بين جدران منزل فى قرية تلة التابعة لمركز المنيا، تعيش سيدة خمسينية، لم يكن أحد يعلم عنها شيئا ولا المقربون من المنزل، ولكن فى لحظات أصبح السؤال عنها حديث المواطنين، خاصة بعد أن قامت مجموعة من أهالى القرية بتقديم بلاغ ضد شقيقها يتهمونه فيه بأنه احتجز شقيقته حوالى 22 عاما، وأنه يهمل رعايتها.
السيدة فادية
البداية كانت بإخطار تلقاه اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، من مأمور مركز شرطة المنيا، يفيد تلقيه بلاغ من عدد من الأشخاص بإحدى قرى مركز المنيا عن تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى عن احتجاز شخص لشقيقته، داخل المنزل لمدة 22 عاما بإحدى قرى مركز المنيا، وبلاغ مقدم من عدد من الجيران حمل رقم 5961 إدارى مركز المنيا .
على الفور تم تشكيل فريق بحث بالتنسيق مع مباحث المديرية، وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ وبلقاء السيدة وتدعى "فادية إسماعيل" 42 سنة تبين أنها مضطربة نفسيا .
وانتقل "اليوم السابع" إلى المنزل والتقى شقيقها المتهم باحتجازها يدعى "خلف إسماعيل"، والذى قال إن شقيقته كانت تعيش حياة صحية سليمة وتزوجت مرتين المرة الأولى انفصلت والثانية توفى زوجها غريقا فى مياه البحر أمام عينيها مما أصابها بصدمة عصبية أثرت عليها وأصابتها بالحمى، وبعد مرور وقت على الوفاة أحضرها والده إلى المنزل وكانت فى ذلك الوقت مريضة بالحمى، مضيفا: "قمنا بعرضها على الأطباء وبعد أن تعبنا توقفنا عن ذلك ولفت تحولت حالتها إلى مرض نفسى، وبعد أن كانت تدخل وتخرج كثيرا بعد إصابتها قررنا بقاءها فى المنزل"، مؤكدا أنها هربت أكثر من مرة من المنزل حتى أننا فى إحدى المرات أحضرناها من الزراعات بقرية بنى أحمد الغربية .
وأشار إلى أنها موجودة بالمنزل ولكنها لا تخرج منه، مضيفا: "المنزل مفتوح من الداخل وأقوم بإغلاق البوابة الرئيسية حتى لا تخرج إلى الشارع وتهرب من جديد، وعن الحجرة التى تعيش فيها قال إنها تعيش فى منزلها 60 مترا وتملك حجته لكن هذا الجزء من المنزل لم يتم بناؤه، فأنا قمت ببناء شقتين لأبنائى الكبار حتى يتزوجوا بها فأنا فقير أعمل شيال ودخلى بسيط، وكشف خلف أن شقيقه الآخر يعانى أيضا من أصل نفسى لكنه رجل أما شقيقته فادية لا أستطيع أن أتركها تخرج إلى الشارع بمفردها وهى فى هذه الحالة" .
وتقول فادية إسماعيل، التى تبلغ من العمر 56 عاما: "أنا أجلس هنا ولن أخرج من هنا أبدا، وبعد أيام قليلة سوف تجدوننى ملقاة على الأرض قد فارقت الحياة"، وردا على سؤال اليوم السابع بنقلها لمكان أكثر أمنا من ذلك قالت فادية: "إننى لن أغادر هذا المكان مطلقا حتى الموت ولا أريد مكانا غير هذا، وإذا أردتم نقلى أرسلونى إلى ربنا هو الأفضل"، وبسؤالها حول حقيقة احتجازها قالت: "الله يعلم هو علم كل شيء".
وأضافت: "تزوجت مرتين الأولى فى المنصورة والثانية بقرية محاورة لنا ولا يوجد داعى لذكر اسم الزوج فأنا اليوم غير متزوجة"، وقالت: "سوف أموت فى هذا المكان".
وعن توفير مكان أكثر نظافة قالت: "هذا هو المكان الأفضل لى، فقد أصبحت لا أترك حصيرتى"، وأوضحت أن الحياة ليس لها طعم بالذهاب إلى الله افضل.
وقال ناصر مصباح، أحد أهالى قرية تلة التابعة لمركز المنيا، عن واقعة احتجاز سيدة على يد شقيقها بالقرية، أن السيدة تسكن فى منزلها ومعها حجة المنزل الذى تعيش فيه، مضيفا أنها تعانى من مرض نفسى لذا لا تخرج من المنزل خوفا عليها بسبب هروبها المتكرر.
فيما أضاف عبد الوهاب محمد، أحد شهود العيان وأحد أهالى القرية، أن السيدة كانت فى مقتبل عمرها سليمة تماما وتزوجت مرتين ولكن حادث وفاة زوجها الثانى أثر بها بشكل كبير، وأصبحت مضطربة نفسيا ولا تستطيع الاعتناء بنفسها.
يذكر أن مركز شرطة المنيا تلقى بلاغا من مجموعة من أهالى قرية تله التابعة لمركز المنيا، حمل رقم 5691 إدارى مركز المنيا، يتهمون فيه خلف إسماعيل باحتجاز شقيقته فادية إسماعيل 56 عام وذلك لمدة 22سنه وأنها فى مكان مهمل ولا يتم الاعتناء بها، وتم إحالة المحضر للتحقيقات التى قررت اخلاء سبيل المتهم من ديوان مركز المنيا.
ومن ناحيتها وجهت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى فريق أطفال بلامأوى وفريق التدخل السريع التابع لمديرية التضامن الاجتماعى بمحافظة المنيا بالوصول إلى السيدة بناءاً على بلاغ مقدم ضد شقيقها من المواطنين، جيران الحالة بإهماله أخته وحبسها فى منزل مجاور لهم لمدة 22 عاما دون رعاية.
وبعد الزيارة تبين لفريق التدخل السريع أن السيدة ذات الخمسين عاما تعيش فى غرفة بحالة سيئة وغير آدمية ويظهر عليها آثار الإهمال وعدم النظافة نتيجة بقائها منعزلة فى هذا المكان لمدة 11 شهرا لم تتناول خلالها سوى القليل من الطعام ولم يقم أحدا من ذويها بتقديم الرعاية لها.
وقام فريق التدخل السريع بتقديم الإسعافات اللازمة للحالة وإحالتها لطبيب مختص نظرا للتدهور الشديد فى بنيتها الجسدية كما تم عرضها على طبيب نفسى لمتابعتها وتقديم الدعم النفسى لها.
وعندما عرض عليها الفريق إيداعها فى إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى رفضت رفضا تاما كما رفضت أن تعود لمنزل الأخ أو تعيش معه فقام الفريق بتجهيز مكان صحى وآمن للحالة فى منزلها بعد استشارة الطبيب النفسى بأنه لا خطورة من بقائها بمفردها. ويبحث الفريق توفير معاش للحالة تستطيع منه الانفاق دون الحاجة للأخ وأيضا ما يحقق المصلحة الفضلى للحالة.
شقيق السيدة فادية
شقيق السيدة فادية المحتجزة بمنزل 22 عاما
شقيق السيدة فادية المحتجزة بمنزل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة