جاء تطبيق أقسى عقوبة جنائية على الإطلاق فى نيوزيلندا بسجن قاتل المصلين فى مسجدى كرايستشيرش مدى الحياة محققا للعدالة وباعثا للارتياح، لكن الطريق لا يزال طويلا ومؤلما أمام التئام جراح الناجين وأقارب القتلى.
سيقضى برينتون تارانت (29 عاما) بقية عمره فى السجن تنفيذا لحكم صدر عليه اليوم الخميس بالحبس مدى الحياة دون أى فرصة لعفو مشروط بعدما قتل 51 مصليا ببنادق سريعة الطلقات خلال صلاة الجمعة فى مسجدين بمدينة كرايستشيرش خلال شهر مارس آذار 2019.
قالت حنة أمير عبر الهاتف من غرفة المعيشة فى بيتها الذى يبعد بضعة أحياء عن مسجد النور حيث نجت هى وزوجها أمير داود من وابل الرصاص الذى أطلقه تارانت على سيارتهما "أخيرا تحققت العدالة".
وشاهد الزوجان إجراءات النطق بالحكم على مدى ثلاثة أيام عبر بث مباشر بينما واجه ناجون آخرون وأقارب للقتلى تارانت مباشرة فى قاعة المحكمة وطلبوا ألا تطلق السلطات سراحه أبدا.
وقالت حنة (34 عاما) إنها تشعر بارتياح مضيفة "أنت تشعر بالغضب والقلق ممزوجا بشعور أن هذا الرجل ربما، ربما، يندم على أفعاله وهذا ما لا نستطيع تخمينه لأنه كان متبلد المشاعر".
وانشغلت حنة أيضا بحال والدة تارانت.
قالت "إنها أم. مهما كان ما يفعله ابنك فهو ابنك. هذا هو الشعور الذى ظل يخالجنى طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة".
وخارج قاعة المحكمة قوبل الحكم بالتهليل.
وقال ألابى لطيف إمام المسجد الثانى الذى هاجمه تارانت إن العدل تحقق. وقال جمال فودة إمام مسجد النور الذى سقط فيه 44 قتيلا إنه ما من حكم يمكن أن يعيد الأحبة.
وكان تارانت قد اعترف بجرائمه وقال من خلال محاميه إنه لا يعترض على الحكم. ولم يبد عليه أى رد فعل عند النطق بالحكم.
وقال سروار حسين الذى قتل نسيبه محمد عمر فاروق (36 عاما) فى مسجد النور "هذا الوحش يستحق عقوبة الإعدام".
وأضاف "لم تظهر عليه أى مظاهر ندم على ما فعله. قتل 51 بريئا وكان يريد قتل المزيد. من المريح أنه لن يكون حرا أبدا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة