يعد العلم من أهم العوامل التى أسهمت فى تطور الشعوب وتقدمها عبر التاريخ، حيث كان التطور العلمى فى شتى المجالات يلقى بظلاله على نمط الحياة الذى يعيشه الناس، وهذا أدى إلى الاستفادة من نتاجات العلم فى خلق أسلوب أسهل للحياة، كما أسهمت العلوم وتأثيراتها فى تخليد العديدِ من الحضارات الإنسانية من خلال وصول منجزات هذه الحضارات الإنسانية إلى الأمم التى تلتها، فالمصريون القدماء برعوا فى الهندسة المعمارية، وتمكنوا من بناء الأهرامات العظيمة بالاستفادة من علمهم بأصول البناء والمعمار، كما كان لهم بصمة واضحة فى علم التحنيط من خلال حفظ بعض جثث ملوك المصريين القدماء إلى عصرنا هذا، ولا تخفى براعتهم فى العلوم الطبية من خلال ما تم الكشف عنه وصفات طبية قديمة كان يتم استخدامها فى علاج العديد من الأمراض.
أما الأخلاق فهى ترتبط بالعلم ارتباطا وثيقا، وتجعل النتاجات العلمية تتخذ مسارًا إنسانيا لا يلحق الضرر بالإنسان أو الحيوان أو النباتات، فالعديد من الأبحاث والدراسات العلمية التى يتم العمل عليها تهدف فى النهاية إلى تدمير علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، ووضع المنظومة الأخلاقية جانبا وتجريد الإنسان من صفاته الإنسانية ليصبح أداة للقتل والتدمير، وهنا يأتى دور الأخلاق فى إعادة تشكيل مفهوم العلم، وربط ما يتم إنتاجه علميا بما يعود على الإنسان بالخير والمنفعة.
كما أن الأخلاق الحسنة للعلماء تعد من أهم الصفات التى يجب على العالم أن يتمتع بها، ولا يقتصر هذا الأمر على علماء الدين، فالعالم حسن الخلق يؤثر بهذه الأخلاق على تلاميذه، وهذا ما يجعل التلاميذ يجلون العلماء، ويعطونهم قدرهم الذى يستحقونه، ومن أبرز أخلاق العلماء أنهم لا يكتمون علمهم، ولا يستغلونه فى تحقيق المصالح الشخصية على حساب الآخرين، ولا يتخذون من مكانتهم العلمية سببا للتكبر على الناس أو التقليل من شأنهم، وينبغى على الأمة أن تحترم العلماء، وأن تساعدهم على تطوير منجزاتهم العلمية، وهنا يأتى دور الجهات الرسمية والخاصة فى تقدير العلماء وتكريمهم فى حياتهم من خلال الإشادة بإنجازاتهم، واطلاع الناس على ما قدّموه فى سبيل تطوير الحياة الإنسانية.
وهكذا فإن العلم والأخلاق هما الوجهان لعملة واحدة، فلا يمكن أن نستغنى عن أى منهما لكى يتقدم المجتمع، فبدون الأخلاق تنهار الأمم ولا تتقدم، وبدون العلم يتقهقر المجتمع ويتخلف عن ركب التقدم،
الأخلاق هى التى تجبر الأنسان على الالتزام بعمله وتنفيذه على احسن حال، فلا يمكن ان نجد طبيب ناجح يمتلك العلم ولا يمتلك الاخلاق الحميدة، التى تساعده على النجاح، لهذا فإن على الدولة أن تهتم بالتربية السليمة للأجيال القادمة، كما تهتم بتعليم الأجيال القادمة، فلا يتسق العلم بدون اخلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة