تسببت جائحة كورونا المتفشية منذ أوائل العام، فى جميع أنحاء العالم فى تغير أنماط الحياة وسلوك الأفراد فى العديد من البلدان، فضلا عن احداث تغييرات فى التقاليد الاجتماعية والأعياد، ومع بداية عيد الأضحى، شددت الحكومات الخليجية على اتباع الإجراءات الوقائية، للحد من انتشار الوباء، وظهرت أنماط وطرق جديدة فى الحياة فى ظل الوباء العالمى، نرصد أبرزها.
"الخروف الأونلاين والدليفرى"
قررت معظم بلدان الخليج شراء المواطنين أضحية العيد عبر وسائل التواصل والتطبيقات، دون الحاجة للذهاب إلى المسالخ والقيام بتجمعات، قد تنشر العدوى، ففى المملكة العربية السعودية، فعّلت بلدية محافظة الخفجى خدمة حجز المواعيد الإلكترونية لذبح الأضاحي.
كما كشفت الإمارات عن تطبيقات ذكية لطلب الأضحية حيث تساهم فى رفع مستوى الوقاية من الاختلاط بالآخرين وتحقيق التباعد الاجتماعى المطلوب، وأكدت بلدية مدينة أبوظبى جاهزية مسالخها خلال عيد الأضحى المبارك، وأشار خلفان المحيربى رئيس قسم المسالخ أن البلدية وضعت العديد من التطبيقات الذكية لطلب الأضاحى حيث يمكن المضحين طلب الأضاحى من خلال تطبيقات /ذبيحتي/ وتطبيق /ذبائح الجزيرة/، وتطبيق هيئة الهلال الأحمر /حلال/، وتقوم المسالخ بتجهيز طلبات الجمهور وإيصالها إلى منازلهم وبرسوم رمزية.
بدورها، ابتكرت مملكة البحرين أيضا، طريقة حجز أضحية عيد الأضحى، أونلاين وقالت الجمعية الإسلامية بالبحرين، إنها دشنت خدمة الحجز المسبق للأضاحى، وذلك عن طريق الدفع من خلال برنامج البنفت باى أو من خلال الموقع الإلكترونى، والتباعد عند التسليم، كما كشفت وكالة الثروة الحيوانية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمرانى بمملكة البحرين، عن إلزام المسالخ المعتمدة بتطبيق مجموعة من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس كورونا.
العيدية الإلكترونية
وأصبحت العيدية إلكترونية، دون الحاجة للمس النقود التى تساعد على انتشار الفيروس، وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، إجراءات احترازية جديدة سيتم تطبيقها خلال فترة الأعياد سواء كان فى عيد الفطر أو الاضحى، فى إطار مساعيها لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، وقال المتحدث الرسمى باسم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث سيف الظاهري: "ندعو الامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال أو حتى صرفها من المصارف وتداولها بين الأفراد خلال هذه الفترة، واستخدام البدائل الإلكترونية لذلك".
التزاور عبر وسائل التواصل الاجتماعى
كما شددت وزارة الصحة السعودية، على اتخاذ الإجراءات الوقائية فى المناسبات واللقاءات مع قرب عيد الأضحى، وعدم زيادة الأعداد خلال التجمعات، واتخاذ الإجراءات فى الوقاية الشخصية والتباعد الاجتماعى، وقال المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، الدكتور محمد العبد العالي: «خلال هذه الأيام ستكون هناك مجموعة من المناسبات واللقاءات، فلا نريد أن يكون هذا التواصل سببا فى تعاسة المناسبة».
وفى البحرين، جدد الفريق الوطنى للتصدى لفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، ضرورة المواصلة بعزم والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وشدد على الدعوة إلى الجميع بالامتناع عن التزاور وخاصة بين العائلات والابتعاد عن التجمعات العائلية، والمعايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعى وتفعيل الدفع الإلكترونى، مؤكدين أن تحدى فيروس كورونا يستوجب المواصلة بعزم وفق المسؤولية الوطنية لتجاوزه بنجاح.
أما فى سلطنة عمان التى أعادت الاغلاق بين محافظاتها، أعلنت بلدية مسقط عن عدد من التنظيمات التى تضمن انسيابية عمل المسالخ وتوقع الطلب استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، حيث اعتمدت الإجراءات التنظيمية على الطلب عبر نظام الحجز المسبق لذبائح الأفراد مع إجراء تعديلات فى ساعات العمل، وذلك نظرًا للمستجدات التى أقرتها اللجنة العليا المكلفة بمتابعة التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، وتماشيًا مع قرار الإغلاق التام ومنع الحركة خلال الفترة المسائية، وحرصًا من بلدية مسقط على استمرار المسالخ فى العمل بانسيابية فى هذه الفترة.
واتخذت الكويت ضوابط جديدة، وكلف مجلس الوزراء الكويتى، بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وزارة الشئون الاجتماعية الكويتية، بالتعميم على الجمعيات واللجان الخيرية والجهات المعنية، بالحد من توزيع الأضاحى خارج الكويت، وتكثيف عمليات توزيعها داخليًا؛ وذلك ضمن مواجهة الآثار الاقتصادية السلبية المترتبة على تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وفى سوريا دعت الحكومة فى دمشق المواطنين إلى عدم مغادرة منازلهم وتجنب التجمعات وأماكن الازدحام خلال عطلة العيد، وتزدحم الشوارع السورية والأسواق خلال فترة المساء لا سيما الأماكن المفتوحة، كما علقت الحكومة فى دمشق صلاة عيد الأضحى بسبب تركز العدد الأكبر من الإصابات فيهما، وفى إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة، تواصل الكوادر الطبية والمنظمات الإنسانية شمال غربى سوريا حملات التوعية والإرشادات.
وفى المغرب، أعلنت السلطات المغربية منع صلاة العيد وإغلاق بعض المدن الكبرى منعا لتفشى الفيروس القاتل، وفى الجزائر، استشارت السلطات اللجنة الوزارية للفتوى وقررت أن تؤدى صلاة العيد فى البيوت جماعة أو فرادى دون خطبة. وفى تونس، تم التبرع بأموال الحج إلى الفقراء والمحتاجين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة