من أجمل اللحظات التي تمر على الإنسان، تلك التي يسمع فيها عبارات تدل على أنه غَيَّرَ في توجهات الآخرين الفكرية، من السلب إلى الإيجاب، أو أنه نجح دُون أن يقصد شخصًا بعينه، في أن يمنع خطأ أو جريمة، أو أنه استطاع أن يُبرئ ساحة مظلوم وبريء، أو زال الغشاوة عن بصر أحد الأشخاص.
والأجمل أن تشعر أنك فعلت ذلك، دُون أن تُخاطب فئة عُمرية مُعينة من البشر، أو طبقة اجتماعية مُحددة، وهذا ما شعرت به عندما وجدت تعليقات كثيرة تصلني من مُتابعي سلسلتي (جُوة الدنيا)، التي أقدمها على اليُوتيوب، والتي يُؤكدون لي من خلالها أنهم استفادوا من مادتي الحوارية، وأنها غيرت نمط تفكيرهم وسُلوكياتهم، وأن بعض الموضوعات جعلتهم ينتبهوا لأمور، لم تكن تأخذ الحيز المطلوب من اهتماماتهم.
فسعادتي كانت كبيرة؛ لأنني نجحت في أن أصل إلى قُلوب المُشاهدين؛ والسبب ببساطة أنني أناقش موضوعات، أنا شخصيًا مُؤمنة بها بشدة، وأترجمها على نفسي وحياتي؛ لذا تخرج الكلمات مني صادقة، فهي تُترجم أحاسيسي.
فلابد أن يكون لكل إنسان رسالة، أو عدة رسائل في الحياة، بمعنى أن الرسالة الخاصة والشخصية وحدها لا تكفي، فبالفعل اهتمامك بأمُورك وأمُور من يعنيك شأنهم فقط لا يكفي، بل لابد أن تكون لك رسالة تُخاطب بها المجتمع، وهذا لا يشترط أن تكون مُحاورًا، أو كاتبًا، أو روائيًا، أو شخصية عامة، بل هذا يمكن أن يحدث من خلال سُلوكياتك الإيجابية، التي تجعل كل من حولك يتعلمون منها، فلو نجحت في تغيير شخص واحد للأفضل، بفضل إيجابيتك، وبسبب رغبته في تقليدك، فهنا تكون استطعت أن تُوصل رسالتك؛ لأن هذا الشخص بالقطع سيتسبب في تغيير غيره، وهكذا ستستمر السلسلة، دُون أن تُغلق الدائرة.
فعبارة "أنت نجحت في تغييري"، وقْعها على الأذن أجمل وأعذب من مليون عبارة مديح وثناء، بُغْية النفاق والرياء والتملق، ويكفي أنها نابعة من أشخاص صادقين، ويشعرون نحوك بالامتنان الحقيقي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة