انتهت الدورة السابعة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والتي أطلقت عليها إدارة المهرجان الدورة الاستثنائية نظرا للظروف الكثيرة المحيطة بها من كورونا وحظر وذعر في العالم كله أدي لتوقف كامل لعجلة الإنتاج المسرحي في كل بلدان العالم ، وكانت كل الظروف تسير نحو تأجيل الدورة 27 من المهرجان لكن إدارة المهرجان كان لديها إصرار وتحدي كبير في خروج تلك الدورة ليكون المهرجان التجريبي هو أول مهرجان مصري يقام بعد جائحة الكورونا ، ولكن لكل مهرجان سلبياته وإيجابياته ولنبدأ بالإيجابيات لهذه الدورة الإسنثتنائية .
أيجابيات وسلبيات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
أولي الإيجابيات في المهرجان هي عودة المسابقة الرسمية للمهرجان والتي أعادت له بريقه وأهميته فهذا حافز مهم لمشاركة فرق مسرحية مهمة كانت تعتذر عن الحضور لعدم الجدوي من المشاركة .
ثاني الإيجابيات كانت العودة إلي اسم المهرجان الأصلي الذي أنشئ عليه ليعود مهرجانا للمسرح “التجريبي " فقط " في دورته السابعة والعشرين دون الإضافة التي كان لا معني لها وهي " المعاصر " فقد انطلق المهرجان تحت إسم مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي للمرة الأولي عام 1988 قبل أن يتغير اسمه إلي “المعاصر والتجريبي عام 2014 وهذه العودة للاسم الأصلي أعادت للمهرجان هويته المهرجان التي تشكلت عبر دوراته .
من حفل افتتاح الدورة 27
ومن ضمن الإيجابيات أيضا الاحتفال بيوم المسرح المصري ضمن فعاليات المهرجان يوم 5 سبتمبر ذلك اليوم الحزين الذي راح ضحيته الكثير من مبدعي المسرح والذين نحتسبهم عند الله شهداء ، فتكريم أسماء بعضهم وتذكير الناس بهم كانت لفتة إنسانية جميلة من إدارة المهرجان وقدم المخرج ناصر عبدالمنعم احتفالية لخص فيها تاريخ المسرح المصري منذ بداياته وحتي اللحظة الآنية كتب العرض التسجيلي الدرامي الدكتور مصطفي سليم .
آخر الإيجابيات كان اختيار النجمة سوسن بدر لتقديم حفل افتتاح المهرجان صنع له بريقا وهي بكل تأكيد سيدة مسرح وتمتلك الكاريزما علي الخشبة منذ ظهورها ونالت أعلي نسبة تصفيق كما أنها متمكن من لغتها العربية وكانت فاكهة حفل الافتتاح .
قيصر السينما والمسرح الفنان الكبير محي اسماعيل
أما لو رصدنا بعض السلبيات خلال تلك الدورة فسيكون أولها تجاهل رواد المسرح التجريبي من التكريم ويأتي في مقدمتهم الفنان الكبير محي إسماعيل فهذا الرجل كان سباقا في تقديم التجريب في المسرح المصري فقد أسس أول ورشة مسرحية تجريبية في مصر والعالم العربي مع عبد المنعم سليم وأحمد سليم والمخرج الراحل احمد عبد الحليم وكانت تسمى مسرح الـ 100 كرسي عام 1968وقدم من خلالها الكثير من التجارب المسرحية التجريبية، والفنانة القديرة سميحة أيوب شاهدة علي ذلك وأكدته خلال ندوة للنجم محي إسماعيل كما أنها شاركت فهذه التجربة ومثلت في إحدي المسرحيات بهذا المشروع الرائد وهذا موثق تاريخيا والدكتورة نهاد صليحة كانت تدرسه لطلبة قسم النقد.
فاكهة حفل الافتتاح النجمة سوسن بدر
ثاني السلبيات في المهرجان هي انقسام مسابقاته واختيار اسم مسابقة الحظر والتي كان ليس لها معني ولا داعي فالاسم لا يعبر عن المسابقة لأنه عندما يتم تسمية مسابقة باسم مسرح الحظر سيكون أول ما يتبادر إلي الذهن هي مسرحيات تناولت فترة الحظر ولذلك المسمي مشوش وفكرة وضع مسرحيات تم تصويرها في تلك الفترة بهذا المسمي ليس له داعي والمسرح هو لقاء حي بين الجمهور والممثل واي مسرح مصور يفقد 90 % من بريقه وتفاعله وأهميته .
من ضمن السلبيات في يوم المسرح المصري وهي احتفالية كانت داخل المهرجان تجاهل صناع المسرح المستقل في العرض الذي قدمه المخرج ناصر عبد المنعم وكتبه الدكتور مصطفي سليم فكيف يؤرخ للمسرح المصري بتجاهل حركة المسرح الحر والمستقل وهذا التجاهل أغضب الكثير من رواد حركة المسرح المستقل الذي خرج منه نجوم كبار مثل خالد الصاوي وخالد صالح وسلوي محمد علي وصبري فواز وسيد فؤاد وعزة الحسيني وغيرهم الكثير .
وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبدالدايم والمخرج خالد جلال
هذه كانت بعض الإيجابيات وبعض السلبيات ولكن عودة الحياة علي المسارح وعودة الجمهور هو نجاح في حد ذاته لإدارة المهرجان وبداية لعودة مهرجانات أخري كانت تترقب نجاح تلك الدورة أو حتي مرورها بسلام حتي تستمر حركة المهرجانات الفنية في مصر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة