من النعم المغبون فيها الإنسان "الفراغ" كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم، كثير ما يمتلك الفرد وقتا لا يعرف فيما يقضيه وخصوصا الشباب.
عندما يكون الإنسان طفلا فإنه يقضى جل وقته فى اللعب، وعندما ينهكه اللعب ينام، وعندما يصبح شابا ينغمس فى الدراسة ويقل لعبه نسبيا، ومن الشباب من يعمل بجانب الدراسة، وهذا النوع جيد، أما عندما تنتهى الدراسة ويصبح وقتها متاحا ولا يمتلك عملا هنا تكمن المشكلة.
ففى بداية الأمر يقضى وقته أمام التلفاز أو الخروج أو مواقع التواصل الاجتماعى أو الألعاب الإلكترونية وغيرها الكثير، يجد أصحابه يعاونونه على ذلك إن كانوا يمتلكون فراغا مثله، لكن يتساقطون واحدا تلو الآخر فى دوامة الحياة وينشغلون سواء بالعمل أو الزواج سواءً نساء أم رجال، ويظل هذا الشاب أو تلك الشابة وجيدة مع فراغها، حتى ينسج عليه خيوطه مثل العنكبوت هاشة لكن الشاب أو الشابة باتا ضعيفين مستسلمين لها، يبدأ فى متابعة غيره سواء عن طريق أخباره أو ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن ثم يتخذ مبدأ (إذا لم تستطع إسعاد نفسك فعكر مزاج الآخرين) يتخذ عدة وسائل لذلك كأن ينشئ حسابا وهميا يشاغلهم به أو ينشر عنهم أخبارا كاذبة أو.. أو.. وقد يصل الأمر إلى أن يسوق عليهم أحدا يسرقهم أو يقطع الطريق عليهم؛ وذلك حتى يشبع هذا الجزء الذى بات مظلما داخله.
على الأب والأم، خصوصا، أن يتابعا أولادهما ويتواصلون معهم أسبوعيا إن لم يكن يوميا؛ وذلك للحديث عن مشاكلهم وتثقيفهم وملء فراغهم وحثهم على اختيار هواية تشغل فراغهم، أو البحث لهم عن عمل مناسب وحثهم على استثمار أوقاتهم فيما يفيد؛ فمن الممكن أن يؤول الأمر إلى تعاطى المخدرات التى بدورها قد تدفعه إلى سرقة أهله وتدبير المال من أى مكان وبأية وسيلة، ويصبح عبئا على المجتمع بدلا من أن يبنى مستقبله ويشارك فى بناء مجتمعه والعمل على رفعته، وأختم مقالى هذا بصفة تتحلى بها المرأة الأوربية حاليا وهى أنها إن لم تجد ما يشغلها تبحث عن شىء وتشغل نفسها سواء بالقراءة أو الكتابة وغير ذلك من الهوايات، ونحن كمسلمين لدينا الصلاة والقرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامى وهذا سيشغل فراغك قراءة وفعلا، وستغوص فى أعماقه كلما زدت استزدت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة