اصطفاف وتضامن شعبى عربى كبير لنكبة بيروت، التى راح ضحيتها الآلاف وشردت المئات، جراء انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضى، وأظهر كتاب عرب وخليجيون أمس، الخميس، تضامن واسع للشعب اللبنانى وحب كبير لبلاد الأرز رسمه أقلامهم على صفحات الجرائد.
وكتب غسان شربل اللبنانى، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، فى مقاله الذى حمل عنوان " استرجاع بيروت المفقودة" :تبخرت أرصدة اللبنانيين في مصارف بيروت لكن رصيد بيروت في العالم لم يتبخر. هذا ما أظهرته ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية. العلاقة مع لبنان شيء والعلاقة مع ساكني القصر والسرايا شيء آخر. ولعلها الفرصة الأخيرة أمام عهد العماد عون. استرجاع الحد الأدنى الضروري من سر بيروت. والحد الضروري من استقلالية القرار. والعودة إلى الانخراط في العالم. والتوقف عن اقتياد لبنان إلى أدوار لا مصلحة له فيها ولا طاقة له على احتمالها. وحين يقرر اللبنانيون استعادة عاصمتهم سيجدون في المنطقة والعالم من يشجعهم على استعادة دورهم المتواضع في الإقليم وموقعهم المتواضع في خريطة العالم."
وأضاف: قبل وصول الزوار والمساعدات على العماد عون أن يراجع نفسه وحساباته. عليه أن يعيد إلى اللبنانيين العاصمة المفقودة كي لا يتحمل أمام التاريخ مسؤولية إضاعتها. إنها فرصته لإنقاذ ما تبقى من عهده وإنقاذ البلاد من التحلل والتفكك. عليه أن يغير أسلوبه ومقاربته وأن يتصالح مع حقائق التركيبة وشروط الخروج من الهاوية الاقتصادية. لا يمكن استرجاع العاصمة المفقودة إلا بمشروع جدي لقيام الدولة. وحدها الدولة الجدية تحكم وتحاسب وتعاقب وتطمئن وتدافع عن المواطن والأرض. عدم سلوك هذا الطريق يرشح العهد وسيده لمواعيد مؤلمة.
وقال الكاتب الصحفى طارق الحميد فى مقاله بصحيفة عكاظ :نعم نتعاطف مع لبنان الكيان، والإنسان، لكن كثر أحزان وعبث ما يحدث بلبنان يقول لنا إن آخر العلاج الكي، وهذا الأمر متروك للبنانيين أنفسهم، والذين ينتظرهم استحقاق المحكمة الدولية غداً. والكي المقصود هنا هو الإصلاح الحقيقي، اقتصادياً، وسياسياً.
وفى صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، أجاب الكاتب البحينى السيد زهره، عن سؤال "نكبة بيروت .. من المسئول عنها؟" قائلا : المجرم هو القوى والأحزاب الطائفية التي تحكم لبنان، هذه الطبقة الطائفية السياسية بكل قواها ورموزها هي المجرم الحقيقي وهي سبب هذه النكبة وكل نكبات لبنان؛ لأنها سدت كل أبواب الأمل والإصلاح أمام الشعب اللبناني.
وأضاف،هذه الطبقة السياسية لا يعنيها أصلا حال الشعب ولا آلامه ولا همومه ولا ما يواجهه من أخطار. لا يعنيها سوى إحكام سيطرتها الإجرامية على السلطة وسد أبواب التغيير. لو كانت تهتم بالشعب، ما كانت قد أهملت قضية خطرة مثل هذه وتجاهلت كل المناشدات، إلى أن وقعت الكارثة المروعة.لهذا، حين يقول رئيس وزراء لبنان إنه سيحاسب المسئولين، هل يستطيع محاسبة هذه الطبقة السياسية المجرمة، التي هو أحد أفرادها؟
وفى الكويت كتب عبد العزيز الكندري تحت عنوان " فزعة للبنان..." بعد هذه الحادثة نقول إن لبنان لن يستطيع أن يقوم من هذه الكارثة لوحده، فلابد من الدول الصديقة والشقيقة مساعدة هذا البلد الجميل، وما هي غريبة على الكويت ودول الخليج والعالم إذ أعلنوا عن وقوفهم وتضامنهم مع الأشقاء في الجمهورية اللبنانية لمواجهة آثار الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت البحري.
اما صحيفة الإمارات فكتبت تحت عنوان "لبنان فى القلب"، مسارعة الإمارات إلى تضميد جراح أهلنا في لبنان، وبتوجيهات عليا من محمد بن راشد ومحمد بن زايد، بتحرك فوري وعاجل لإغاثة هذا الشقيق الجريح بكل الإمكانيات، تعكس مدى المحبة التي تحملها الإمارات للأشقاء، سواء في لبنان، أو في غيره من الدول العربية، التي كانت الإمارات سباقة في الوقوف إلى جانبها في أوقات السلم والأمن، كما في أوقات الشدة والمحن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة