تركز أوروبا على كبح موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا، وتفرض الدول تدابير جديدة فى محاولة لمكافحة الوباء، ومع اقتراب فصلى الخريف والشتاء، تزايد قلق السلطات الصحية فى دول العالم من احتمال تكرار سيناريو الموجة الأولى، فى ظل عدم توافر لقاح أو دواء فعال، وأعلن عدد من الخبراء أن هناك توقعات كبيرة بارتفاع عدد وفيات كورونا فى أوروبا خلال أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
كورونا فى فرنسا
ونظرًا لعدم اليقين بشأن فعالية اللقاح وإمكانية توزيعه على جميع السكان ، يميل المتخصصون الأوروبيون إلى المراهنة على تدابير محددة لوقف العدوى، واجمع عدد من الخبراء أن هذه التدابير هى الحل الأمثل لمكافحة كورونا فى ظل الابتعاد عن الاغلاق بسبب عواقبه المدمرة على الاقتصاد.
وقالت صحيفة "بيرفل" الإسبانية فى تقرير لها إنه لاسابيع ارتفعت الاصابات بفيروس كورونا إلى مستويات مقلقة فى القارة العجوز، خاصة فى إسبانيا وفرنسا، ومع ذلك فى الوقت الحالى لا يزال عدد الوفيات اليومية من الوباء عند مستوى أوائل يونيو، بين 400 و 500، وفقا لسلطات الصحة فى أوروبا، والأحد الماضى تم تسجيل رقم قياسى للإصابات يوميا وهو 308 آلف.
اسبانيا
وأعلنت السلطات الصحية في إسبانيا،حظر التدخين في الأماكن المفتوحة إلى جانب إغلاق الملاهي الليلية في إطار الإجراءات الوقائية الجديدة التي شرعت الحكومة الأسبانية في اتخاذها من أجل احتواء فيروس "كورونا" المستجد في البلاد، واتخذت الحكومة 11 إجراءً جديدا يهدف إلى منع تفشي الفيروس، مؤكدًا أنه تم الاتفاق بالإجماع على هذه الإجراءات من قبل 17 وزيرًا ، كما أشار إلى إمكان اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا اقتضت الضرورة.
فرنسا
وتتجه فرنسا لمكافحة فيروس كورونا وتفادى موجة ثانية من الوباء، واصبحت فرنسا تحتل المرتبة السابعة على قائمة أكثر الدول وفيات فى العالم،وتعكف السلطات الصحية الفرنسية حاليا على فحص البيانات لمعرفة الإجراءات التي قد تكون ضرورية لمساعدتها على التعامل مع الموجة الثانية المتوقعة من الفيروس هذا الشتاء، وقالت الحكومة إنها ستبذل قصارى جهدها لتجنب عزل عام آخر على مستوى البلاد، مثل ذلك الذي فرضته من مارس حتى مايو ، مشددة في الوقت نفسه على أنها ستبقي جميع خياراتها مفتوحة.
ولجأت فرنسا إلى التشديد على الاستخدام الإلزامى للكمامة لأي شخص يبلغ من العمر 11 عامًا في الأماكن العامة المغلقة، كما وافقت للتو على أن توفرها الشركات لموظفيها مجانًا.
كورونا فى باريس
وكان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران قال إن "معدل انتشار الفيروس 1.2 وهو ما يقل عن مستوى بين 3.2 و3.4 شهدته فرنسا في الربيع. هذا يعني أن الفيروس ينتشر بسرعة أقل لكنه يتفشى، وهو أمر مقلق".
وفى بريطانيا ، قال ما يقرب من %86 من الأطباء إنهم يتوقعون ذروة ثانية لفيروس كورونا في الأشهر الستة المقبلة، وفقاً لمسح جديد، مع استمرار القلق بشأن الارتفاع الأخير في الحالات وتضاعف الإصابات كل 8 أيام. في استطلاع للرأي، سألت الجمعية الطبية البريطانية أكثر من 8000 طبيب وطلبة طب في إنجلترا عن مخاوفهم الرئيسة من بين خمسة احتمالات، من ذروة ثانية للفيروس إلى المرض والإرهاق بين الموظفين وضغوط الشتاء، بما في ذلك احتمال تفشي الإنفلونزا الموسمية. واختار ما يقرب من %30 من المشاركين ذروة ثانية من كورونا على أنها مصدر قلقهم الأول.
بريطانيا
ولجأت بريطانيا الى تدابير مكافحة كورونا ، وحظرت عقد اجتماعات لأكثر من ستة أشخاص في الداخل والخارج ، باستثناء المدارس وأماكن العمل وحفلات الزفاف والجنازات. وذهبت بعض المدن إلى أبعد من ذلك ولن يتم السماح بالاجتماعات بين الأصدقاء أو العائلات ، كما هو الحال في برمنجهام ، ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان.
وفي النمسا ، تم تمديد الاستخدام الإلزامي للكمامة في المتاجر والمباني العامة قبل "بداية الموجة الثانية" ، على حد تعبير المستشار سيباستيان كورتس.
وقد بدأت بالفعل العودة إلى الدراسة في بلدان أخرى ، كما هو الحال في إسبانيا وإيطاليا، وتأمل السلطات ألا يكون الوضع معقدًا من خلال احترام الإجراءات الأمنية.
وفى إيطاليا، لجأت إلى فرض اجراءات وقائية صارمة مثل الكمامات والتباعد الاجتماعى، كما انها قامت ببناء 5000 فصل دراسة جديد لتوسيع المسافات بين الطلاب.
ايطاليا
وفى الوقت الذى تتبع بعض الدول تقييد شديد فى الاجراءات، إلا أن هناك دول آخرى، مثل النرويج والسويد والدنمارك، لا تفرض استخدام الكمامة بين سكانها بل تشجع على اتخاذ تدابير آخرى مثل التباعد الجسدى.
في حالة ألمانيا ، تفرض القاعدة استخدام الكمامة فقط في الأماكن المغلقة وفي وسائل النقل ، وفي الوقت الحالي ، مع عودة الطلاب إلى الفصول الدراسية ، تتم مناقشة استخدام هذا الإجراء في المدارس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة