أزمات عدة أثارها انتشار وباء كورونا القاتل على مدار ما يزيد على 6 أشهر كاملة بمختلف دول العالم، فبخلاف الوفيات والإصابات، كان للوباء آثار نفسية وسلوكية عدة، وهو ما تسبب بحسب خبراء فى زيادة معدلات الاكتئاب والإدمان، ومن بين ذلك، إدمان الكحول.
الآثار التى خلفها الوباء، استعرضتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فى تقرير لها، يدور حول مواطن بريطاني أدمن الكحول بسبب العزل المنزلي.
وقال التقرير : كان كريس مكلون يسعى ليمر 2020 كعاماً سعيداً، ما كان ليتوقع رجل مدير التسويق المشرف على الخمسين من عمره أن يدمن الكحول في ذلك العمر المتقدم. لعب الكحول في حياة كريس دوراً إجتماعياً، حيث كان يتناوله في مناسباته الإجتماعية ولم يراه كمشكلة سابقة في حياته. بعد أسابيع قليلة من الحجر الصحي، أكتشف مكلون مشكلة تناوله الكثير من المشاريب الكحولية.
وبحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية عبر موقعها الإلكتروني، يقول مكلون، "لطالما كنت أشرب تلك المشروبات في الأماكن العامة بكميات قليلة جداً، ولذلك لم أضع لنفسي حدود في شرابها. ليعلق مكلون على الأمر أنه عندما جائت جائحة كورونا، تحول من شخص يستمتع بالمشروبات الكحولية لشخص يحتاج إليها بأستمرار.
وأشار مكلون لهيئة الإذاعة البريطانية بتحوله لشخص آخر قبل فيروس كورونا قائلا" كنت جيداً قبل الحجر الصحي، كنت أمارس الرياضة ولم أفرط في تناول الكحول وكنت أمارس رياضة السباحة 5 مرات في الأسبوع". في سياق متصل، رحلت أبنة مكلون الكبرى من المنزل، في محاولة منها للضغط عليه ليقلع عن شرب الكحوليات.
ترك رحيل أبنته مكلون وحيداً مضطرباً حول مستقبله ما تسبب في زيادة كميات الكحوليات التي يتناولها مكلون، ليضيف، "عاهدت نفسي على ألا أشرب في اليوم التالي، ولكن لم أفي بعهدي لنفسي."
وعانى كريس مكلون من ظهور أعراض الإنسحاب عليه، "على الرغم من رغبتي الملحة في الإقلاع عن الكحوليات، لم أستطع وفقدت السيطرة على الأمر وذلك كان مرعباً،" معلقاً على التجربة بأنه لم يعاني مسبقاً من الإفراط في شراب الكحوليات، لذلك كان عليه مجابهة الأمر والإعتراف بمشكلته ودفعه للعلاج. وصف مكلون تعلقه بالخمور خلال الفترة التي أضطر فيها للعيش وحيداً في منزله بأنه فترة أرتبط فيها إرتاطاً وثيقاً بالكحول، حيث قال،"كنت أبدأ في شرب الخمور في مرحلة مبكرة جداً من صباح كل يوم حتى لا أشعر بأعراض إنسحاب الكحول في جسدي".
أوضح مكلون لهيئة الإذاعة البريطانية أن مساعدة عائلته في مواجهة تلك الأزمة كان لها دوراً فعالأً في تخطيه إدمان المشروبات الكحولية لفترة تجاوزت الأن السبعين يوماً، ليعلق، "كنت أعيش حياة مظلمة خلال إدماني، لا أستطيع ان أصف شعوري حالياً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة