القارئ عاطف عبد السلام الطريف يكتب: تنمر كورونا ....... أخطر من كوفيد 19

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 01:00 م
القارئ عاطف عبد السلام الطريف يكتب: تنمر كورونا ....... أخطر من كوفيد 19       التنمر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد التنمر سلوكا عدوانيا بجميع أشكاله سواء اللفظية مثل السخرية والاستفزاز أو الجسدية مثل الضرب والعنف أو العاطفية مثل الإحراج ونشر الشائعات، كل ذلك يمثل خطورة عالية مجتمعيا تؤدي الى كثير من المخاطر النفسية للأفراد وسوف نتعرض في مقالي لنموذج ضحايا فيروس كورونا والتنمر عليهم، مما أثر سلبا على حالتهم النفسية وتعرضهم للاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق والتوتر نتيجة التنمر عليهم من الآخرين سواء بشكل مباشر من خلال السب والاستهزاء أو من خلال التنمر الإلكتروني ونشر الشائعات حولهم.

إن الهلع والخوف من فيروس كورونا جعل بعض الناس تتجرد من إنسانيتها بدعوى حماية أنفسهم .فالفيروس أخرج أسوأ ما في بعض الناس في شخصياتهم وهناك الكثير والكثير من القصص السلبية بوسائل التواصل الاجتماعي في التعامل مع المصابين بهذا الفيروس، فنجد الزوج الذي تخلي عن زوجته والأخ الذي ترك أخيه للموت والابن الذي ترك أمه بالمستشفى لتموت حتى الأطباء خط الدفاع الأول لم يسلموا من تنمر الآخرين بعد اصابتهم بالفيروس، والقصص كثيرة حولهم حتى وصل بنا الأمر للتنمر على الأموات وعدم الرغبة في دفنهم، وكأننا يوم القيامة، الكل يفر من الكل. بالرغم من الدراسات العلمية التي أكدت أن فيروس كورونا يصيب الكل دون تمييز ومع ذلك يلجأ البعض الى إخفاء اصابته أو اصابة فرد من أسرته بالفيروس تجنبا للوصم الإجتماعي وخوفا من تنمر الآخرين عليه أو على أحد من أفراد عائلته.

وعلى مستوى المتعافين أنفسهم لم يسلموا من تنمر الآخرين والأذى النفسي بالسب والكلام الخارج أو المقاطعة والخوف من التعامل معهم مما يعرضهم لمشكلات ومخاطر نفسية، منها الحزن والقلق والتوتر والاكتئاب واضطرابات النوم والعزلة الاجتماعية وفقدان الثقة بالنفس والوسواس القهري.

أعتقد أن غياب الوعي لدى الكثيرين بخطورة فيروس كورونا وأعراضه وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه هى كلمة السر وراء حالات التنمر التي شهدتها بعض المجتمعات عقب تفشي فيروس كورونا الذي لا يعد سبه أو عيب وكل إنسان على وجه الأرض معرض للإصابه بالفيروس.

إننا في هذه الفترة الزمنية العالم أجمع يعيش ظروف حياتيه صعبة تدعو الجميع للتكاتف والترابط من أجل محاربة هذا الوباء الذي أطل برأسه على العالم كله، وأن التنمر ضد المصابين أو المتعافين أشد عليهم من فيروس كورونا ذاته خصوصا أن العلاج يعتمد بشكل أساسي على الدعم النفسي والمعنوي من الآخرين.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة