نشرت مجلة" The new england journal of medicine"، بحثًا عن برنامج القضاء على فيروس سى فى مصر مؤخرًا، والذى قامت به مجموعة من العلماء من المصريين، والجهود التي بذلتها مصر للقضاء على فيروس سي، تحت عنوان "برنامج الفحص والعلاج للقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي في مصر"، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفيروسات الكبدية اليوم، الموافق 28 يوليو، ننشر هذا البحث لمعرفة كيف استطاعت مصر أن تعالج 4 ملايين مريض فى فترة قصيرة.
وقالت المجلة، تعد الإصابة بفيروس التهاب الكبد المزمنC مشكلة صحية عالمية رئيسية تؤثر على 1% من سكان العالم، وشملت أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، موضحة أنه في مايو 2016، حددت منظمة الصحة العالمية أهدافًا للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، بما في ذلك الوصول إلى تشخيص بنسبة 90%، وتغطية علاجية بنسبة 80%، وخفض الوفيات المرتبطة بها بنسبة 65% بحلول عام 2030..
وقالت المجلة إن فيروس سى انتشر فى مصر، نتيجة لانتشار مرض البلهارسيا والعلاج الجماعية عن طريق الحقن الوريد غير الآمنة في الخمسينيات والستينيات.
وأضافت، أنه في المسح الذى أجرى لعدد كبير من المصريين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عامًا لعام 2015، كان ما يقرب من 10% من الأشخاص لديهم الأجسام المضادة لفيروسC ، ولكن7% فقط مصابون بالفيروس، ما يدل على أن حوالي 5.5 مليون شخص مصاب بعدوى مزمنة بفيروس سي، مما يمثل عبئًا صحيًا واقتصاديًا ضخمًا على مصر.
وقالت، مع إدخال الأدوية الفعالة الجديدة المضادة للفيروسات ذات مفعول مباشر في عام 2014 لعلاج عدوى فيروس سي، وضعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية (NCCVH) استراتيجية قومية لجعل العلاج بالمجان وعلى نفقة الدولة المصرية.
وكانت الحكومة تهدف لتوفير العلاج للجميع ولملايين المرضى، لتحقيق الاستراتيجية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس سى بحلول عام 2030، والتي تتطلب تشخيص وعلاج 360 ألف حالة سنويًا.
وأشارت إلى أنه مع انخفاض تكلفة الأدوية المضادة للفيروسات ذات التأثير المباشر في مصر والتى تصل مدة العلاج 12 أسبوعًا فقط، وهو الكورس الكامل من العلاج باستخدام عقار السوفالدى والدكلانزا sofosbuvir "daclatasvir ، لتصل إلى 1% من ثمنها الأصلى في العالم في أوائل عام 2015، ثم تخفيضها إلى أقل من هذا السعر بعد ظهور الأدوية المحلية في عام 2018، والتي ساعدت في خفض تكلفة العلاج، وأصبح من الممكن علاج المزيد من المرضى والقضاء السريع على المرض.
في أوائل عام 2018، قررت الحكومة المصرية الشروع في جهد كبير لتحديد وعلاج جميع المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي من خلال مسح كبير يستهدف جميع محافظات الجمهورية، وذلك من خلال مبادرة" 100 مليون صحة" والتى كان يدعمها الرئيس السيسى، ما أدى الى نجاحها.
وأضافت المجلة، أنه تم استخدام اختبار تشخيصي سريع من خلال وخز بالأصبع، مع نتائج متاحة في غضون 20 دقيقة، كان لدى المرضى الإيجابيين، مواعيد محددة على الفور إلكترونيًا لمدة من 2 إلى 15 يومًا في أقرب مركز مخصص للتقييم والعلاج، حيث استطاعت مصر من خلال المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة بإجراء مسح شامل لفيروس سي على 60 مليون، وكذلك الأمراض المزمنة من السكر والضغط.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن مصر كانت لديها أعلى معدل انتشار لعدوى فيروس سى في العالم، إلا أنها استطاعت أن تكون مثلا يحتذى به للعالم كله فى القضاء على فيروس سى، والتى أشادت بها منظمة الصحة العالمية، بجميع المحافل الدولية، وتصدرت عناوين الصحف العالمية، وأهمها مجلة لانسيت التى جعلت غلاف المجلة عن علاج مرضى فيروس سى المصريين، ووضع صور الفراعنة أثناء اعطائهم العلاج للمرضى.
وإذ تحتفل منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء الموافق 28 يوليو باليوم العالمي لالتهاب الكبد 2020، نذكر العالم بالإنجازات التى حققتها مصر للقضاء على فيروس سى وعلاج أكثر من 4 ملايين مريض حتى الآن بالأدوية المصرية المثيلة.
وأوضحت، منظمة الصحة العالمية، أن موضوع هذا العام هو "مستقبل خالٍ من التهاب الكبد"، مع تركيز قوي على الوقاية من التهاب الكبد B بين الأمهات والمواليد الجدد، موضحة أن مصر تقوم بدورها فى تطعيم الأطفال الرضع حديثى الولادة بتطعيم فيروس بى لحمايتهم من الإصابة منذ سنوات عديدة.
القضاء على الفيروسات الكبدية
وقالت المنظمة في بيان لها، تعد خدمات الوقاية من التهاب الكبد، من خلال تطعيم الرضع، وخدمات الحد من المضاعفات، والمعالجة المستمرة لالتهاب الكبد B المزمن، ضرورية حتى أثناء جائحة فيروس كورونا.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، الأخيرة الى أن 325 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد الفيروسي B,C في العالم، كما يتوفى 900 ألف شخص سنويًا بسبب عدوى فيروس التهاب الكبد"B".
الفيروسات الكبدية
وقالت المنظمة، إن الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد كل عام يتم الاحتفال به في 28 يوليو، لتعزيز الوعى بالالتهاب الكبدى الفيروسى، وهو التهاب في الكبد يسبب مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك سرطان الكبد، موضحة أن هناك 5 أنواع رئيسية من فيروس التهاب الكبد A و Bو Cو Dو E.
يعد التهاب الكبد B و Cأكثر الأنواع شيوعًا بالنسبة لعدد الوفيات، حيث يؤدى لوفاة 1.3 مليون شخص كل عام، ووسط جائحة فيروس كورونا COVID-19، يستمر التهاب الكبد الفيروسي في إزهاق أرواح الآلاف كل يوم.
تدعو منظمة الصحة العالمية، جميع البلدان إلى العمل معًا للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030.
كما تدعو للوقاية من العدوى بين حديثي الولادة، وذلك من خلال تحصين جميع الأطفال حديثي الولادة ضد التهاب الكبد B عند الولادة، تليها جرعتان إضافيتان على الأقل، كما يجب اختبار جميع النساء الحوامل بشكل روتيني للكشف عن التهاب الكبد "B"وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، والزهري ويتلقون العلاج إذا لزم الأمر.
وأوضحت، أنه يجب أن يحصل الجميع على خدمات الوقاية والاختبار والعلاج من التهاب الكبد، بما في ذلك الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن، والأشخاص في السجون، والمهاجرين، وغيرهم من السكان الأكثر تأثرا، مشيرة إلى أن توسيع الوصول إلى الاختبار وعلاج التهاب الكبد الفيروسي في الوقت المناسب يمكن أن يمنع سرطان الكبد، وأمراض الكبد الحادة الأخرى.
تيدروس
وكان الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، قد أشاد بدور مصر في القضاء على فيروس سى، موضحا أن مصر اختبرت أكثر من 60 مليون شخص للالتهاب الكبدي C، وربطت أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالعلاج مجانًا.
وأضاف أنه في عام 2016، اعتمدت جمعية الصحة العالمية الاستراتيجية لالتهاب الكبد، حيث حددت أول أهداف القضاء على التهاب الكبد في العالم، حيث تدعو الإستراتيجية إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030، والحد من الإصابات الجديدة بنسبة 90% والوفيات بنسبة 65%
اليوم العالمى للفيروسات
وأكد، كان الحديث عن التخلص من التهاب الكبد كأنه خيال، لكن الأدوية الجديدة حولت التهاب الكبد C من مرض قاتل مدى الحياة إلى مرض يمكن علاجه في معظم الحالات في غضون 12 أسبوعًا، على الرغم من أن الأدوية لا تزال باهظة الثمن وبعيدة عن متناول العديد من المرضى، ومع ذلك، تحرز العديد من البلدان تقدمًا لا يصدق.
وقال الدكتور تيدروس، أظهر بحث جديد بقيادة منظمة الصحة العالمية، وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أننا حققنا معًا الهدف العالمي المحدد في عام 2000 للحد من انتشار عدوى التهاب الكبد B في الأطفال دون سن الخامسة إلى أقل من 1% بحلول عام 2020، هذا الإنجاز التاريخي يعني أننا سنخفض بشكل كبير عدد حالات سرطان الكبد وتليف الكبد في الأجيال المقبلة.
ومع ذلك، يعيق التقدم بسبب انخفاض التغطية بلقاح التهاب الكبد B في بعض المناطق، لاسيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث لا يزال العديد من الأطفال يفوتهم جرعة اللقاح الهامة عند الولادة.
وأضاف، يعد انتقال العدوى من الأم إلى الطفل من أهم التحديات التي نواجهها في القضاء على التهاب الكبد، ستطلق منظمة الصحة العالمية اليوم مبادئ توجيهية جديدة للوقاية من انتقال التهاب الكبد B من الأم إلى الطفل.
التهاب الكبد الفيروس فى ظل جائحة كورونا
وقال، ندعو البلدان، خاصة تلك التي تتحمل العبء الأكبر، إلى تطبيق هذه الإرشادات الجديدة باعتبارها نقطة انطلاق مهمة على طريق القضاء على التهاب الكبد، حيث إن هذا الطريق أصبح أكثر صعوبة في ظل انتشار فيروس كورونا COVID-19.، حيث تعطلت خدمات الوقاية والاختبار والعلاج، وتعطلت سلاسل التوريد، وتم تحويل الموارد المالية والبشرية المحدودة وتحول التركيز السياسي إلى احتواء الوباء والانتعاش الاقتصادي، وكل هذا يعني أن هناك خطرًا حقيقيًا بأننا قد نفقد المكاسب التي حققناها، مثل العديد من الأمراض، موضحا أن التهاب الكبد ليس مجرد مشكلة صحية، إنه عبء اجتماعي واقتصادي هائل.
وأوضح، يختلف هذا العام عن كل عام بسبب جائحة فيروس كورونا، وتدعو المنظمة جميع البلدان إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل التخلص من التهاب الكبد الفيروسى، بوصفه تهديدًا للصحة العامة بحلول عام 2030
وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن مصر نجحت خلال جائحة فيروس كورونا كوفيد19، في الاستمرار في تقديم الفحص والعلاج لمن يحتاجه من مرضى فيروس سى وبى ، فمصر لها تاريخ في محاربة التهاب الكبد الفيروسي وما تلاها من أنشطة، ففي عام 2006 تم إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، و في عام 2014تم إدخال العقاقير الجديدة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي، وفى عام2018-2019 قامت بإجراء أكبر مسح لفيروس سى، والأمراض غير السارية عرفه العالم، بالإضافة إلى ميكنة قواعد بيانات المرضى، وإجراء أكبر حملة للقضاء على فيروس سى من خلال المبادرة الرئاسية " 100مليون صحة".
من جانبه قال الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر: "يعتبر استمرار تقديم الخدمات الصحية خلال جائحة كورونا وخاصة خدمات التطعيم وخدمات الفحص والعلاج وخدمات رعاية الحوامل والمواليد من الفيروسات الكبدية من النجاحات التي نفتخر جميعا بها وستبقى منظمة الصحة العالمية شريك رئيسي لوزارة الصحة والسكان من أجل دعم صحة المواطن المصري".
وأضاف: تعمل منظمة الصحة العالمية جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة والسكان والشركاء المعنيين على تقوية كل الأنشطة المتعلقة بمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية ومنها: التطعيم، وعدم الانتقال من الأم إلى الطفل، والحد من المخاطر، وسلامة الدم والحقن وتقوية أنشطة التشخيص وتخفيض تكلفة العلاج بنسبة كبيرة لتصل إلى أقل 1%، فيجب العمل على تقوية الإرادة السياسية والقيادة الحكيمة، وإشراك كل الجهات المعنية، ووضع أسس المراقبة والمسائلة، وتفعيل منظومة الصحة العامة والتخطيط العملي وتفعيل محاور التمويل.
يذكر أن هذا البحث الذى نشر بمجلة نيو انجلاند جورنال اوف ميديسن، قام باجراءه عدد كبير من العلماء المصريين ، حوالى 100 عالم مصرى وأعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ، ومنهم الدكتور جمال عصمت، والدكتور إمام واكد، والدكتور وحيد دوس، والدكتور مجدى الصيرفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة