تستمر معاناة أمريكا اللاتينية من فيروس كورونا، فمنذ أواخر شهر أبريل الماضى، أظهرت مقاطع الفيديو والصور من المستشفيات الرئيسية فى القارة، الجثث الملقاة فى الممرات، وترتفع أعداد الضحايا يوميا، فى الوقت الذى تكثف بعض الدول جهودها فى حفر المقابر الجماعية لمئات الأشخاص، وعلى رأسهم البرازيل.
وأشارت صحيفة "لاراثون" الإسبانية إلى أن الولايات المتحدة لا تزال فى الصدارة ، والأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 129437 وفاة من أصل 2795163 إصابة، شفى منها 790404 حالات.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أن أمريكا اللاتينية تسجل أكثر من 2000 حالة وفاة فى اليوم وهو ما يثير القلق والمخاوف فى أن تسجل القارة نصف أعداد الوفيات فى العالم فى أقرب وقت ممكن، خاصة وأنها تجاوزت بالفعل أوروبا وأصبحت تحتل المركز الثانى بعد الولايات المتحدة الامريكية.
وتشير التوقعات بأن الصورة ستصبح أكثر قتامة ، حيث أنه من المتوقع حدوث حوالى 440000 حالة وفاة فى جميع أنحاء المنطقة بحلول أكتوبر، وفقا للخبيرة "كاريسا إتيان" رئيسة منظمة الصحة للبلدان الأمريكية.
وترى الخبيرة أن منطقة الأمريكتين هى المركز الحالى لوباء كوفيد 19، محذرة من ارتفاع عدد الوفيات ومن المتوقع وقوع وفاة مئات الالاف من الأشخاص الذين يعيشون فى منطقة امريكا اللاتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك العديد من الاسباب التى جعلت امريكا اللاتينية بؤرة تفشى المرض ، وهى المستويات العالية من عدم المساواة ، والبنية التحتية للصحة المنهارة فى القارة ، فضلا عن تباين المسئولين فى فرض الاجراءات الاحترازية للحد من كورونا، والاستجابة البطيئة والغير متساوية من قبل الحكومات، هذا بالاضافة إلى الحالة الاقتصادية المنهارة للقارة.
وقال أليخاندرو غافيريا ، وزير الصحة الكولومبى السابق ، لشبكة سى أن إن على نسختها الكولومبية: "أمريكا اللاتينية غير متجانسة للغاية، فى بعض المدن ، تكون البنية التحتية الصحية مماثلة لتلك الموجودة فى البلدان المتقدمة، وهناك البنية التحتية فى المناطق الريفية ضعيفة بشكل عام.
وقال الدكتور ماركوس إسبينال ، رئيس قسم الأمراض المعدية والتحليل الصحى فى منظمة الصحة للبلدان الأمريكية ، لشبكة سى أن إن: "فى أحياء ليما سيكون من الصعب جدًا إجراء التباعد الاجتماعي"، مشيرا إلى أن ثلث السكان فقط فى بعض البلدان لديه ثلاجة ، مما يعنى أنه يجب على الناس الشراء يوميًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة