استطاعت العاصمة الصينية بكين تجنب تفشى جديد لفيروس كورونا، بعد ما سجلت صفر إصابات جديدة لأول مرة منذ 26 يوما، وهو ما وصفته وكالة بلومبرج الأمريكية بأنه إشارة على أن عودة ظهور الفيرس التى أثارت المخاوف من موجة ثانية فى الصين قد تمت السيطرة عليها حتى الآن.
المدينة التى يسكنها أكثر من 20 مليون شخص قمعت انتشار الفيروس بعد إصابة 335 شخصا، فانخفضت العدوى من 36 فى اليوم عندما وصلت إلى ذروتها فى منصف يونيو الماضى.
واتخذت السلطات نهجا مختلفا للفيروس عندما عاود الظهور فى المركز السياسى والاقتصادى للفيروس بعد حوالى شهرين عن عدم تسجيل إصابات محلية مقارنة بما حدث فى ووهان، المدينة التى ظهر فيها الفيروس القاتل لأول مرة.
فبدلا من العودة إلى الإغلاق المفاجئ الشامل الذى يخاطر بعكس المكاسب التى تحققت منذ أن بدأت الصين إعادة الفتح، استخدمت بكين إجراءات أكثر استهدافا مثل حصر فرض العزل على أحياء بالكامل. ورغم أنه من الصعب تكرار هذه الإجراءات فى "الديمقراطيات الغربية"، بحسب بلومبرج، إلا أنها تقدم دروسا لدول أخرى تصارع العودة الحتمية للفيروس نظرا لأن التوصل إلى لقاح فعال لا يزال أمامه أشهر وربما سنوات.
وأسفرت عودة ظهور الفيروس فى بكين، والتى عاد مصدرها إلى سوق للمأكولات البحرية فى جنوب غرب المدينة، عن غموض جديد فى ظل النضال العالمى ضد الفيروس، وجاء فى الوقت الذى يعتاد فيه الناس على الحياة العادية الجديدة. وكان بمثابة تحذير لأماكن بدا أنها سيطرت على الوباء، وهو أن الفيروس لا يمكن هزيمته بسهولة.
وتشير بلومبرج إلى أن الصين استطاعت احتواء التفشى فى أقل من أربعة أسابيع من خلال الآتى:
ملايين الاختبارات:
فى ظل رفض الإغلاق الكامل لبكين مثلما حدث فى مناطق أخرى أقل أهمية، اعتمدت العاصمة على الاختبار المستهدف بسرعة غير مسبوقة.
وأجريت عملية مماثلة فى ووهان فى مايو، عندما تم إجراء اختبارات لأغلب السكان فى حوالى أسبوعين. وقامت بكين باختبار أكثر من 11 مليون شخص حتى الآن، وفقا لبانج شينج هو، نائب مدير مركز بكين للوقاية والسيطرة على الأمراض.
وبشكل عام، تمتلك الصين سعة 3.8 مليون عينة فى جميع الأنحاء يومين، بحسب ما قال المسئولون فى 24 سونيو، ليصبح ذلك المعدل الأسرع فى العالم على الأرجح.
ويتم تحقيق ذلك باستخدام طريقة تعرف باسم اختبار المجموعة، حيث يتم تقييم عينات متعددة فى وقت واحد مع متابعة تفصيلية إذا تم العثور على أى أثر للفيروس. وحتى بدون هذه الطريقة يمكن لبكين أن تختبر أكثر من 300 ألف شخص فى اليوم، أى أكثر ست مرات مما كانت عليه قدرة المدينة فى مارس، وفقا لمسئول لجنة الصحة.
وخلال التفشى فى بكين، تم اختبار مجموعات كاملة بمجرد اكتشاف إصابة فى وسطهم، بما فى ذلك جميع البائعين فى الاسواق الرطبة الرئيسية.
عمليات عزل مستهدفة:
بدلا من فرض الحجر المنزلى على الجميع فى بكين بمجرد تفشى الفيروس، قامت السلطات فقط بإغلاق مبانى ومجمعات قريب من بؤرة التفشى، وفى المناطق شديدة المخاطر، كان يتم السماح لفرد واحد من كل منزل بالمغادرة لشراء الاحتياجات الرئيسة. وهو النهج الذى تبحث دول أخرى فرضه، حيث نفذت مدينة ملبورن الاسترالية عمليات عزل لمنع ارتفاع الإصابات مجددا.
دروس مستفادة من ووهان
يبدو أن الصين استفادت من دروس التفشى المدمر فى ووهان فى يناير، عندما لم يكن الخبراء يفهمون الفيروس بشكل جيد، وبدا النظام غير مستعد للتعامل معه، فاجتاح الناس المستشفيات بحثا عن المساعدة مما أدى إلى انتشار الفيروس إلى مرضى آخرين ونشر العدوى فى البيئة.
هذه المرة تم منع سكان بكين من دخول المستشفيات ما لم تكن اختباراتهم سلبية للفيروس، وتم إقامة مواقع اختبار فى الأحياء التى تم العثور فيها على حالات للمساعدة من تظهر عليهم أعراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة