السعي وراء لقمة العيش، وتحصيل القليل من زاد الحياة، دفع عددا من صغار الشباب للالتحاق بإحدى الشركات التي تمنحهم فرصة العمل في مجال النظافة بالمولات الكبرى، مقابل الحصول على رواتب زهيدة، إلا أنهم يجدون فيها ما يعينهم على مواجهة مصاعب الحياة، إنهم مجموعة من الشباب من قرى مجاورة بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، يعملون في واحدة من تلك الشركات، اعتادوا ترك قراهم كل صباح، للسفر إلى مدينة 6 أكتوبر، حيث ينتظرون مرور ساعات العمل للعودة إلى أسرهم، إلا أنهم لم يعودوا مساء أمس الأحد، إلإ جثثا محمولة على الأعناق، بعد سقوط السيارة التي يستقلونها في إحدى الترع، ليفارق 8 من مستقلى السيارة الحياة، بينما نجا 7 آخرين من الموت، في مأساة خلال ثالث أيام العيد.
راضى وشقيقته ملك
من بين الضحايا "راضى محمد" شاب صغير، وشقيقته "ملك" اللذان تعرضا للغرق في الحادث، ويقول عنهما خالهما "إسلام السعيد" لـ" اليوم السابع"، إن أسرتيهما ما زالتا لم تتجاوزا أحزان وفاة والدتهما العام الماضى بطريقة مفاجئة، حتى زادت الأحزان بفقدان "راضى" فهو الابن الوحيد بين شقيقاته الخمسة، والذى كان يستعد للتوجه بصحبة والده لخطبة فتاة مساء اليوم الذى شهد الحادث، حيث كان الاتفاق على أن يتوجها سويا لأسرة الفتاة، لخطبتها وإعلان الارتباط بها، أما "ملك" فكانت حياتها في الآونة الأخيرة محاطة بالسعادة والفرح، بعد أن أعلن شاب رغبته في خطبتها.
الشاب الغارق
وأضاف خال الضحيتين أنهما يقيمان بقرية ساقية أبو شعرة، بمركز أشمون في محافظة المنوفية، وأن الضحايا الآخرين يقيمون بقرى مجاورة، كما أن سائق السيارة الذى فارق الحياة أيضا في الحادث يقيم بواحدة من تلك القرى، ويتولى المرور عليهم يوميا لنقلهم بسيارته، وتوزيعهم على مقار عملهم بالمولات التجارية، ثم إعادتهم مرة أخرى إلى قراهم.
السيارة بعد انتشالها
وعن يوم الحادث، قال خال الضحيتين إن سائق السيارة لم يتحكم في عجلة القيادة، خلال سيره بالطريق، أمام قرية منشية رضوان بمنشأة القناطر، حيث كان يستعد للاتجاه يسارا، إلا أن السيارة سقطت بإحدى الترع، مما أسفر عن وفاة عدد من مستقلى السيارة، وأسرع عدد من المواطنين لإنقاذ بعض الناجين، حتى وصلت رجال الإنقاذ النهرى، والحماية المدنية، وبدأوا في انتشال جثث الضحايا، ورفع السيارة من المياه.
الشاب وشقيقته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة