لكل وسيلة إعلامية أجندة خاصة تعمل بها على طول الخط بمهنية شديدة، وتتابع الأحداث بحياد وتحليلات هدفها الوعى، إلا أن قناة الجزيرة تفعل غير ذلك تماما وتبعد عن المهنية تماما، وتركت مهمة الإعلام وتعمل ليلا ونهارا لإسقاط الدول العربية لتنفيذ مخططات مشبوهة من خلال التدليس والتزوير وعدم الحيادية فى تقديم الخدمة الإعلامية، بشن هجوم شرس على معظم الدول العربية، وتدخلها فى أدق خصوصياتها.
ومنذ إعلان الرباعى العربى مقاطعتها قطر فى يونيو 2017، وانخرطت الفضائية المملوكة للنظام القطرى، لزعزعة الاستقرار فى المنطقة العربية وبخاصة دول الرباعى العربى، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وفقا لما كشفت عنه دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وظفت الفضائية القطرية برامجها الاستقصائية لانتقاد دول المقاطعة الخليجية، ومحاولاتها لتقسيم الدول من خلال برنامجها "ما خفى كان أعظم" الذى كرس وقته للنيل من دول المقاطعة الخليجية، واستعان ببعض الرموز الإخوانية الهاربة من أمثال المدعو حسن الدقى الهارب من الإمارات والمدعو عصام عبد الشافى الإخوانى المصرى، كما أن قناة الجزيرة أصدرت مجموعة من الأفلام الوثائقية المحرضة ضد الدول العربية كفيلم "الأيادى السوداء" و"الساعات الأخيرة" و"الحليف المستبد" وفيلم "المسافة صفر" ونشرت تلك الأفلام عبر مواقع التواصل الاجتماعى ومولتها بأموال كثيرة لضمان وصولها إلى أكبر قدر من المشاهدات فى فترة قصيرة.
ونشأت قناة الجزيرة فى مارس 1988 بعد أن تولى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثان على الحكم وإلغائه وزارة الإعلام والرقابة على الإذاعة والتليفزيون والصحافة التى لم تعد ملكا للدولة، وإنما تابعة لمؤسسات حرة مستقلة، ومنح الأمير قناة الجزيرة 137 مليون دولار على سبيل القرض تنفق خلال خمس سنوات بدون فوائد، ثم تتولى تمويل نفسها بنفسها من الإعلانات وعوائد بيع منتجاتها الإعلامية، وبحثت قطر عن إعلاميين على مستوى متميز «زغللت» أعينهم بالأموال، وبالفعل وقع معها 120 إعلاميا وبدأ إرسالها فى يناير 1997 وكانت تبث إرسالها فى البداية لمدة ست ساعات يوميا ومع مرور الوقت أصبحت 24 ساعة يوميا.
دور الجزيرة في زعزعة الاستقرار في الأنظمة العربية
قناة الجزيرة قد تدخلت فى زعزعة أنظمة الدول العربية بحثا لنفسها عن موطئ قدم، فقد عملت منذ عام 2000 على بث الأكاذيب والشائعات ضد النظام العراقى بهدف اسقاطه والقضاء على المؤسسة العسكرية العراقية وذلك بدعم التوجه الأمريكى، وفقا لما أكده الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى السياسى هشام النجار، مضيفًا :" قناة القطرية حاولت زعزعة الاستقرار فى مصر، فمنذ اعتلاء الإخوان الحكم فى مصر 2012 تحيزت الجزيرة بشكل واضح لهم ودعمتهم ومع سقوطهم فى 2013 أفردت هذه القناة مساحات واسعة ولم تخجل من معاداتها للنظام المصرى الذى تراه عكس المصريين.
الجزيرة وجماعات داعش والإرهاب
وأشار إلى أن علاقة قناة الجزيرة بجماعات الإرهاب، كداعش وحزب الله وجماعات الحوثى معروفة للجميع، فالقناة تلعب دورا رئيسيا فى دعم الجماعات الإرهابية وتقدم مادة إعلامية تستهدف جذب التعاطف مع الإرهابيين ونشر الأفكار المتطرفة سواء من خلال برامجها أو استضافة قائمة الإرهابيين.
تدخل حمد بن خليفة فى سياسة قناة الجزيرة
ومن أهم الأحداث التى تكشف تدخل الأمير القطرى السابق حمد بن خليفة فى سياسة قناة الجزيرة، ما كشف عنه خالد الهيل زعيم المعارضة القطرية، حيث نشر فى وقت سابق تسجيلا صوتيا مسربا لمحادثة بين حمد بن خليفة أمير قطر السابق ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، يتبادلون فيها الحديث بالتدخل وتوجيه سياسة قناة الجزيرة القطرية التى يزعمون عدم توجيههم لسياساتها، وشارك خالد الهيل التسجيل الصوتى على حسابه الرسمى بموقع "تويتر"، وعلق قائلا: "تسريب.. دليل صارخ على إشراف الحمدين المباشر على قناة الجزيرة وسياساتها والتى لطالما ادعت الاستقلالية وعلى لسان الحمدين أيضا".
وأضاف خالد الهيل، فى تعليقه على التسجيل المسرب قائلا: "هنا ننسف ادعاءات حمد بن جاسم بانه لا يتدخل فى عمل القناه وننسف ادعاء حمد بن خليفة بعدم العلم بالشيء"، ووعد "الهيل" بوجود المزيد من التسجيلات المسربة التى تفضح نظام الحمدين يعرضها الفترة القادمة.
قناة الجزيرة تحارب الدول العربية
قناة الجزيرة تحارب الدول العربية الإسلامية، والقنوات الخارجية التى تعادى مصر بما فيها الإعلام الإسرائيلى لم ينحدر إلى نفس المستوى الذى أصبحت فيه قناة الجزيرة القطرية، التى تشن حملات تحريضية ضد مصر سواء من خلال الأخبار التى تنشرها أو التقارير التى تذيعها للتحريض ضد الدولة المصرية، وفقا لما أكد اللواء محمود منصور، مؤسس مخابرات قطر، ورئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية.
وقال رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية، فى تصريحات له أن قناة الجزيرة لا تقوم بعمل إعلامى بل تقوم بحرب نفسية على الدول العربية والإسلامية السنية بالتحديد. وتابع: "نحن فى مواجهة حرب نفسية استطاع الشعب المصرى فيها أن يكتشفها ويواجهها، فما تقوم به قناة الجزيرة هى حرب منظمة يشارك فيها محريين معسكرين تابعين للقناة القطرية ضد العالم العربى".
ولفت مؤسس مخابرات قطر، إلى أن برامج القناة القطرية تثير الاشمئزاز وتكشف عن تحريضها ضد الدول العربية، فهناك برنامج يدعى "فوق السلطة"، متسائلا: هل هناك أحد فوق السلطة فى قطر كى يسمى برنامج "فوق السلطة" هدفه التحريض ضد الأوطان العربية"، متابعا:"هناك برنامج أخر يدعى الاتجاه المعاكس، وهدف هذا البرنامج هو التحريض وبث الأكاذيب ضد الأوطان العربية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة