إنذار أمريكى لأديس أبابا بسبب "سد النهضة".. الولايات المتحدة تدرس قطع مساعدات إثيوبيا ‏لتعنتها فى المفاوضات.. مصادر لـ"فورين بوليسي": الالتزام مفتاح الوصول لاتفاق عادل.. وإدارة ترامب لن تترك مصر تعانى‏

الخميس، 23 يوليو 2020 12:36 ص
إنذار أمريكى لأديس أبابا بسبب "سد النهضة".. الولايات المتحدة تدرس قطع مساعدات إثيوبيا ‏لتعنتها فى المفاوضات.. مصادر لـ"فورين بوليسي": الالتزام مفتاح الوصول لاتفاق عادل.. وإدارة ترامب لن تترك مصر تعانى‏ سد النهضة الإثيوبى
كتبت نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن اقتراب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من قطع بعض المساعدات المخصصة لإثيوبيا ردا علي تعنتها فى مفاوضات سد النهضة مع كلا من مصر والسودان، خاصة بعد تجاهلها الوساطة الأمريكية في تلك المفاوضات.

 

قال ستة مسؤولين ومساعدين بالكونجرس مطلعين على المسألة لمجلة "فورين بوليسي" إن ‏إدارة ترامب تدرس منع بعض المساعدات لإثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة الذى أدى إلى ‏توتر لعلاقتها مع دولتي المصب مصر والسودان .‏

 

وتحول سد النهضة الأثيوبى إلى شرارة للتوترات السياسية بين مصر وإثيوبيا خاصة بعد ‏تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي من إمكانية استخدام كافة الخيارات لوقف المشروع في ‏خطوة لحماية الأمن المائى المصرى.‏

 

وساعدت مشاركة الولايات المتحدة فى المحادثات الرباعية حول سد النهضة فى وقت سابق ‏من هذا العام التي قادتها الخزانة الأمريكية على دفع المحادثات إلى الأمام، ومع ذلك رفضت ‏إثيوبيا التوقيع على اتفاق نهائى. ‏

 

وقالت مصادر لفورين بوليسي إن هناك إشارات إلى ان إدارة ترامب ترجح كفة الميزان لصالح ‏مصر حتى مع ظهور علامات جديدة على التقدم في المفاوضات.‏

 

وقال مسؤول أمريكي مطلع على الأمر: "لقد أدركت إدارة ترامب أنها يجب أن تقف إلى جانب ‏مصر"، وقال متحدث باسم وزارة الخزانة إن الإدارة تعمل كوسيط محايد موضحا ان الهدف ‏الوحيد للحكومة الأمريكية كان ولا يزال مساعدة مصر وإثيوبيا والسودان في التوصل إلى ‏اتفاقية عادلة بشأن ملء وتشغيل السد الذي يعالج مصالح البلدان الثلاث.‏

 

وقالت إثيوبيا يوم الثلاثاء إن الدول الثلاث أحرزت تقدما "كبيرا" في نزاعها في محادثات ‏توسط فيها الاتحاد الأفريقي ووافقت على مزيد من المفاوضات التي تهدف إلى حل شامل ‏لقضايا المياه حول السد.

 

ويرسل الإعلان إشارة إيجابية لبعض المسؤولين والمراقبين ‏الأمريكيين الذين يخشون من أنه إذا استمرت إثيوبيا في ملء الخزان خلف السد دون اتفاق ‏مع مصر، فقد تتحول التوترات الإقليمية إلى مواجهة ممتدة.‏

 

 

 

ووصف مسؤولان في الإدارة تحدثا إلى فورين بوليسي الإعلان بأنه مؤشر على أن المفاوضين ‏وضعوا الأساس لاتفاق نهائي، حيث قال أحد المسؤولين: "لقد ساعدت مشاركة إدارة ترامب ‏الدول الثلاث على إحراز تقدم خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر من السنوات التسع ‏الماضية ومن الممكن التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن إذا كان هناك التزام بين الجميع ‏للقيام بذلك".‏

 

التفاهم المشترك الرئيسي الذي توصلت إليه إثيوبيا ومصر والسودان يوم الثلاثاء، اتفقت ‏الدول الثلاث على إجراء مزيد من المناقشات الفنية حول وتيرة ملء الخزان وإجراءات ‏التخفيف من الجفاف مع التركيز على إبرام اتفاق نهائي.‏

 

وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن إدارة ترامب يمكن أن تمضي قدمًا في خفض ‏المساعدات لإثيوبيا إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود آخر ولم يتمكن الطرفان من ‏التوصل إلى اتفاق نهائي.‏

 

وأشارت فورين بوليسي إلى أن فكرة مشروع كهرومائي ضخم على أعالي نهر النيل في ‏المرتفعات الإثيوبية كانت حلمًا منذ أيام الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي في الستينيات ‏ولكن لم يكن حتى عام 2011 أن بدأ سد النهضة الإثيوبي بشكل جدي، وهو ما تسبب في ‏توتر العلاقات مع دول المصب السودان ومصر. ‏

 

وبالنسبة لإثيوبيا فإن السد ليس مجرد وسيلة لتوفير الكهرباء لزاوية متعطشة للقوة في القارة‏، ولكنه أصبح نقطة فخر وطني ورمزًا لطموحات البلاد كقوة إقليمية.‏

 

وعلى الرغم من أن الخارجية الأمريكية تتعامل مع القضايا الدبلوماسية، فقد استغل ترامب ‏فجأة وزير الخزانة ستيفن منوشن لقيادة جهود الوساطة خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس السيسي ‏العام الماضي. ‏

 

وقال بعض المسؤولين الأمريكيين أن ذلك أدى إلى تزايد الانقسامات بين الخزانة والدولة ‏والارتباك في السفارات في أفريقيا حول كيفية تعامل واشنطن مع المفاوضات، بينما رفض ‏آخرون هذه الرواية وأصروا أن الوكالتين كانت تنسق بشكل وثيق.‏

 

وعلمت فورين بوليسي بأن وزارة الخارجية شاركت في كل اجتماع حول هذه القضية منذ أن ‏بدأت واشنطن في الوساطة في المفاوضات من نوفمبر 2019 حتى فبراير.‏

 

وأوضحت إثيوبيا أنها ستواصل مشروع السد على الرغم من الخلافات المستمرة مع الدول ‏الأخرى المعتمدة على النيل وفي الواقع بدأت في ملء الخزان الضخم خلف السد هذا الشهر، ‏ويخشى المصريين من أن إثيوبيا ستملأ السد على مدى بضع سنوات فقط الامر الذي ‏سيخنق إمدادات المياه خاصة للزراعة.

 

وتقول الحكومة الإثيوبية إن وتيرة التعبئة لا ينبغي أن تؤثر على تخصيص مصر للمياه، ‏وتزعم أن مصر استخدمت مياه النيل أكثر مما يحق لها منذ عقود.‏

 

Donald Trump Threatens To Withhold Aid To States With Sanctuary ...

 

وطلبت وزارة الخزانة هذا الشهر من الخارجية عرضًا موجزًا لجميع المساعدات الأمريكية ‏لإثيوبيا، وهي خطوة قال مسؤولين إنها تهدف إلى حجب بعض أو كل المساعدات غير ‏الإنسانية كوسيلة ضغط إذا توقفت المفاوضات. ‏

 

ومع ذلك، فإن أى قرار بتغيير أو منع المساعدات الأمريكية، سيكون بيد البيت الأبيض أو ‏الكونجرس.، ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.‏

 

وكان مقتل مغني إثيوبي بارز أواخر الشهر الماضي أثار تصاعد الاحتجاجات وزاد من حدة ‏التوترات الدينية والعرقية في البلاد، مما يمثل أحد أكبر التحديات حتى الآن لاستقرار البلاد ‏في عهد رئيس الوزراء أبي أحمد.‏

 

وقال أحد المسؤولين إن وزارة الخارجية "تسير ببطء" لطلب وزارة الخزانة.‏

 

وقدم ثلاثة مسؤولين آخرين روايات متضاربة حول ما إذا كانت وزارة الخزانة قد قطعت وزارة ‏الخارجية عن المحادثات: قال اثنان أن هذا كان هو الحال ، وحتى كبار الدبلوماسيين ‏الأمريكيين المتمركزين في مصر وإثيوبيا والسودان قد توقفوا عن المحادثات، وقال المسؤول ‏الثالث إن هذا غير صحيح وأكد مجددًا أن فرق التفاوض والسفارات الأمريكية تنسق بشكل ‏وثيق.‏

 

 

في الأشهر الأخيرة، حاولت مصر ممارسة الضغط على إثيوبيا لوقف ملء السد من خلال اجتماعات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن خلال إدارة ترامب وتوسطها فى حل الأزمة.‏

 

وتركزت المفاوضات الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا لسنوات على مدى سرعة ملء إثيوبيا ‏للسد، حيث تريد مصر أن تملا إثيوبيا السد ببطء بينما دفعت إثيوبيا لملء السد خلال ‏ثلاث سنوات وهو ما يمثل نقطة خلافية أخرى بين البلدين وهي الخطوات التي قد تتخذها ‏إثيوبيا لتغيير جدول التعبئة في حالة الجفاف، لضمان ألا تتسبب موجة الجفاف المفاجئة ‏خلال سنوات الملئ في ترك مصر تعاني.‏

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة