بأحد المطاعم.. على أحد شواطئ الإسكندرية أجلس وحيدة، يؤنس وحدتي كتاب وصوت البحر ونسمة الهواء، قررت أن أدلل روحى بطلب بيتزا لارج تمتلئ بكل أنواع الجُبن “chess lovers” وكوب من عصير الليمون، يقول الطبيب إن نسبة الماء بجسدي منخفضةٌ جدا وأنني أحتاج إلى الكثير من الماء هو لا يدري أن احتياجي للمحبة يفوق ذلك الاحتياج، ربما تُدللني البيتزا وينساب عصير الليمون بين أوردتي دون المرور بالقلب فمنذ دقائق أصدرت ساعتي الإلكترونية صوتا وأظهرت شاشتها أن نبض القلب”zero” رفعت حاجبيي قائلة حقاً!
وهنا ظهرت "battery low "وانطفأت، يشعرني البعض أني غريبة الأطوار انطوائية، البعض بلا قصد والبعض يتعمد، لا أدري هل يشعرهم هذا أنهم أفضل !
حسنا أنا انطوائية وهم متطفلون، أنا اجتماعية حيث أحب أن اكون، صامتة بعض الوقت وغيري يتحدثون، أنا كيفما أحب أن أكون، يقول أصدقائي المقربون مروى تحيا داخل بابل لا تخرج منها إلا بإرادتها، هي تحيا بعالم موازى لعالمنا، وإن كانت تجلس معنا فلها القدرة على غلق أذنيها فلا تسمعنا وينساب صوت البحر رائقاً إلى مسامعها، تطارد أبو جلمبو بعينيها بينما نتحدث عن أثاث المنزل وألوانه، تقول هناك أربعة على تلك الصخرة وهناك ثلاثة على أخرى ثم من شُرودي أعود إليهم فيقولون كيف حال أبو جلمبو؟، أبتسم قائلة أظن أن حاله أفضل منى بكثير، يحيى بين الصخور يسير بجانبيه يأتي الموج فيتمسك بالصخر وإليه ينتمى ذلك الكائن، يعرف كيف ينتمى لا يقتله شعور الغربة كل يوم لا يعانى من هوةٌ سوداء أو فراغ بالروح، يسكُن ليلاً يشاهد القمر وفي الصباح تداعبة أشعة الشمس حيث لا يتوقف عن الحركة، يمتلك جسداً يشبة الصخر من الخارج ليحمى جسدة الرخوى الضعيف من الداخل، ولكن يبدو أننا جميعا نشبة أبو جلمبو نضع حولنا الكثير من الصخور ظناً منا أننا نحمى أنفسنا من القدر وربما من صفعات بعض البشر ..!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة