تناول الكُتاب فى صحف الخليج اليوم الاثنين، العديد من القضايا العربية والدولية، إلا أن انفجار بيروت لازال يطغى على أفكار ومقالات الكُتاب، حيث خصص الكاتب الكاتب مشارى الذايدى مقال بعنوان ماكرون... وأحلام العودة من باب لبنان، بينما كتب الكاتب الكاتب عبدالحميد المضاحكة مقال بعنوان امتحان لبنان، و فى جريدة "البيان" الإماراتية كتبت الكاتبة إيمان عبدالله المهيرى مقال بعنوان بين المريخ والذرة.
مشاري الذايدي
ماكرون... وأحلام العودة من باب لبنان
قال الكاتب مشارى الذايدى فى مقاله اليوم بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الاستعراضية، إلى لبنان، بُعيد كارثة انفجار الميناء الرهيب، تعيد للتذكر موقف فرنسا «الخاص» تجاه «حزب الله» اللبناني، الذى هو سرّ مصيبة لبنان اليوم.
العلاقة بين فرنسا ولبنان منذ أيام «المتصرفية» لأيام «الجمهورية» ولبنان الكبير، علاقة عضوية وجدانية سياسية خاصة.
علاقة تجد جذورها إلى عام 1250م حين قدّم الملك الفرنسى القديس لويس التاسع اتفاقية حماية الموارنة فى لبنان.
لندع الماضى البعيد منه والقريب، ونقف على بلاط الحاضر؛ حيث نجد استثنائية فرنسية لبنانية أخرى، تجاه «حزب الله» اللبناني، فبينما تقاطرت دول أوروبية على تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، وليس فقط جناحه العسكري، كما فى «الفهلوات» الأوروبية القديمة، نجد فرنسا ترفض تصنيف الحزب الخمينى إرهابياً، عكس ما فعلت ألمانيا مؤخراً.
فى 25 فبراير وفى مؤتمر صحافى مع الرئيس العراقى برهم صالح، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون: «إن فرنسا لن تضع أى حزب لبنانى ممثل فى الحكومة على قوائم الإرهاب».
ويوم السبت الماضي، وحسب مسؤول فى قصر الإليزيه، فإن الرئيس ماكرون أبلغ الرئيس الأميركى دونالد ترمب، بأن سياسات الضغط الأميركية يمكن أن يستغلها «حزب الله». بل طالب ماكرون ترمب بأن تستثمر أميركا مجدداً فى لبنان!
فى خطاب حسن نصر الله، عقب كارثة قنبلة الميناء، أشار لزيارة ماكرون إلى لبنان بإيجابية، ثم استدرك؛ حتى يتضح أمر آخر.
صحيفة «الأخبار» المعبّرة عن «حزب الله»، قالت إن ماكرون اختلى حصراً فى قصر الصنوبر، بالنائب محمد رعد، رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية، وطال الحديث بينهما «وقوفاً». أما صحيفة «الجمهورية» اللبنانية فنقلت عن مصادر محسوبة على «حزب الله» أن طرح ماكرون كان «طرحاً واقعياً».
«الأخبار» قالت إن «الحاج» محمد رعد تحدث إلى ماكرون عن ضرورة الحفاظ على «قوة المقاومة التى سدت عجز الدولة عن التحرير، تماماً كما فعل المواطنون الفرنسيون إبان الاحتلال النازي».
أما فى صحيفة «نداء الوطن» اللبنانية فنجد الثناء على ماكرون لأن مقاربته تختلف اختلافاً جذرياً عن الأميركيين الذين يرعون حروباً فى مواجهة «حزب الله».
لبّ الكلام عن الزيارة الفرنسية الماكرونية فى خضم الحريق اللبنانى الملتهب فوق رؤوس جماعة إيران فى لبنان، ومن يواليهم من مسيحيين وسنة ودروز، هو أنها زيارة بلا فائدة «جوهرية» منها... لأن سياسات الضغط الأميركية القصوى ضد إيران وتوابعها، ومنهم «حزب الله» اللبناني، ستستمر، بعد فوز ترمب بالفترة الرئاسية الثانية، حتى لو فاز بايدن الأوبامي، فلن يقدر على إعادة موسم العسل مع إيران كما كان.
زيارة ماكرون رمزية معنوية إعلامية، ربما يجلب لسلطات لبنان الحالية بعض المال، لكن لن يستلّ من أفئدة اللبنانيين حرارة الحريق الكبير ضد الحزب الإيراني، وتابعه العوني.
عبدالحميد المضاحكة
امتحان لبنان
قال الكاتب عبدالحميد المضاحكة فى مقاله اليوم بصحيفة الأنباء الكويتية، أحر التعازى للبنان الجمال وأهله فى هذا المصاب الجلل، اهتزت قلوبنا فى الكويت على دوى انفجار ميناء بيروت فى لبنان المنكوب الذى خلف ما يزيد على مائة قتيل وآلاف الجرحى والمفقودين فى بلد يعانى أساسا من ضائقة مالية وأزمة اقتصادية.
ولم أستغرب أن تكون الكويت من أولى الدول التى تهب لمساندة لبنان فى محنتها، فهذا حق لهم وواجب علينا.
لبنان.. ذلك البلد الجميل الذى يقطر جبله وأهله لطافة ومحبة ورحابة، لا يستحق ما يعانيه.
كان ومازال وسيبقى يعانى من الأزمات واحده تلو أخرى بسبب ترهل أجهزة الدولة وسوء الإدارة بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التى حولت جبل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات وميدان للحروب بالوكالة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ما حدث فى لبنان نتيجة تنامى قوى الفساد التى ترى أن المال والنفوذ اهم من الإنسان وصحته وحياته، بل ومن لبنان.
ما حدث فى لبنان هو تراكمية الأخطاء المتلاحقة والمتسلسلة والإهمال والعبث فى امن وسلامة الإنسان.
ما حدث فى لبنان ستحدث مجددا فى كل بلد يسيطر عليه من لا يخاف الله فى الناس ويسترخص ويستهتر بأرواحهم وسلامتهم وصحتهم وأمنهم.
ما حدث فى لبنان هو نتيجة حتمية للاستسلام للفساد وأهله!
ما يحدث فى لبنان هو امتحان اعتاد اللبنانيون على اجتيازه بعزمهم وصلابتهم وإرادتهم.
الذى انفجر فى لبنان ليس نيترات الأمونيوم فقط، بل انفجر صبر اللبنانيين ونفوسهم بسبب ما يتعرض له لبلدهم من خراب وتخريب وفساد وإفساد.
وأدعو كل مسؤول تحت يده سلطة وصلاحية تؤثر على البشر وصحتهم وأمنهم وسلامتهم الى ألا يصمت عن الإهمال أو الخطأ الذى قد يتحول فى يوم من الأيام إلى كارثة ومصيبة كما حدث فى لبنان.
إيمان عبدالله المهيري
بين المريخ والذرة
قالت الكاتبة إيمان عبدالله المهيرى فى مقاله اليوم بصحيفة البيان الإماراتية، النجاح يطلب جداً وجهوداً وما يعترف باليأس والركود» ويا من ما زلت تبحث عن وصفة المريخ والذرة إليك السر وجوابه، ليس التفوق فى دولة الإمارات العربية المتحدة يعرف الصدف ولا يؤمن بالحظ وعاداته، إنجازنا هنا رهن لنشاط دائم وفرق عمل لا يوقف عزمها ظروف استثنائية ولا محن، كانت المعالى ولا تزال هى مطلب الشعب والقيادة الأول ولأجلها تهون جل المصاعب. ويبدأ موسم العمل الحكومى مبكراً إيذاناً بانطلاقة تحين سنوياً.
إشارة من قائد الفريق واللماح يفطن بأن الموسم المقبل لن يشبه سابقه، فبعد المريخ مؤكد أنه لن يكون للعمل الاعتيادى محل ولا للموظف الروتينى مكان، مقصد القول أن تلك الصورة الراسخة للدوام بروتين حضوره ومهامه التى يفضلها بعض الناس لقلة مسؤولياتها أو لقلة استيعابهم للمتغيرات المحيطة قد زالت. وكما أثبت ظرف الجائحة تطور وإمكانات البنية الرقمية أظهر كذلك حجم وعى التعامل مع الأعمال عن بعد عند الموظفين والاستهتار عند البعض الآخر، فليس الأمر بقرب أو بعد إنما هو مسؤولية وقيمة وطموح ورغبة صادقة فى تحقيق أحلام اليوم والغد وأهداف حان وقتها، وفى نهاية المطاف إنجاز الفرد رهن لخياره فمن اختار القمة نال شرفها، ومن فضل الاستسلام للتحديات والعقبات والروتين فهو محله باقٍ.
وما هو بطرح لأجل الطرح، بل هو إشارة إلى أننا على أعتاب أعمال تحركها ثورة تكنولوجية وتحولات فى قطاعات حيوية تتطلب فكراً جديداً يستوعب تسارع النقلة المهنية، ومهارات متقدمة تضع الموظف عند قدر المسؤوليات فى ظل التحديات الجسيمة، وفاعلية للأدوار تضمن التوظيف الكامل للطاقات، وثقافة تجعل الموظف قادراً على فهم أعمق لواجباته وحقوقه. نعم لغة الغد لن تشبه نهج اليوم فهى لا تقبل بغير المبتكر والمبادر والمستشرف من لديه مرونة وسرعة التكيّف والمتغيرات من يخاطب رتمه إيقاع القادم بجدارة واقتدار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة