جديد.
ووفقا لتقرير لوكاله "بلومبرج" صممت شركة فايزر الأمريكية وشريكتها الألمانية BioNTech SE تجربة لمعرفة ما إذا كان لقاحهما المحتمل لكورونا يعمل قبل منافسيهم الأسرع حركة، وتخطط الشركتان لإلقاء نظرة أولية بعد تراكم 32 إصابة فقط بفيروس كورونا فى تجربتهما الضخمة التى شملت 44 ألف شخص يمكن الوصول إلى إجمالى هذه الحالات فى وقت قريب من 27 سبتمبر، وفقًا لشركة Airfinity Ltd ، وهي شركة تحليلية مقرها لندن تتعقب تجارب اللقاح.
وأعطت شركة Pfizer نفسها أيضًا أربع فرص للحصول على نتيجة أولية، قبل أن تصل إلى الهدف النهائى، ويقول بعض خبراء التجربة إن الشركة تبدو وكأنها تبحث عن منافسة فى سباق ضد المرشحين الأوائل مثل شركتى موديرنا واسترازينيكا لتفوز أولاً بلقاح.
مجموعة كبيرة من الأعراض والخطورة تجعل تقييم لقاحات Covid-19 أمرًا صعبًا، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه للموافقة على اللقاحات، يجب أن تقلل اللقاحات عدد الحالات بمقدار النصف، ومع ذلك تُظهر الوثائق الصادرة عن شركات الأدوية أن لكل منها نهجًا خاصًا به لتحديد الأعراض المهمة، ومتى يتم حسابها.
تسمح دراسات الأدوية الكبيرة عادةً للجنة المراقبة بالحصول على نظرة خاطفة مبكرة على البيانات مرة أو مرتين قبل النهاية المخطط لها، ويمكن للجنة إيقاف الاختبارات فى وقت مبكر، وإذا تم الحكم على العلاج بالفشل التام تكتسب هذه المشكلة اهتمامًا كبيرا.
وقال راسموس بيش هانسن ، الرئيس التنفيذي لشركة Airfinity: "جميع التجارب وضعت معايير منخفضة جدًا لما يختبرون ضده".
صُممت تجربة فايزر لتقييم لقاحها المرشح "بأسرع ما يمكن"، كما أكدت المتحدثة باسم شركة فايزر في رسالة بالبريد الإلكترونى، قائلة إن الشركة عملت مع علماء حكوميين لتطوير أفضل الممارسات للاختبار، واستندت فى جدولها الزمني للتحليلات المؤقتة على "الملف الشخصي القوي" للقاح في التجارب البشرية المبكرة والاختبارات على الحيوانات.
وقال المتحدث راى جوردان فى رسالة بالبريد الإلكتروني إن خطة موديرنا تم الاتفاق عليها مع المنظمين الأمريكيين ، وكانت الشركة منفتحة بشأن الأرقام منذ ما قبل بدء التجربة فى أواخر يوليو، وقال إن جميع الحالات للتحليل المؤقت تستند إلى احتمالات النجاح ولم يتم اختيارها على أساس الأطر الزمنية.
فيما قالت AstraZeneca إن تجاربها تجري تحت إشراف تنظيمي، وقد تطورت خططها بمرور الوقت للتأكد من أنها تنتج معلومات قوية في الوقت المناسب.
وأعلنت شركة فايزر إن دراستها ستسفر على الأرجح عن نتائج حاسمة في أكتوبر، ولم يعرف أي من صانعي الأدوية على الأرجح ما إذا كانت لقاحاتهم تخفض دخول المستشفى حتى فبراير، وفقًا لـ Airfinity. لكن التقييمات السابقة هي التي أثارت قلق المراقبين.
وتم اعتماد علاجات مثل ريمديسفير مضاد للفيروسات وبلازما النقاهة وهى عبارة عن عوامل مناعية مأخوذة من دم مرضى Covid-19 المتعافين على أساس بيانات محدودة نوعًا ما، لكن يتم تقديمها بشكل أساسي للمرضى المصابين بأمراض شديدة والذين تتعرض حياتهم للخطر من ناحية أخرى، وقد يؤدى ترخيص اللقاح إلى استخدامه فى مئات الملايين من الأشخاص غير المصابين، وإذا حدث ذلك يجب أن تكون البيانات مقنعة جدًا.
وقال جوناثان كيميلمان، مدير وحدة أخلاقيات الطب الحيوى بجامعة ماكجيل فى مونتريال، "يمكن لعدد صغير من الأحداث الإضافية التى تحدث أو لا تحدث أن تقلب ميزان التجربة فيما إذا كانت النتائج صحيحة أم لا".
وأكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن شركة فايزر قد تحصل على أول موافقة أمريكية على لقاح فيروس كورونا COVID-19 فى الأسابيع المقبلة، قائلا إن منافس من شركة جونسون Johnson & Johnson قد يأتى لاحقًا، وذلك وفقا لما ذكرته وكاله "رويترز".
وردا على سؤال حول شركة الأدوية التى يمكن الموافقة عليها، قال ترامب لشبكة فوكس نيوز: "فايزر تعمل بشكل جيد حقًا"، مضيفًا "جونسون آند جونسون ربما تكون متأخرة قليلاً، كما أشار إلى جهود شركة مودرنا Moderna واسترازينيكا AstraZeneca.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة