ضربت السيول خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجارى، المناطق الصحراوية بمحافظة البحر الأحمر، ولم تصل تلك السيول للمناطق السكنية بمدن المحافظة بفضل المشروعات القومية التي شيدتها الدولة لمجابهة السيول، حيث إن تلك المشروعات تعد المرحلة الأولى من مشروعات مجابهة السيول، وقد شيدت الدولة تحديدا بعد أكتوبر 2016، عدة مشروعات قومية ضخمة اقتربت تكلفتها من المليار جنيه لمجابهة مياه السيول والأمطار، حدث ذلك بعد الكارثة التي شهدتها مدينة رأس غارب في أكتوبر 2016، وضرب السيول للمدينة وتسببت في خسائر كان بينها خسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة.
وأصدر آنذاك الرئيس السيسي تعليماته علي الفور بإنشاء عدة مشروعات بعد دراسات من قبل وزارة الري وأجهزتها المختلفة لتحديد أماكن إنشاء السدود والبحيرات المتوقع وصول المياه بها لاحتجاز المياه وبالفعل تم إنشاء عدة مشروعات بمدن مختلفة منها رأس غارب والغردقة وسفاجا والقصير ومرسي علم وحلايب وشلاتين.
وتمكنت تلك المشروعات بالفعل من حجز مياه السيول خلال السنوات الأربعة الماضية وخاصة سد وبحيرة وادي الدرب بطريق الشيخ فضل الذي يعتبر مصب ونحر المياه الرئيسي المواجهة لمدينة راس غارب، حيث استطاعت تلك البحيرات التابعة لسد وادي الدرب وادي السهل من السيطرة علي المياه وأمن الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة بمدينة غارب.
من جانبه قال عمرو حمادي، أحد سكان منطقة رأس غارب، إن الدولة قامت بمجهود جبار في مشروعات مجابهة السيول التي كان لها بالفعل فضل كبير في عدم وصول المياه للمساكن وعدم تكرار الكارثة التي دمرت مدينتنا في 2016 .
وأضاف حمادي لـ"اليوم السابع"، أن قرار الدولة كان صائبا وسريعا في البدء بإنشاء المشروعات التي أنقذت الكثير من المواطنين في مدينة غارب وكذلك مدن البحر الأحمر، وهذا ما حدث بالفعل من استغلال مياه السيول وضمان أمان المواطنين.
من جانبه قال محمد حسين، مقاول، وعمل في مشروعات السيول في الغردقة وغارب، إن التخطيط لتلك المشروعات كان في محله، وأن الأهالي عاشوا في سلام من مياه السيول منذ عام 2016 حتي الآن، بفضل تلك المشروعات.
وقال المقاول محمد حسين: عندما توجهنا لسدود والبحيرات التي تم إنشاؤها في السيول الأخيرة التي ضربت المحافظة شهدنا احتجاز تلك المشروعات لكمية مياه كبيرة من السيول لو لم تكن تلك السدود لكانت دمرت تلك المياه المدن.
فيما قال محمد عرفات، أحد أهالى الغردقة، إن ما حدث في مشروعات مواجهة السيول يعد إنجازا حقيقيا لا ينكره إلا جاحد، مؤكدا أنه لن تتكرر فاجعة رأس غارب مرة أخرى بفضل تلك المشروعات، مقدما الشكر للقيادة التي خططت لتشيد تلك المشروعات حيث إنها من أهم المشروعات التي شيدت في محافظة البحر الأحمر خلال السنوات السابقة.
وقال عبد الوهابي العكرمى، أحد الأهالى بالغردقة، إن سيول غارب التي تسببت في تشريد أسر ودمار منازلهم وممتلكاتهم كانت بمثابة جرس انذار للدولة، فقامت الدولة بتشييد مشروعات قومية عملاقة عبارة عن سدود وبحيرات، لولاها لكانت السيول فعلت مثلما حدث في السودان.
وتجرى الإدارة العامة للمياه الجوفية، أعمال الحماية والإنشاءات من أخطار السيول بالاشتراك مع الشركة الوطنية للمقاولات، في المرحلة الثانية لها لاستكمال منظومة حماية مدن المحافظة من السيول، واستكمالا للمرحلة الاولي منها التي انتهت منذ عامين تقريبا حيث تجرى أعمال الحماية من أخطار السيول بعملية إنشاء بحيرتين وحاجز ترابى خلف كل بحيرة بقرية الزعفرانة، شمال محافظة البحر الأحمر، وذلك ضمن المرحلة الثانية من أعمال مشروعات المرحلة الثانية التى تجرى بالمحافظة.
من جانبه كان كشف مصدر بالإدارة العامة للمياه الجوفية بالبحر الأحمر، أن أعمال المشروعات التى تجرى برأس غارب يجرى فيها أعمال الحفر بالبحيرتين بمنطقة وادى عربة، وأن العملية يقوم بالإشراف عليها إدارة المياه الجوفية بالبحر الأحمر، التابعة لقطاع المياه الجوفية، وكذلك جارى إنشاء بحيرة وحاجز خلف كل بحيرة بوادى عربة بقرية الزعفرانة محافظة البحر الأحمر.
وأضاف المصدر لـ"اليوم السابع"، أن الإدارة العامة للمياه الجوفية بوادى سفاجا التابع لمدينة سفاجا وسط البحر الأحمر تجرى إنشاءات بحيرة وحاجز ترابى ضمن حماية مدينة سفاجا من أخطار السيول وبالانتهاء منه كى تكون مدينة سفاجا محمية تماما من أخطار السيول .
وأوضح مهندسى الإدارة العامة للمياه الجوفية، أن بحيرة وادى سفاجا يتم بها أعمال مبانى الدبش بالمونة للحاجز خلف البحيرة، ويقوم مهندسى الإدارة بالمرور مع لجنة الأزمات والكوارث بمجلس مدينة سفاجا بالمرور على أعمال الحماية من أخطار السيول المنفذة بأودية سفاجا وأبو ماية والبارود الأبيض وجاسوس وذلك من الكيلو 23 طريق قنا- سفاجا وحتى الكيلو 22 طريق القصير وعددها 5 سدود، كما تم المرور على البحيرة الصناعية الجارى تنفيذها حاليا بوادى سفاجا.
وفى مدينة القصير، تجرى الإدارة العامة أعمال الحماية من أخطار السيول الجارى تنفيذها بمدينة القصير بأودية النخيل - القصير -العنز – العمبجي، حيث يجرى العمل حاليا أعمال الدبش بالحواجز الترابية خلف البحيرات، وجارى أعمال الدبش بالقناة الصناعية وكذلك أعمال التنسيق بخصوص الأعمال الجارية بالقناة الصناعية المتقاطعة مع الطريق الداخلى بالمدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة