مع قرب إجراء انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، فى ظل استمرار وباء كورونا، سيفرض هذا الفيروس قيودا بطبيعة الحال على العملية الانتخابية برمتها بمرحلة الدعاية على الأخص، نظرا لصعوبة إجراء اللقاءات الجماهيرية والجلسات التى اعتدنا عليها سلفا فى أى استحقاق انتخابى لشرح البرامج الانتخابية المستهدفة بالدوائر .
وتستعد الهيئة الوطنية للانتخابات للبدء فى جدولها الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ وسط تأهب للأحزاب لإجراء الانتخابات وأيضا الاستعدادات لانتخابات مجلس النواب فى نوفمبر القادم، وذلك رغم استمرار أزمة فيروس كورونا، والحقيقة أنه ليس مصر وحدها التى انتهجت هذا النهج فى تحدى هذا الفيروس وعدم وقف مقدرات الدولة أمامه أو تعطيل مساراها، فقد شهدت مختلف دول العالم خلال الفترة الماضية انتخابات وإجراءات استفتاء على الرغم من تفشى الفيروس.
وحسب تصريحات الأمم المتحدة فقد تم إجراء 18 عملية انتخابات أو استفتاء منذ بداية الوباء، وتم تأجيل 24 منها وتم الحفاظ على المواعيد الأولية لـ 39 انتخاب حتى الآن، وفى كوريا الجنوبية تم عقد انتخابات برلمانية فى أبريل الماضى ووصلت نسبة المشاركة لـ 66 %، ووضعت ضوابط شملت ارتداء الكمامات أقنعة طبية وخضوع كل ناخب لقياس درجة حرارته لدى وصوله إلى مركز الاقتراع، وإذا تبين أن درجة حرارته أعلى من 37 درجة مئوية يتم اصطحابه إلى حجرة خاصة للإدلاء بصوته، واقترعت صربيا على انتخاباتها البرلمانية والتى تمثل أول انتخابات عامة فى أوروبا فى 22 يونيو الماضى، وانتهت عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية في روسيا، بنسبة مشاركة وصلت 77.92%، وأدلى الناخبون فى طاجيكستان بأصواتهم فى انتخابات برلمانية، مطلع مارس، كما جرت فرنسا انتخابات البلدية فى يونيو وسط تراجع لنسبة المشاركة تخطت 60% وتستعد إسبانيا لخوض انتخاباتها الإقليمية فى 12 يوليو وذلك بالتصويت عبر البريد الإلكترونى وتتم الحملات الإنتخابية تتم عبر الشبكات الاجتماعية والبث المباشر،كما أجرت ملاوى انتخاباتها الرئاسية وسط حضور 4 ملايين مشارك.
ويقول أحمد مقلد، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الدعاية الانتخابية للاستحقاقات المقبلة ستختلف فى الوقت الحالى عما كانت عليه بسبب ما تفرضه أزمة كورونا من قيود، مشيرا إلى أن رؤية الحزب للدعاية هذه المرة فى ظل استمراء وباء كورونا ستتضمن اختفاء للمؤتمرات الشعبية بالكامل لأنها ستشهد تجمعات ضخمة وسيصعب أخذ الإجراءات والتدابير الاحترازية فيها والاعتماد على الدعاية الإلكترونية وبعض أشكال الدعاية فى الشوارع وإطلاق حملات إعلانية والاعتماد على وسائل التواصل ومواقع التواصل الاجتماعى بشكل رئيسى.
وشدد نائب رئيس حزب المؤتمر، أن حملات طرق الأبواب ستتم ولكن بوعى شديد والتدابير الاحترازية المتخدة بشكل كامل، لافتا إلى أنه سيكون هناك توازن بين حق المواطنين فى المعرفة وممارسة حقوقهم، وبين الحفاظ على صحته.
وتابع قائلا: "مرشح اللحظات الأخيرة فرصته منعدمه فى ظل تحديات كورونا وما تفرضه من قيود والحزب مستعد منذ فترة وموجود فى الشوارع منذ سنوات وبالتالى القيود المفروضة على الدعاية بسبب كورونا لن تؤثر فيه بشكل كبير.. ورغم أن انتخابات مجلس الشيوخ لها طبيعة خاصة لاستهدافها عقول استشارية لمؤسسات الدولة إلا أنه سيتم مخاطبة كافة الشرائح والطبقات"، معتبرا أن الجلسات العرفية قليلة العدد ستحدث ولكن فى إطار احترازى شديد.
وقال الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس حزب الوفد، إن الحزب يجرى استعدادته الكاملة لانتخابات مجلس الشيوخ، والتحرك بأشكال كثيرة للدعاية لمرشحيه التي سيتم الإعلان عنهم فور فتح باب الترشح، وذلك من خلال اللجنة التي شكلها الحزب مؤخرا لاختيار المرشحين.
وأضاف نائب رئيس حزب الوفد، أن سيتم تكثيف الدعاية أيضا بعد فتح باب الترشح عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مخاطبة المواطنين وعرض البرامج الانتخابية، إضافة لما يقوم به المرشح من عرض فيديوهات وغيرها من الأساليب المختلفة للدعاية الانتخابية المختلفة في جميع المحافظات.
ولفت إلى أن الحزب يبذل جهودا كبيرا من أجل استخدام أفضل الطرق للدعاية الانتخابية بعد إعلان جداول المواعيد من الهيئة الوطنية للانتخابات.
وهو ما أكد عليه بالقول أيضا فى تصريحات مسبقة، المهندس أشرف رشاد، أمين عام حزب مستقبل وطن، نائب رئيس الحزب، فى تصريحات سابقة أن المسيرات والمؤتمرات الانتخابية ستفقد قيمتها وقوتها، وأنه سيتم الاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديث ومواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا في الدعاية الانتخابية.
ولفت إلى أن فترة الدعاية ليس من المهم تكون طويلة، وأنها يجب أن تكون فترة كافية لكل مرشح لعرض برنامج وإبلاغ أنصاره بالترشح، مؤكدا أن الهيئة الوطنية للانتخابات ستدير الانتخابات بشكل أكثر من احترافى للعبور بالعملية الانتخابية من أية عقبات.
وقال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أنه سيتم الاعتماد على وسائل الرقمنة والاتصالات الحديثة واحتياج لآليات مبدعة فى استخدام السوشيال ميديا وكافة التطبيقات الإلكترونية وليس "الفيس بوك وتويتر فقط "، مؤكدا أن هذا معناه أنه سيؤثر فى نسبة كبيرة لشريحة المشاركين فى الانتخابات وستكون المخاطبة مركزة بشكل رئيسى على الناخب النخبوى والذى يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى بشكل رئيسى فى حياته اليومية، وبالتالى لن يستهدف فى هذه الحملة المواطن البسيط.
وشدد على أن الدعاية الانتخابية ستركز على الاتصالات والرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعى، ستلغى بطبيعة الحال اللقاءات الجماهيرية لاعتبارات صحية وبالتالى لن يكون هناك تجمعات كثيرة.
واعتبر "فهمى"، أن معيار مخاطبة المواطن البسيط سيعتمد على ما حصده المرشحون والأحزاب من مكاسب وتواجد على الأرض الفترة الماضية وليس فى الوقت الراهن، متوقعا أن يكون هناك تراجعا لنسبة المشاركة السياسية.
ولفت إلى أن الاعتماد على وسائل الإعلام ستكون أداة رئيسية فى توجيه الحملات الإعلامية للمرشحين قى ظل تراجع اللقاءات الجماهيرية، مؤكدا أن المعركة الانتخابية هذه المرة ستكون سهلة لأنه لن يكون هناك تأثيرا للمال السياسى وعدم وجود ضخ له فلن تصرف ملايين بصورة كبيرة، بجانب الاعتماد على التواصل الجماهيرى بتقديم خدمات نوعية وزيادتها الفترة القادمة والتى ستعد وسيلة التواصل المباشرة الوحيدة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه سيتم تقسيم الناخب لشريحتين الأولى نخبوية والثانية المواطن البسبط لتحديد الحملة التى ستتخذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة