الروائية ريم بسيونى تكشف الحياة الاجتماعية فى مصر المملوكية.. وتؤكد: كتب التاريخ ظلمت حضارة العصر المملوكى.. ناقشت فى "أولاد الناس" الحب والخيانة.. والمرأة برواياتى "قادرة" على الفعل وفوزى بجائزة نجيب محفوظ شرف

الخميس، 06 أغسطس 2020 10:00 ص
الروائية ريم بسيونى تكشف الحياة الاجتماعية فى مصر المملوكية.. وتؤكد: كتب التاريخ ظلمت حضارة العصر المملوكى.. ناقشت فى "أولاد الناس" الحب والخيانة.. والمرأة برواياتى "قادرة" على الفعل وفوزى بجائزة نجيب محفوظ شرف الدكتورة ريم بسيونى وروايتها المهمة "أولاد الناس"
حاورها أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا نعرف الكثير عن الحياة الاجتماعية لمصر المملوكية، شغلنا المؤرخون بحروبهم وتنافس أمراؤهم على الحكم، ورصد آخرون معاناة الشعب المصرى وانتشار الأوبئة، لكن فيما يبدو هناك وجه آخر استطاعت الدكتورة ريم بسيونى أن تراه وتنفذ إلى روحه فى روايتها المهمة "أولاد الناس" التى تقول لنا من خلال ثلاث حكايات الكثير عن مصر المملوكية وما جرى فيها، تقترب من طبيعة الناس فى ذلك الزمن وتبصر ما فى أرواحهم من حب ورغبة فى العمار، وقد حصلت الرواية على جائزة "نجيب محفوظ" التى تطلقها وزارة الثقافة المصرية.. وتواصل اليوم السابع مع "ريم بسيونى" وكان لنا هذا الحوار.
 
أولاد الناس
 

س / رواية "أولاد الناس" بـ حكاياتها الثلاثة.. تلقى الضوء على مرحلة مظلومة فى تاريخ مصر.. ما الذى دفعك للخوض فى هذه المنطقة الشائكة زمنيا؟

دفعنى لأخوض تجربة الكتابة عن التاريخ المملوكى، أنها مرحلة شائكة، مظلمة لا نعرف عنها شيئا، حوالى 300 سنة من تاريخ مصر، حكمها دولة المماليك، حتى أننا نجد خلطا كبيرا عند المصريين بين المماليك والعثمانيين، رغم الاختلاف الشاسع بينهما، كما أن ما قدمه المماليك عليه الكثير من العتمة والظلام من فن وثقافة وتجارة، أثرت فى الحضارة الإسلامية عامة والحضارة الغربية، لم ندرس ذلك فى المدارس، فأردت أن ألقى الضوء على هذه الفترة المهمة المعتمة فى حياة المصريين.

س/ "الوطن والانتماء والخيانة والبطولة" من المفاهيم المهمة التى وضعتها الرواية فى دائرة النقاش.. هل ترين ذلك ضرورة الفن؟

 بالفعل توجد مفاهيم مهمة ناقشتها الرواية، بطريقة تدعو أكثر للتأمل على أن تقدم لنا إجابات واضحة، فكرة الوطن والانتماء إليه ما الذى يعينه ذلك، هل معناه أن "تولد فيه" أم أن المعنى أن تنتمى إليه بقلبك، وعملك وبنائك وحربك.

ريم بسيونى (1)
 
كذلك فكرة الهوية، وفكرة الخيانة التى توجد بقوة فى الحكاية الثالثة "حادثة الليالى" والتى مثلها "خاير بك" الخائن فى مواجهة شخصية "سيلار" الذى ظل إلى النهاية مدافعا عن المصريين ومدافعا عن المماليك، نعم احتوت الرواية على أفكار كثير إنسانية تدعونا للتأمل.

س/ "رواية ضد الخوف" هذا أول ما وصل إلى من الرواية.. هل قصدت "رسائل" معينة من "أولاد الناس"؟ 

المقصود من الخوف هنا المقصود به الخوف من قراءة التاريخ وفهمه، ونعرفه بصورة حقيقية، لأن الحقائق تمثل إزعاجا لنا، لأننا سنكون مطالبين بإعادة التفكير، وأحيانا لا نريد التفكير، نريد إجابات "جاهزة".

 

وهى رواية ضد الخوف كما نرى فى شخصية مثل "ضيفة" بطلة الحكاية الثالثة، التى تمثل القدرة على الثبات الانفعالى الذى ظهر فى تقبلها للعذاب على يد أبيها، كذلك فى شجاعة "قاضى قوص" فى تحديه للأمير المملوكى وإصراره على تحقيق العدل.
 
بالفعل توجد شخصيات كثيرة تسعى لـ تحدى الخوف فى داخلها والتحايل على المصائر والأحداث.
 
ووجبت الإشارة إلى أن مصطلح أولاد الناس، والذى لا نزال نستخدمه حتى الآن، ليس واضحا تماما، إن كان المصريون يستخدمه من باب التكريم أم من باب الاستهزاء.
وبالطبع فإن أولاد الناس ليسوا المماليك، لكنهم أولاد المماليك المعروف لهم أب وأم.
وأولاد الناس حلقة وصل بين المصريين والمماليك وبعد جيل أ اثنين يتحولون إلى "مصريين". 
 
ريم بسيونى (2)
 

س/ كان الحب بوابتك الأهم لفهم الشخصيات.. هل ترينه بالفعل مقياسا مهما لفهم الشخصيات فى الحياة؟

فيما يتعلق بكون الحب بوابة فهم الشخصيات، بالفعل جزء لا يتجزأ من الحياة الإنسانية، سواء كان هذا الحب متعلق بالوطن أو مرتبط بالحبيبة والزوجة والأبناء. فالإنسان يولد ولديه القدرة على الحب، كما أنها تقربنا كبشر من بعضنا، لدرجة أننا نتعاطف مع أى قصة حب حتى لو كانت بلغة غير لغتناـ لأنها تعيدنا إلى إنسانيتنا، وحديثنا عن الحب هو بالفعل كان يحدث، كما أننى أسعى للتأكيد على أن المشاعر الإنسانية موجودة فى كل العصور.

س/ المرأة فى الرواية قادرة على الفعل.. هل ترينها دائما هكذا أم فى وقت الخطر فقط؟

المرأة المصرية قوية جدا، تحملت الكثير سواء معاناة نفسية أو اجتماعية حتى الحروب استطاعت أن تتعامل معها، فهى لديها القدرة أن تتعامل مع أوقات شديدة بحكم وصبر، وقدرة على الاستمرار، والنجاح فى النهاية، وما يجمع بين شخصيات النساء فى رواياتى أنهن قويات بالفعل.

س/ العمارة وجمالها وأثرها فى الإنسان من أبرز ما توقفت عنده الرواية.. هل لا يزال المصريون مغرمون بـ الخلود؟ 

العمارة جزء لا يتجزأ من التاريخ المصرى، ولا يجوز أن أهمل دور العمارة فى أى حضارة فى العالم، فما بالنا بالحضارة المصرية القديمة التى نفهمها من خلال العمارة، فهى مهمة فى أى كتاب عن التاريخ أو الهوية المصرية.
تأثيرها على الإنسان قوى جدا، لأنها هى التى تظل فى النهاية، وكما تقول الرواية فإن الحروب تذهب هباء إذا لم نوثقها بالعمارة" فالعمارة لا يقدر عليها غدر ولا وباء، ولا حروب، فننظر إلى الاهرام وننظر إلى هويتنا نأخذ قوة من الأهرامات، فلماذا لا ننظر بالطريقة نفسها إلى مسجد السلطان حسن وما فعله برقوق وغيره من سلاطين المماليك، من مساجد ومدارس، ونشعر بالقوة والفخر لـأن الذى فعلها هو المهندس المصرى، الذى استطاع أن تقن كل هذا الجمال، ويربطه بالروح، واليقين والإيمان، نعم المصريون لا يزالون يؤمنون بالخلود ولا يزالون يهتمون بمراسم الموت، حتى أن بعض العادات لا تزال مستمرة منذ الفراعنة.
مصر كما نعرف وكما تشير الرواية تهتم بالروحانيات، كما نجد أثر الصوفيين. 
 
مسجد السلطان حسن
 

س/ اقتربت الرواية من 660 صفحة.. ألم تخشى فى زمن "السرعة الذى نعيشه" من هذا الحجم أن يؤثر على القراءة؟

الرواية ثلاثة قصص وطويلة، لكن لم أشعر بالخوف من حجمها، لكننى لم أتوقع نجاحها الكبير ولا حصولها على جائزة نجيب محفوظ التى تعلنها وزارة الثقافة، وقد خفت فقط من مونها رواية تاريخية، توقعت ألا يقبل الناس عليها، لكن دار النشر "نهضة مصر" كان لها رؤية مهمة فى أن تنشش رالحكايات فى كتاب واحد. 

 س / ارتباط الرواية بجائزة نجيب محفوظ التى تعلنها وزارة الثقافة.. ما الذى يعنيه ذلك لك؟

ارتباط الرواية بجائزة نجيب محفوظ، شرف كبير ولم أتوقعها، وقد فرحت باقتران اسمى مع اسم نجيب محفوظ، الذى أراه أكثر إنسان استطاع أن يكتب، عن النفس الإنسانية بصدق بكل ما فيها من قوة وضعف، وكونى أحصل على جائزة باسمه فهو شرف كبير جدا.

س/ عندما نقول "رواية لـ ريم بسيونى" .. ما الذى تعنية كلمة "رواية" لك؟

كلمة رواية تعنى "تجربة إنسانية" تمسنى كبشر، ربما أحبهم أو أكرهمم، أخرج منها أكثر نضجا وأكثر قدرا على التعامل مع الحياة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة