أعلن مصدر رسمي جزائري أن هناك اتصال هاتفي بين الرئيس الجزائري ونظيره الفرنسي تناول الوضع في ليبيا ومسألة الذاكرة المشتركة، حسبما ذكرت سكاى نيوز عربية في خبر عاجل لها.
أكد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة الجزائرى بالنيابة (الغرفة العليا بالبرلمان) اليوم الخميس، أن استرجاع رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسى هى خطوة نحو اعتراف فرنسا بجرائمها المرتكبة بالجزائر إبان الفترة الاستعمارية.
وقال قوجيل في كلمة خلال مراسم اختتام الدورة البرلمانية 2019/ 2020 اليوم إن "من بين مطالبنا منذ 58 سنة، هي استرجاع جماجم ابطال المقاومات الشعبية التي كانت موجودة في متاحف فرنسا"، معتبرا أن ذلك "خطوة من خطوات السير نحو اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر".
وانتقد قوجيل رد فعل حزب يميني فرنسي تجاه استرجاع الجماجم مضيفا "أن ما يعرقل العلاقات بين البلدين هو هذه الطبقة التي لم تنس الجزائر وتريد العودة اليها".
وأشار إلى أهمية الذاكرة الوطنية بالنسبة للأجيال القادمة مذكرا في كلمته بأهم مراحل الثورة التحريرية بدءا ببيان أول نوفمبر مرورا بمؤتمر الصومام 1956 ومؤتمر القاهرة 1957, مع التأكيد على وجوب تدريس التاريخ وتلقينه للأجيال الجديدة.
وتطرق قوجيل الى ملف تعديل الدستور، وقال إنه "بعد النقاش والاثراء ثم العرض على الاستفتاء الشعبي، ستكون هذه الوثيقة دستورا للمستقبل يبقى مع الاجيال ولا يتغير ويكون في مصلحة الدولة الجزائرية التي سيجد كل مواطن نفسه فيها.
وأشار إلى المراحل الصعبة التي عاشتها الجزائر مؤخرا وتم تجاوزها بتنظيم الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر 2019 والتي فاز بها الرئيس عبدالمجيد تبون، وقال إن "الكثيرين شككوا في نجاح تلك الانتخابات، غير انه، بفضل عزيمة الجيش الوطني الشعبي, وعلى رأسه المرحوم الفريق أحمد قايد صالح تم ايصال البلاد الى بر الامان".
وأشاد قوجيل بالدور الذي يقوم به القطاع الطبي والحماية المدنية والجيش وكل أجهزة الامن وكذا المتطوعين من ابناء الشعب الجزائري في محاربة فيروس كورونا، وقال إنه "رغم كل الصعوبات إلا ان الجزائر تسير في الطريق الصحيح".
من جانبه أكد الطيب زيتوني وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري، اليوم الخميس، تمسك بلاده بحل الملفات الاربعة المطروحة على الجانب الفرنسي والمتعلقة أساسا بالمفقودين واسترجاع رفات شهداء المقاومة الشعبية والارشيف الوطني الخاص بالثورة التحريرية الى جانب ملف تعويض ضحايا التجارب النووية.
وقال الوزير الجزائري -في تصريح صحفي- إن الجزائر متمسكة بحماية الذاكرة من خلال ايجاد حل لهذه القضايا المطروحة بين الجانبين الجزائري والفرنسي، مشيرا إلى استرجاع مؤخرا رفات 24 شهيدا من قادة المقاومة الشعبية.
وأضاف أن هذه العملية ستتواصل لاستعادة باقي رفات أبطال الجزائر باللجوء الى باحثين وعلماء مختصين في مجال التعرف على الهوية.
وفيما يتعلق بملف المفقودين، قال زيتوني إنه تم "تقديم للجانب الفرنسي قائمة تضم أزيد من 2200 مفقود جزائري أثناء حرب التحرير الوطني"، مشيرا الى أن عملية احصاء المفقودين متواصلة عن طريق مديريات المجاهدين في كافة الولايات بالتنسيق مع عائلات الشهداء والمصالح المختصة بالتعريف بالهوية".
وشدد على ضرورة استرجاع أرشيف الثورة التحريرية الذي يعد جزءا هاما من ذاكرة الامة، موضحا أن الجانبين الجزائري والفرنسي سيلتقيان قريبا من أجل ايجاد حل نهائي لهذا الموضوع ".
وأكد مواصلة العمل من أجل ايحاد حل لملف تعويض ضحايا التجارب النووية حيث تم لهذا الغرض تقديم اقتراحات ستعود بالمنفعة على الجانب الجزائري.
وقال إن "الجزائر لن تتراجع عن هذه الملفات الهامة بالنسبة لتاريخ الامة"، مشيرا إلى كل القوانين التي سنت لحماية الذاكرة والتي توجد حاليا بالامانة العامة للحكومة لمناقشتها واثرائها وعرضها بعد ذلك على البرلمان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة