شهد عدد من الشواطئ فى المحافظات، حالات غرق، حصدت أرواح مجموعة من الشباب، نتيجة نزولهم الشواطئ، رغم قرار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء بمنع نزول الشواطئ.
وفى الإسكندرية شهد شاطئ المحافظة، مصرع قرابة 21 شابًا فى 15 يوما، وتحديدًا خلال شهر يوليو الجارى، وفى السويس، شهدت إحدى الشواطئ المفتوحة بمنطقة الأدبية بالعين السخنة وفاة 3 شباب، جاءوا من مدينة العبور فى القليوبية لقضاء يوم، ونجح الإنقاذ النهرى فى إخراج الجثامين.
وفى الإسكندرية شهدت المحافظة، فى الآونة الآخيرة تزايد فى حالات الغرق، مما يلقى الضوء على ملف شواطئ غرب الإسكندرية بمنطقة العجمى، والتى تتميز بطبيعة خاصة تختلف عن باقى شواطئ المحافظة والمنقسمة إلى قسمين، فهناك القسم الشرقى والممتد من شاطئ أبوقير شرقًا مرورًا بشواطئ المندرة وسيدى بشر وميامى وجليم، ووصولا إلى شواطئ الأنفوشى ورأس التين، وتتميز تلك الشواطئ بدرجة حماية وأمان مرتفعة بسبب مشروعات حواجز الأمواج التى تنفذها وزارة الرى المصرية بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية منذ سنوات بهدف حماية الشواطئ من التآكل، إلا أنها كونت حاجزا للأمواج أدى إلى الحد من التيارات المائية وسهولة السباحة فى تلك الشواطئ.
أما القسم الآخر من شواطئ الإسكندرية فيقع فى الجهة الغربية والمعروفة بمجموعة شواطئ العجمى، وهو شريط غربى ساحلى به عدد من الشواطئ الشهيرة والتى تجذب إليها آلاف المصطافين سنويًا بسبب الطبيعة الساحرة لمياه البحر والرمال البيضاء الناعمة، إلا أن تلك الشواطئ الناعمة بها خطر مميت، حيث تتميز تلك الشواطئ بشدة التيارات المائية "الدوامات" نظرًا للطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة الغربية والتى تعتبر بداية الساحل الشمالى، ولم يتم تنفيذ مشروعات حماية الشواطئ بها.
ويقول الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية، ومتخصص بالاتحاد الدولى للإنقاذ بمصر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن شواطئ غرب الإسكندرية بحى العجمى تتميز بالخطورة المرتفعة فى السباحة خاصة لمن لا يجيدون السباحة فى التيارات المائية الشديدة، حيث يأتى شاطئ النخيل فى مقدمة شواطئ العجمى ذات درجة الخطورة المرتفعة، وذلك بسبب حواجز الأمواج الخاطئة التى تؤدى إلى زيادة شدة التيارات المائية "الدوامات" التى تسبب الغرق.
وأوضح الدكتور رأفت حمزة أن شاطئ النخيل به 6 حواجز أمواج فى عرض البحر على مسافة من الشاطئ بينها 7 فتحات للمياه تصب مباشرة فى عمق البحر، تلك الفتحات مع وجود الحواجز ومع شدة اندفاع الموج تؤدى إلى اندفاع المياه بشدة لتعبر من بين تلك الفتحات بعد أن صدتها حواجز الأمواج، وفى حالة انسحاب الموج لا يجد مخرجا أيضا سوى تلك الفتحات فيخلق دوامات السحب مع كل موجة تنسحب إلى عمق البحر مرة أخرى، وتسحب معها أى شخص متواجد فى تلك المنطقة، مسببة الغرق واندفاع الجثة إما داخل عمق البحر وراء الحواجز، أو تحتجزها الكتل الصخرية لحواجز الأمواج، خاصة أن حواجز الأمواج بشكلها المدبب، تخلق كهوفا وممرات ضيقة ومظلمة أسفل تلك الحواجز.
أما عن ثانى أخطر شاطئ بالعجمى، فيقول الدكتور رأفت حمزة، إن الهانوفيل يحتل المرتبة الثانية بين مجموعة تلك الشواطئ فى صعوبة السباحة، بسبب التيارات المائية والمنطقة المفتوحة بلا حواجز، وهناك منطقة بشاطئ الهانوفيل تدعى "المقبرة" يصعب أى شخص مهما كان يجيد السباحة النزول فيها، لأنها تتميز بالخطورة الشديدة.
فيما جاء شاطئ "أبو تلات" فى المرتبة الثالثة لأخطر 3 شواطئ بالعجمى، حيث أدت الطبيعة الجغرافية لهذا الشاطئ بالقرب من مصب نهر النيل من اختلاط مياه البحر بمياه النيل ووجود تيارات مائية شديدة، حيث اشتهر شاطئ "أبو تلات" بالدوامات المستمرة طوال أشهر السنة، ولا يسمح بالسباحة به لخطورته.
وناشد الدكتور رأفت حمزة، المواطنين خاصة مع اقتراب إجازة عيد الأضحى المبارك والارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، الالتزام بقرارات الدولة فى عدم النزول للبحر، خاصة أن الشواطئ مغلقة إذن لا يوجد بها خدمات إنقاذ أو إسعاف.
وفى السويس تمكنت فرق إدارة الإنقاذ النهرى والحماية المدنية بمحافظة السويس، من العثور على جثث ثلاثة شباب هم محمود رياض، 22 عامًا، بالقرب من قرية أرونا بالعين السخنة، والشقيقين أحمد عبد الفتاح منتصر 20 عامًا، ومنتصر عبد الفتاح منتصر، 16 عامًا، وهم من مدينة العبور بمحافظة القليوبية، بعد أن لقى مصرعهم الجمعة الماضية، بأحد المناطق المفتوحة على البحر بالشاطئ العام بمنطقة الأدبية فى اتجاه العين السخنة، فى محافظة السويس.
وكانت قد كشفت تحريات المباحث حول الحادث، أنهم 6 شباب جاءوا من مدينة العبور بالقاهرة صباح يوم الجمعة من أجل قضاء يوم على الشاطئ العام الأدبية بطريق العين السخنة، وكانوا يستقلون سيارة أجرة، قيادة شاب آخر لم يدخل إلى الشاطئ، واستمر متواجد فى السيارة، وكان الشباب الـ6 داخل المياه، وعندما ارتفعت الأمواج خرج ثلاثة منهم، واستمر ثلاثة آخرين جرفتهم أمواج البحر، ولم يتمكنوا من الخروج، ولقوا مصرعهم غرقًا.
وحذر اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس، من نزل البحر فى الشواطئ، مشددًا على جميع الجهات التنفيذية، الاهتمام بمنع نزل أى مصطاف البحر.
وفى البحر الأحمر، تعد أخطر شواطئ محافظة البحر الأحمر الذى شهدت عددًا من حوادث الغرق خلال السنوات الماضية هو شاطئ المطار برأس غارب، حيث غرق عدد من زوار أحد الأديرة خلال ممارستهم السباحة وكانوا جميعًا من محافظة المنيا.
كما يعد شاطئ الشاليهات بالقصير أيضًا من الشواطئ الخطرة، والذى لا يمر عام إلا ويشهد حالات غرق خاصة فى أعياد شم النسيم وأعياد الفطر والأضحى.
وفى القرى السياحية توجد العمالة المدربة على عمليات الإنقاذ وإرشاد النزلاء ومتابعتهم ووضع العلامات الإرشادية والتحذيرية ولا تحدث حوادث غرق داخل شواطئ القرى السياحية بسبب وجود منقذين مدربين وخلال فترة إغلاق الشواطئ لمواجهة انتشار فيروس كورونا كان هناك التزام كامل بإغلاق كل الشواطئ، فيما تنعدم فى الشواطئ العامة المنتشرة بطول ساحل البحر الأحمر خدمات الإنقاذ بالشواطئ المفتوحة وغير المجهزة، والتى تكون عادة خارج كردون المدن.
وكان نظم مركز إعلام الغردقة دورات تدريبية من قبل شارك فيها العشرات من المنقذين والمسعفين تحت عنوان مهرجان "حراس الحياة".
من جانبه، أكد الدكتور محمد سلامة، منظم مهرجان حراس الحياة، أن الهدف من المهرجان إظهار الدور الذى يقوم به رجال الإنقاذ على الشواطئ وحمامات السباحة ورجال الإسعاف والحماية المدنية فى المجتمع، مشيرًا إلى أن المهرجان شارك فيه 44 منقذا من جميع مدن محافظة البحر الأحمر، و25 منقذًا من مختلف المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى 16 من رجال الإسعاف.
وأوضح منظم مهرجان حراس الحياه أن الفقرة الرئيسية بالمهرجان شملت مسابقات للمنقذين على أعمال الإنقاذ البحرى والإسعافات الأولية وتم اختيار الفائزين الثلاثة الأوائل وتكريمهم بجوائز مادية، بالإضافة إلى اختيار أفضل ثلاثة مسعفين.
وفى أسوان، ورغم أنها لا تحتوى على شاطئ بحرى، ولكن شواطئ النيل التى اتخذها المواطنون بديلاً عن المصايف خلال فترة الصيف تعد خطراً يواجه رواد هذه الأماكن وتعرض حياة السباحين فى النيل للخطر، وسجلت هذه الأماكن عشرات الغرقى خاصة فى المواسم والأعياد.
قال عوض طاهر، من محافظة أسوان، إن المحافظة لا تحتوى على شواطئ بحرية فكثير من الراغبين فى المصايف من "الغلابة" لا يجدون فرصة للسفر إلى إحدى المحافظات الساحلية خلال فترة الصيف فيلجئون إلى "مصايف الغلابة" وهى السباحة فى النيل من خلال التردد على بعض الأماكن المشهورة بالسباحة عبرها فى النهر، وتشتهر بـ"شواطئ الغلابة"، ولكنها فى نفس الوقت تمثل خطراً كبيراً على المواطنين بسبب حصد أرواح العشرات أثناء محاولتهم السباحة فى النيل.
وأضاف أحمد محمود، من أهالى أسوان، أن أخطر هذه المتنزهات النيلية هو المنطقة أسفل كوبرى أسوان الملجم، والتى عادة ما تشهد زحاماً كبيراً من المواطنين خاصة فى المناسبات والأعياد بخلاف تواجد الكثير من الراغبين فى السباحة فى هذا المكان خلال فترة الصيف تحديداً، موضحاً أن هذا المكان حصد العشرات من المواطنين لدرجة أن المواطنين أطلقوا الأقاويل والشائعات عن هذا المكان ومنها أنه "مرصد للجن" و"هناك قبيلة من الجن تعيش أسفل هذا المكان ويزعجها السباحة فيه"، وترجع تلك الأقاويل لكثرة الغرقى وافتقاد جثثهم لأيام فى هذا المكان الذى يعد شديد التيارات المائية.
وأشار إلى أن هناك مواقع أخرى فى مدينة أسوان وغيرها من المراكز تعد ذات خطورة أيضاً، ورغم ذلك يتردد عليها المواطنون فى المناسبات والأعياد، مثل: "جزيرة بربر" والتى تقع وسط النيل وينزل المواطنون للسباحة فى النيل عبرها، ولكن هذه الجزيرة بها منحدرات شديدة تحت الماء وكثير من السباحين يسقطون فى هذا المنحدر، بجانب مواقع أخرى فى أسوان مثل: "جبل تقوق" و"بهاريف" وشواطئ القرى المطلة على النيل بمراكز دراو وكوم أمبو وإدفو.
وكان اللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان السابق، أصدر قراراً بمنع المواطنين من السباحة داخل مجرى نهر النيل، وخاصة فى بعض المنطقة المواجهة لكوبرى أسوان المعلق، وذلك بعد تزايد أعداد المواطنين الذين تعرضوا للغرق خلال الفترة الماضية، نتيجة سرعة السحب وحركة جريان المياه ووجود دوامات تمثل خطراً على أى مغامر بحياته يحاول السباحة فى هذه المنطقة.
وأكد المحافظ، أنه تم التنسيق مع مدير أمن أسوان بمرور دوريات متحركة من المسطحات المائية على مدار اليوم لمنع أى شخص من السباحة لحمايته من التعرض للغرق ، لافتاً إلى أنه وجه مدير عام الشباب والرياضة بفتح حمامات السباحة التابعة للأندية الرياضية أمام الجمهور وتسهيل إجراءات ممارسة رياضة السباحة للجميع حيث أنها آمنة ويوجد بها الكوادر المدربة لتدريب وتوجيه الممارسين لها، مناشداً الراغبين فى ممارسة رياضة السباحة من المواطنين بالاشتراك فى حمامات السباحة المتوافر بها الاشتراطات الآمنة حماية لأرواحهم من أى مخاطر.
وأوضح، بأن مدينة ومركز أسوان تضم 7 حمامات سباحة منها 4 حمامات تابعة لمديرية الشباب والرياضة وهى بنادى أسوان الرياضى ونادى الشمس بكيما وإستاد أسوان الرياضى وأيضاً بمنطقة الجزيرة أمام مطلع الصداقة الجديدة ، كما توجد 3 حمامات سباحة أخرى تابعة للشركات المختلفة.
وفى الدقهلية، أكد الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، لـ "اليوم السابع"، على استمرار إغلاق شاطئ جمصة، ومنع نزول المصيفين التزامًا بقرارات رئيس مجلس الوزراء، واتخاذ للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وأشار "مختار"، إلى أنه شدد على انتشار الخدمات للتنبية على المواطنين بعدم النزول، وأشار إلى أن عدم وجود منقذين على البحر، لأنه لا يوجد أى تعامل أو تواجد للمواطنين فى البحر، وعن حالة الغرق أكد بأن لا توجد أى حالات غرق، لعدم وجود أى رواد على البحر حتى الآن، والتزام الجميع بالافتات الموضوعة على الشواطئ بالتخذير بعدم النزول والشاطئ مغلق.
وفى كفر الشيخ، أطلق عدد من أهالى كفر الشيخ على مصيف بلطيم، أنه شاطئ الموت بعد أن غرق خلال 20 يوما 4 من شباب قرى بيلا والرياض، وبرغم تلك الحوادث إلا أن هناك إصرار من عدد من الأهالى للتواجد بشواطئ المصيف الستة "النرجس، والأمل، والنرجس، والسلام، والفنار، والزهراء".
وحذر اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، من النزول لمياه البحر المتوسط بمصيف بلطيم، حتى لا يتعرضون للغرق كما تعرض من شباب المحافظة أخرهم نور كلبوش، رحمة الله، مؤكدًا أنه تم الاستعانة بـ 20 من الشباب من الشيخ مبارك والشهابية لمنع نزول الشباب للشواطئ.
وأضاف محمد إمام، رئيس مدينة مصيف بلطيم، هناك عدد من يتسلل من على الجبال للدخول للمصيف، لعدم وجود أسوار حول المدينة، مؤكدًا أن هذا السلوك يلجأ إليه البعض نظرًا لإغلاق شواطئ المصيف الستة.
وأكد رئيس مصيف بلطيم، أن البعض يتسللون إلى الشواطئ فجراً إلى الشواطئ المفتوحة، مما تسبب لوقوع حالات غرق، مشيرًا إلى أننا نهيب بالمواطنين بالالتزام بالتعليمات وعدم نزول الشاطىء نهائى حرصًا على سلامتهم وحفاظًا على أرواحهم.
وقال الدكتور محمد سعد علي، طبيب بشري، للأسف الشديد هناك من يتسللون لشواطئ المصيف، ولأنه شاطئ مفتوح من السهل الوصول له، ولم يلتزم الأهالى بالتحذيرات المتعددة، وتابعنا غرق 4 من الشباب أخرهم نور كلش الذى ظل فى مياه البحر 11 يومًا وتم استخراج جثمانه من بين الصخور، متعجبًا من عدم اتعاظ الناس من تلك الحوادث المؤلمة التى راح ضحيتها شباب، خالفوا تعليمات الحظر .
وفى مطروح، سجلت المحافظة خلال شهر يوليو فقط قرابة 8 حالات غرق ووفاة، بينما تم إنقاذ ثلاثة حالات، نتيجة نزلهم البحر، وعدم تنفيذ تعليمات رئيس مجلس الوزارة بعدم نزول البحر.
ومعظم حالات الغرق كانت فى شواطئ معدة للسباحة، وهى الشواطئ هى "سيدى براني، الضبعة، السلوم"، بينما باقى حالات الغرق كانت من نصيب شاطىء عجيبة الغير مخصص لنزول البحر وأصبح مصيدة للمصطافين.
وفى دمياط تمتلك مدينة رأس البر شاطئ بطول 4 كيلو متر كما قامت هيئة حماية الشواطئ بإنشاء 8 حواجز خرسانية لحماية الشاطئ من التآكل بسبب سرعة الأمواج، ولا توجد منطقة بعينها تمثل خطورة على رواد الشاطئ حيث تحدث دوامات غالبا فى المسافة التى توجد بين الحواجز الخرسانية حيث توجد مناطق دوامات وسحب إلى داخل البحر.
ولقى 8 أشخاص مصرعهم غرقًا هذا العام نتيجة قيامهم بالنزول إلى شاطئ البحر عقب الفجر بسبب عدم وجود أى فرق إنقاذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة